فيلم “CAMP X-RAY”.. الحب من خلف الباب في معتقل الأحكام المسبقة
يقدّم الفيلم الأمريكي “CAMP X-RAY” صورة نمطية سلبية، وحكمًا مسبقًا، عن الأسرى العرب المسلمين المعتقلين في معتقل “غوانتانامو”، عبر تصويرهم على أنهم شخصيات فوضوية لا تتقبل الآخر، بغض النظر عن التهم الموجهة لهم، وإدانتهم أو عدمها.
ويحكي العمل قصة شاب ألماني مسلم يُدعى “أمير علي” يجري اعتقاله في عام 2002 على خلفية أحداث الـ”11 من أيلول”، التي شهدت استهدافًا لبرجي التجارة العالميين في ولاية نيويورك الأمريكية.
يقضي “علي أمير” ثماني سنوات في المعتقل قبل أن تصل الجندية الأمريكية “إيمي كول”، التي تم فرزها بعد تطوعها في الجيش الأمريكي للخدمة في المعتقل الأمريكي الواقع في خليج “غوانتانامو”، جنوب شرقي كوبا، فيقع السجين بغرام سجّانته وتقع إيميلي في غرام علي، بعدما لمست في شخصيته اختلافًا عبّر عن نفسه منذ اليوم الأول لها في هذا المعتقل.
علي لا يشبه المعتقلين الآخرين الذين يرفضون الأنثى، ولا يهتمون بالثقافة، ويحملون في شخصيتهم نوازع عدوانية، كما يصورهم العمل، فيطلب علي من اليوم الأول في خدمة إيميلي الجزء السابع من سلسلة “هاري بوتر”، فيلفت نظرها ويثير اهتمامها.
لا ينجو العمل من تنميط المعتقلين وتأطيرهم في نطاق عربي يتعكز على تقاليد ينسبها العمل للعرب، كالنظرة إلى المرأة، بالإضافة إلى الكتابة بالعربية والحديث بالعربية بين السجناء، بمن فيهم علي الذي ينحدر من مدينة بريمين الألمانية.
يعيش العاشقان غرامهما الممنوع من وراء الأبواب الموصدة والزجاج الذي يعكس شيئًا من اللهفة الصادقة، رغم قوانين المعتقل التي تحظر على السجين معرفة أي معلومات شخصية عن الجنود الموجودين في المعتقل، لكن إيميلي تهدي حبيبها اسمه، حيث يجب أن يُنادى برقمه فقط، كما تهبه قبسًا من البوح الشخصي عنها وعن أحلامها المؤجلة ريثما تخرج من هذا المعتقل الذي تبدو فيه هي الأخرى كمعتقلة في مكان يحظر عليها الحب أو بناء أي نوع من العلاقات مع السجناء.
يصرّ الضابط في الفيلم والمعتقل على تسمية السجناء بالمعتقلين، في إشارة إلى حرمانهم من الاستفادة من المادة الثالثة المشتركة في اتفاقيات “جنيف” الأربع، التي تنص على منح الحماية لمن لم يشاركوا في الأعمال العدائية، ولمن توقفوا عن المشاركة فيها، بمن فيهم أسرى الحرب.
تمضي إيميلي عامها في المعتقل بشكل سريع، حيث يقفز كاتب ومخرج العمل، بيتر ساتلر، ثمانية أشهر من عمر الفيلم والقصة ليبلغ نهايتها سريعًا.
تُعد الفكرة بحد ذاتها بطلة الفيلم الأولى، فالأحداث تقع في “معسكر أشعة إكس”، وهو موقع احتجاز سابق في معتقل “غوانتانامو” بالقاعدة الأمريكية في خليج “غوانتانامو” بكوبا، قبل إغلاقه ونقل المعتقلين إلى موقع احتجاز “كامب دلتا” في “غوانتانامو”، ومن هنا جاء اسم الفيلم أصلًا.
يقدّم المخرج بيتر ساتلر نهاية معقولة للفيلم ولقصة الحب التي نشأت دونما ضوء أو وصال، وإن كان من الأفضل منح العمل جزءًا آخر ينتصر فيه الحب على السياسة، ولو في السينما فقط.
العمل من بطولة الممثل الإيراني بيامان ماضي، والممثلة الأمريكية كريستين ستيوارت، وجرى تصويره خلال 20 يومًا فقط، وبميزانية مليون دولار، وهي قيمة رمزية في السينما العالمية، ومع ذلك حصل العمل على تقييم 6.9 من 10 في موقع “IMDB” لنقد وتقييم الأعمال الدرامية والسينمائية.
حمل العمل موسيقى جسيكا ستروب، وتصوير جيمس لاكستون، وعُرض لأول مرة في 2014، وشارك في 12 مهرجانًا، وحصل على درجة 63 من 100 بتقييم الجمهور في دور السينما، و75 من 100 بتقييم المشاهدين عبر الإنترنت، بحسب موقع “ROTTEN TOMATOES” لنقد وتقييم الأعمال الدرامية والسينمائية.
وفتح معتقل “غوانتانامو” أبوابه في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش (الابن)، الذي أعلن، في 11 من كانون الثاني 2002، دخول أول سجين إلى المعتقل، وقدم الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، خلال حملته الانتخابية عام 2008، وعودًا بإغلاق المعتقل الذي وصفته منظمة العفو الدولية في وقت سابق بـ”فضيحة حقوق الإنسان”، وما زال المعتقل مفتوحًا حتى اليوم.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :