قالت وكالة “رويترز” الأمريكية، إن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، يعتزم استخدام معلومات استخباراتية، تتهم إيران بعلاقتها مع تنظيم “القاعدة”.
ونقلت الوكالة عن مصدرين لم تسمهما اليوم، الثلاثاء 12 من كانون الثاني، أنه “من المتوقع أن يقدم بومبيو تفاصيل بشأن اتهامات تفيد بأن إيران قدمت ملاذًا آمنًا لتنظيم (القاعدة) ودعمته، على الرغم من بعض الشكوك داخل الاستخبارات الأمريكية والكونجرس”، بحسب ما ترجمته عنب بلدي عن الوكالة.
وأضاف المصدران أن المعلومات، التي يتوقع تقديمها اليوم، سترفع عنها السرية خلال خطاب بومبيو أمام نادي “الصحافة الوطني” في واشنطن.
ولم يتضح بعد إلى أي مدى سيكشف بومبيو عن الاتهامات في خطابه، وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إنه قد يستشهد بمعلومات رُفعت عنها السرية بشأن مقتل الرجل الثاني في تنظيم “القاعدة”، “أبو محمد المصري”، في طهران في آب 2020.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز“، في تشرين الثاني 2020، أن “أبو محمد المصري”، المتهم بالمساعدة في تدبير تفجير سفارتين أمريكيتين في إفريقيا عام 1998، قُتل على أيدي عملاء إسرائيليين في إيران.
ونفت إيران التقرير قائلة إنه لا يوجد “إرهابيون” لـ”القاعدة” على أراضيها.
وكانت إيران هدفًا دائمًا لإدارة الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب ، وسعى بومبيو إلى زيادة الضغط على إيران في الأسابيع الأخيرة بمزيد من العقوبات والخطابات المهددة.
يعتقد مستشارو الرئيس المنتخب، جو بايدن، أن إدارة ترامب تحاول أن تجعل من الصعب على الرئيس الجديد إعادة التعامل مع إيران، والسعي للانضمام إلى اتفاق دولي بشأن برنامج إيران النووي، بحسب “رويترز”.
اتهامات سابقة
واتهم بومبيو، الذي كان مدير وكالة المخابرات المركزية في تشرين الأول 2017، إيران بصلات مع “القاعدة” في الماضي، لكنه لم يقدم أدلة ملموسة، قائلًا، “كانت هناك أوقات عمل فيها الإيرانيون إلى جانب (القاعدة)”.
وفُقدت مصداقية الاتهامات السابقة لإدارة جورج بوش بشأن صلات إيران بهجمات “القاعدة”، في 11 من أيلول 2001، على الولايات المتحدة، لكن ظهرت تقارير على مدار سنوات عن اختباء عملاء “القاعدة” في إيران.
وقال مسؤول استخباراتي أمريكي كبير سابق لـ”رويترز”، إن الإيرانيين لم يكونوا أبدًا ودودين مع تنظيم “القاعدة” قبل أو بعد هجمات 11 من أيلول، وينبغي النظر بحذر إلى أي مزاعم عن التعاون الحالي.
وقال الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، في 16 من كانون الأول 2020، إنه لن يتردد في استخدام “السلاح المفضل” لترامب، وهو العقوبات الاقتصادية، حين يعيد تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية.
وبحسب مصادر لـ”رويترز”، من المتوقع عندما يتولى بايدن منصبه، في 20 من كانون الثاني الحالي، أن يبدأ بسرعة بإعادة ضبط نهج السياسة الخارجية لبلاده، آخذًا بعين الاعتبار فرض عقوبات ضد من وصفتهم المصادر بـ”أعداء الولايات المتحدة”، مثل الحكومة الإيرانية في طهران والحكومة الصينية في بكين.
وبذلك ستظل العقوبات الاقتصادية التي انتهجتها إدارة ترامب خلال السنوات الأربع من جانب واحد، أداة مركزية لقوة الولايات المتحدة في سياستها الخارجية.
وستتم عملية “تنقيح لصياغة العقوبات”، من خلال مراجعتها بشكل واسع بعد فترة قصيرة من تولي بايدن إدارة البلاد، بحسب “رويترز”.
وكتب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على “تويتر”، في 9 من تشرين الثاني 2020، عقب فوز بايدن، “رسالة صادقة إلى جيراننا، ترامب راحل خلال 70 ساعة، ولكننا سنبقى هنا إلى الأبد”.
وأضاف أن “المراهنة على الغرباء لتوفير الأمن ليست مقامرة جيدة على الإطلاق. نمد أيدينا إلى جيراننا لإجراء حوار لحل الخلافات”، بحسب تعبيره.
A sincere message to our neighbors:
Trump's gone in 70 days
But we'll remain here forever
Betting on outsiders to provide security is never a good gamble
We extend our hand to our neighbors for dialog to resolve differences
Only together can we build a better future for all.
— Javad Zarif (@JZarif) November 8, 2020
ودعا الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بايدن إلى “تعويض أخطاء الماضي”، وإعادة الولايات المتحدة إلى اتفاق طهران النووي لعام 2015 مع القوى العالمية.
وفرضت الولايات المتحدة عقوباتها على إيران عقب انسحابها من الاتفاق النووي، الذي يحدّ من أنشطة طهران بتخصيب اليورانيوم والماء الثقيل، في أيار من عام 2018.
–