حذّرت وزارة الدفاع الفرنسية من عودة تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى الظهور في سوريا والعراق.
وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، في 10 من كانون الثاني الحالي، إن تنظيم “الدولة الإسلامية” قد يعود إلى الظهور مجددًا في سوريا والعراق، بحسب ما صرحت به ضمن برنامج “أسئلة سياسية” الذي يقدمه راديو “فرانس إنتر” وتلفزيون “فرانس إنفو تي في”.
وأضافت بريلي أن فرنسا ترى أن تنظيم “الدولة الإسلامية” لا يزال موجودًا، مشيرة إلى إمكانية الحديث عن شكل من أشكال عودة ظهوره في سوريا والعراق.
ولفتت إلى أنه منذ سقوط المعقل الأخير لتنظيم “الدولة” في بلدة الباغوز بوادي الفرات، لوحظ أن التنظيم يعمل على استعادة قوته في سوريا.
عمليات تبناها التنظيم في عام 2020
تبنّى تنظيم “الدولة الإسلامية” تنفيذ 593 هجومًا في سوريا خلال عام 2020، أغلبها في شرقي سوريا.
وأسفرت عملياته عن ألف و327 قتيًلا وجريحًا، 901 منهم من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، و407 من قوات النظام السوري، و19 من فصائل المعارضة، بحسب ما ذكره بيان نشرته وكالة “أعماق”.
وتركزت معظم الهجمات في محافظة دير الزور، وأعلن التنظيم تبنيه 389 هجومًا هناك، ثم الرقة 59 هجومًا، و38 في حمص، و39 في الحسكة، و36 في حلب، و29 في درعا.
وزاد نشاط التنظيم مؤخرًا انطلاقًا من منطقة البادية، إذ تبنى، خلال كانون الأول 2020، نحو 50 عملية في سوريا.
واستغل التنظيم انتشار جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) بتكثيف هجماته على عدة جبهات، وإعادة ترتيب صفوفه، بحسب دراسة بحثية أصدرها مركز “عمران للدراسات”، وينظر التنظيم إلى آثار الفيروس كظروف ملائمة لاتخاذ تكتيكات أمنية تتناسب مع مصالحه.
دخول التنظيم مرحلة السكون
دخل التنظيم بمرحلة سكون لثلاثة أشهر، وهي الفترة الفاصلة بين إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في آذار عام 2019، عن القضاء على التنظيم، وبين إعلان التنظيم في حزيران من العام نفسه بدء ما أسماها “غزوة الاستنزاف” بعد أن تحول إلى النشاط ضمن ولايات أمنية، بحسب ما قاله الباحث السوري في مركز “جسور للدراسات” عبد الوهاب عاصي، في حديث سابق إلى عنب بلدي.
ويتمركز التنظيم في قلب البادية السورية التي تمتد من ريفي حماة وحمص الشرقيين إلى الحدود العراقية، ومن ريفي دير الزور والرقة شمالي سوريا إلى الحدود الأردنية- السورية.
كما ارتفعت وتيرة هجماته بشكل متفاوت نتيجة امتلاك التنظيم القدرة على تذخير وتسليح وتمويل نفسه، وفقًا للباحث عاصي، وذلك من خلال الاستراتيجية الأمنية التي اتبعها والتي استمدها أصلًا من الخبرات التي اكتسبها خلال نشاطه في العراق قبل عام 2013.
وكانت آخر عملية تبناها التنظيم هجوم نفذه، في 4 من كانون الثاني الحالي، واستهدف صهاريج نفط لشركة “القاطرجي” بكمين في بادية حماة.
وقال التنظيم، إن مقاتليه “دمّروا عشرة صهاريج لنقل النفط، وقتلوا وأصابوا عشرة عناصر من ميليشيا موالية للجيش السوري، في كمين نصبوه لهم ببادية حماة”.
وجاء في بيان التنظيم، بحسب ما رصدته عنب بلدي سابقًا، أن مقاتلي “الدولة الإسلامية” نصبوا كمينًا لرتل يضم صهاريج تنقل النفط من مناطق سيطرة “قسد” إلى مناطق سيطرة قوات النظام السوري، وقوة مرافقة من ميليشيا “القاطرجي” شرقي مدينة السلمية.
وأضاف التنظيم، حينها، أن مقاتليه هاجموا الرتل بمختلف الأسلحة، فتمكنوا من تدمير عشرة صهاريج، وقتل سبعة من عناصر الميليشيات المرافقين للرتل وإصابة ثلاثة آخرين.
–