قُتل القيادي السابق في “الجيش الحر” أحمد العلوان، مع اثنين من أفراد أسرته، في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، الواقعة تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، برصاص مسلحين مجهولين.
وتناقلت شبكات إعلامية محلية ومقربون من العلوان أنباء مقتله أمس، الاثنين 11 من كانون الثاني، مع ابنه وابن شقيقته.
ونعى المتحدث الرسمي باسم “مجلس القبائل والعشائر السورية”، مضر حماد الأسعد، العلوان، مشيرًا إلى مداهمة “قسد” منزله ومصادرة سلاحه الشخصي والخفيف وتوعده بالقتل، منذ مدة قصيرة.
وقال الأسعد عبر صفحته في “فيس بوك”، إن القيادي السابق في “الجيش الحر” أحمد العلوان كان قد تعرض لإصابة بليغة في معارك خاضها بدير الزور ضد قوات النظام السوري، قُطعت على إثرها رجلاه.
وحمّل الباحث بالتاريخ الاجتماعي والسياسي السوري مهند الكاطع، حزب “العمال الكردستاني” مسؤولية اغتيال العلوان.
واعتبر الباحث أن الاغتيالات المنظمة أحد أبرز عناوين حزب “العمال الكردستاني” التي تدرب عليها على يد النظام السوري، والتي لم ولن تتوقف ما دام النظام موجودًا.
وبحسب ما كتبه الباحث عبر صفحته في “فيس بوك“، استهدف عناصر الحزب، منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في 2011، كل معارض له وللنظام.
كما يسعى الحزب لاستهداف كل شخصية رمزية معارضة لإدارته، ويمكن أن تؤثر في محيطها، ولذلك يغتال وجهاء ومثقفين ومعارضين وقادة سابقين في “الجيش الحر” حتى الذين يعانون من إعاقة.
ولم تتبنَّ أي جهة تنفيذ الاغتيال حتى اللحظة.
ويُضاف اغتيال العلوان إلى سلسلة اغتيالات تشهدها مدينة دير الزور في الآونة الأخيرة، إثر حالة من التوتر والفلتان الأمني، دون الكشف عن منفذي عمليات الاغتيال.
وقُتل أمس، الاثنين، الشيخ اطليوش الشتات اللافي، أحد وجهاء قبيلة “العكيدات”، برصاص مجهولين في دير الزور، وسط أنباء عن إصابة نجله أيضًا.
وقال مصدر محلي من ريف دير الزور الشرقي لعنب بلدي، إن مجهولين دخلوا إلى منزل الشيخ اطليوش في قرية حوايج ذيبان شرقي دير الزور، وأطلقوا عليه النار مع ابنه وشخص ثالث كان ضيفًا عندهم.
وخلال الأشهر الماضية، قُتل عدة وجهاء من قبيلة “العكيدات”، وأعلنت القبيلة وعشائر المنطقة الخاضعة لسيطرة “قسد” تشكيل مكتب متابعة مؤلف من ممثلين عن كل العشائر.
وأصدرت قبيلة “العكيدات“، في 11 من آب 2020، بيانًا موجهًا إلى “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، على خلفية التوتر والفلتان الأمني الذي تشهده مدن وبلدات في ريف دير الزور الشرقي.
وذكر البيان أن سلسلة اغتيالات بدأت في الجزيرة السورية، منذ سيطرة “قسد” عليها، آخرها حادثة مقتل أحد وجهاء قبيلة “العكيدات” مطشر الهفل وقريبه، دون فتح “قسد” أي تحقيق.
وحمّل البيان “التحالف الدولي” المسؤولية الكاملة عن كل هذه الأحداث، لأنه “يمثل القوى الفاعلة على الأرض”، وهو من أسس ما وصفها بـ”سلطات الأمر الواقع”.
وطالب بتشكيل لجنة مؤلفة من أشخاص مهيئين ومختصين، وبمشاركة محققين لديهم خبرة طويلة من القبيلة، للتحقيق في حادثة اغتيال الشيخ مطشر الهفل وقريبه دعار الخلف.
كما طالب “التحالف الدولي” بتسليم إدارة المنطقة لأصحابها، على أن يأخذ المكوّن العربي دوره الكامل في إدارة مناطقه وقيادتها، بعيدًا عن أي وصايا حزبية ونفوذ أشخاص فيها.
–