قررت مصر اليوم، الثلاثاء 12 من كانون الثاني، رفع الحظر عن حركة الطيران بينها وبين قطر، وذلك بعد ثلاث سنوات من منع ذلك.
وقال رئيس سلطة الطيران المدني المصري، أشرف نوير، لصحيفة “بوابة الأهرام”، إن مصر ترفع رسميًا اليوم، الثلاثاء، الحظر الذي فرضته على رحلات شركات الطيران القطرية إلى مصر وتفتح المجال الجوي أمامها.
وأضاف نوير أنه يحق لشركتي “مصر للطيران” والخطوط القطرية، وشركات الطيران القطري، استئناف الحركة الجوية، وإرسال جداول تشغيل للرحلات إلى سلطتي طيران البلدين للموافقة عليها.
وأوضح أنه بدءًا من صباح اليوم، الثلاثاء، عُدلت النشرات الملاحية للطائرات القطرية.
ويأتي فك الحظر على خلفية إعلان السعودية والإمارات والبحرين فتح جميع الحدود البحرية والجوية والبرية مع قطر، في إطار قمة “مجلس التعاون الخليجي” بمدينة العلا السعودية، في 5 من كانون الثاني الحالي، التي أفضت إلى توقيع مصالحة أنهت حصار نحو ثلاث سنوات على قطر.
وأمس، تبادلت السعودية وقطر أول طائرتين لشركتي الطيران الرسميتين، هبطتا في الدوحة والرياض لأول مرة منذ 2017.
وعلى مدى سنوات المقاطعة للدوحة، اضطرت الخطوط الجوية القطرية إلى توجيه معظم رحلاتها نحو الأجواء الإيرانية والسورية، مقابل رسوم عبور بملايين الدولارات.
وكانت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت علاقاتها مع قطر، في 5 من حزيران 2017، مع إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية أمامها، بعد اتهامات وُجهت للدوحة بدعم تنظيمات متطرفة في المنطقة، والتقرب من إيران التي تتهمها دول عربية بالتدخل في شؤونها.
أرباح سوريا ولّت
ورغم القطيعة التي تشهدها العلاقات بين سوريا وقطر على جميع الأصعدة، استخدمت قطر الأجواء السورية للعبور، كبديل عن أجواء دول الخليج التي قاطعتها.
وبرر المدير التنفيذي لشركة الخطوط الجوية القطرية، أكبر الباكر، في أيار 2019، العودة للعبور من الأجواء السورية بأنها كانت بسبب الحصار، قائلًا، “نحن نخضع لحصار، لذلك علينا أن نجد سبلًا لإنجاز متطلبات بلادنا، الأمر هكذا ببساطة”.
وكان وزير النقل السابق في حكومة النظام السوري، علي حمود، توقع أن تكسب الخزينة السورية من عبور الطائرات القطرية ما يزيد على 30 مليون دولار سنويًا، مع عدم إعلان قطر عن تكاليف عبورها.
وفي خطوة لتحسين إيرادات مؤسسة الطيران المدني والاستفادة من موقع سوريا، وذلك بعد توقف أغلب شركات الطيران عن الهبوط في المطارات السورية والعبور في الأجواء السورية لأسباب سياسية، رفعت المؤسسة، في أيار 2019، رسوم الخدمات الملاحية والتسهيلات المقدمة للطائرات التي تحلق في الأجواء السورية دون الهبوط، إلى 50% عما كانت عليه.
ونص التعديل الجديد على أن يستوفى 150 دولارًا (كرسم مقطوع) على مرور أي طائرة في الأجواء السورية في المرة الواحدة، والتي لا يزيد وزنها على 75 طنًا، كما يتم استيفاء 2.10 دولار عن كل طن زيادة للطائرات من وزن 76 طنًا ولغاية وزن 200 طن، و2.4 دولار لكل طن للطائرات من وزن 201 طن وما فوق.
الباحث الاقتصادي خالد تركاوي توقع، في حديث إلى عنب بلدي، أن تجف موارد النظام السوري من الطائرات القطرية، في حال وجود رسوم تدفعها قطر، بعد توقيع المصالحة الخليجية.
وعلل الباحث توقعه بأن الطائرات القطرية كانت تمر اضطراريًا عبر الأجواء السورية، باعتبار أن الأجواء الخليجية كانت مغلقة، وأن الرسوم التي تدفعها قطر غير ثابتة، حتى لو صرح النظام بذلك.
–