مع اقتراب منخفضات الشتاء الحادة في منتصف شهر كانون الثاني، لم يحصل المواطنون في مدينة دمشق وريفها على مخصصاتهم من المازوت للتدفئة، وفق نظام “البطاقة الذكية”، إلى الآن، في الوقت الذي يبلغ فيه سعر المازوت غير المدعوم (الحر) أكثر من خمسة أضعاف المازوت المدعوم.
قاسم الخضر من سكان مدينة الكسوة في ريف دمشق، قال لعنب بلدي، إن وجود خمسة أطفال في منزله اضطره لشراء المازوت “الحر”، فضلًا عن شراء أدوية لأطفاله إذا مرضوا بسبب البرد.
وأضاف، “ليست مشكلة إذا مرض الكبار، لكن ما ذنب الأطفال، لا تستطيع أن تقول لهم إن المازوت غير متوفر”.
الحال نفسها يعاني منها أغلب المواطنين في دمشق، واشتكت زهرة، إحدى القاطنات في حي الزاهرة الجديدة، أنها إلى الآن تنتظر رسالة المازوت.
وقالت زهرة (رفضت نشر اسمها الكامل لمخاوف أمنية)، إن وضعها المادي لا يسمح لها بشراء المازوت “الحر”، إذ من الممكن أن يصل سعر الليتر الواحد إلى 1500 ليرة سورية وأكثر بحسب مزاج البائع، بينما يبلغ سعر الليتر المدعوم 180 ليرة.
وكانت الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية (محروقات) أعلنت، في آب 2020، أنه سيتم توزيع مازوت التدفئة لعام 2020- 2021 عبر “البطاقة الذكية”، بمعدل 200 ليتر لكل عائلة كدفعة أولى، و200 ليتر دفعة ثانية بعد استكمال توزيع الدفعة الأولى، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
100 ليتر لكل الشتاء؟
نفت وزارة النفط والثروة المعدنية، في أيلول 2020، ما تداولته صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي عن عدم توزيع مازوت التدفئة، أو حتى أي تخفيض في الكمية، مؤكدة أن الوزارة مستمرة بتوزيع الدفعة الأولى من مازوت التدفئة، بمعدل 200 ليتر لكل عائلة.
وقال مصدر من سكان محافظة القنيطرة لعنب بلدي (تحفظ على نشر اسمه لأسباب أمنية)، إن رسالة تسليم المازوت وصلته بداية كانون الثاني الحالي، ولكنه تفاجأ عند التسلّم، إذ كانت الدفعة الأولى هي 100 ليتر فقط، وأوضح أنه استفسر عن موعد تسلّم الدفعة الثانية، ليجيبه المعنيون بالأمر أنه مضطر للانتظار إلى الربيع أو الصيف، ما يعني أنه سيستخدم المخصصات في الشتاء المقبل.
العمل بنظام “البطاقة الذكية” لتوزيع مخصصات المحروقات بدأ في عام 2018، ولكنه واجه اعتراضات ومشاكل، ولم يتسلّم المدنيون كامل مخصصاتهم عام 2019، وسط وعود بتسلّم المخصصات قبل بدء الشتاء الحالي.
بانتظار التوريدات
أعلنت وزارة النفط والثروة المعدنية، في 10 من كانون الثاني الحالي، أنها خفضت بشكل مؤقت كميات البنزين الموزعة على المحافظات بنسبة 17%، وكميات المازوت بنسبة 24%.
ونشرت الوزارة عبر صفحتها الرسمية في “فيس بوك“، أن تخفيض الكميات جاء نتيجة تأخر وصول توريدات المشتقات النفطية المتعاقد عليها إلى القطر، وألقت باللوم على العقوبات الغربية.
وأضافت أن التخفيض مستمر إلى حين وصول التوريدات الجديدة، التي يتوقع أن تصل قريبًا، وبما يتيح معالجة هذا الأمر بشكل كامل، مبررة الإجراء بإدارة المخزون المتوفر وفق أفضل شكل ممكن.
–