وجه رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، رسالة ثانية إلى ابن خاله رئيس النظام السوري، بشار الأسد، تحدث عن فيها عن بيع ممتلكاته بعقود مزوّرة.
وقال مخلوف عبر “فيس بوك“، الأحد 10 من كانون الثاني، إنه أرسل كتابًا إلى الأسد، بصفته رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس السلطة التنفيذية والعسكرية والأمنية.
وأضاف مخلوف أنه أبلغ الأسد في الكتاب بأن “الأمر وصل مع هؤلاء العصابات، أثرياء الحرب، إلى تنفيذ تهديداتهم بسبب عدم تنازلنا عن الشركات والأملاك. فقد قاموا ببيع أملاكي وشركاتي وصولًا إلى منزلي ومنزل أولادي بعقود ووكالات مزوّرة”، وتابع، “إذا كان يا سيادة الرئيس يرضيك ذلك فلا كلام لي بعد ذلك”.
وقال مخلوف، إن “المحامين باتوا مهددين لا يتجرأ أحد منهم على الدفاع عن حقوقنا حتى ولو سُمح لهم بذلك، ليقابل ذلك تمتع تلك العصابات بسلطات واسعة، من أهمها السلطة الأمنية التي هي سيف مسلّط على رقاب الجميع دون استثناء، إضافة إلى توقيف أي معاملة لنا أمام أي جهة حكومية”.
وأضاف أن “تلك العصابات وبالاتفاق مع جميع الجهات الرسمية العامة، عملت على تزوير عقود ووكالات بيع وتسجيلها بتواريخ قديمة تعود لعامين سابقين ليومنا هذا، وذلك بهدف دحض كل ادعاءاتنا كونها تحمل تواريخ لاحقة لتواريخهم المزوّرة تلك، ولمحاولة تمتين أساليب احتيالهم وتزويرهم، والقوننة الشكلية لبيع أموالنا التي لم نقم ببيع أي منها”.
وتحدث عن أن عناصر أمن اقتحموا قبل أربعة أيام مقرًا لأحد مكاتبه ليلًا، واستحوذوا على جميع وثائق شركاته، بما فيها اجتماعات الهيئات العامة لتلك الشركات وسجلاتها التجارية، الأمر الذي يتيح حرية تزوير اجتماعات الهيئات العامة وقرارات مجالس إدارات تلك الشركات بما يتوافق مع تلك الإجراءات والقرارات المزوّرة، بحسب تعبيره.
وأضاف مخلوف مخاطبًا الأسد، “لماذا وعلى الرغم من كل ما تم ويتم ذكره لا يتم الاكتراث من قبلكم أو من قبل أي جهة عامة لمسألة بهذا الحجم تنطوي على عمليات احتيال وتزوير تشكل أكبر ملف فساد يمر بتاريخ سوريا”.
وختم رسالته بطلبه من الأسد “تطبيق أحكام ومواد الدستور التي كفلت وصانت الملكية الخاصة، وذلك من خلال إعادة كامل حقوقنا إلينا، ومعاقبة المرتكبين بأشد العقوبات ليكونوا عبرة لمن يعتبر”.
وكان رامي مخلوف ظهر في تسجيل مصوّر، الخميس الماضي، يطلب فيه من السوريين “الدعاء من أجل معجزة تنقذ سوريا”، في خطوة فسرها مراقبون برغبة مخلوف بفحص شعبيته لإرسال رسالة إلى الأسد، قبيل الانتخابات الرئاسية السورية في العام الحالي.
وفي 14 من كانون الثاني 2020، وجه مخلوف رسالة إلى ابن عمته بشار الأسد، تنوعت فيها لهجته بين “التهديد والصلح”، وقال مخلوف فيها، “من خادم البلاد إلى رئيس البلاد”، طالبًا فتح صفحة جديدة تحت راية “سوريا لكل السوريين”، بعد طي صفحة الماضي.
وحدد في الرسالة خطوات لـ”إصلاح الوضع الراهن ووقف الانهيار الحاصل”، مشيرًا إلى أنه “الإجراء الوحيد الكفيل بإعادة كل شيء إلى طبيعته، وبالأخص عيش المواطن بكرامة”.
حكومة النظام سيطرت على شركات مخلوف، وأهمها “سيريتل” و”الشام القابضة”، عبر وضع حارسين قضائيين عليهما بعد خلاف مع عائلة الأسد.
كما سُحبت يد مخلوف من استثمار الأسواق الحرة كافة، إضافة إلى الحجز على أمواله وأموال عائلته المنقولة وغير المنقولة، خلال النصف الأول من عام 2020.
وفي المقابل، هدد مخلوف مرارًا، عبر منشوراته في “فيس بوك”، بالتصعيد وبأيام صعبة على النظام السوري، إذ قال، في حزيران 2020، “إن أصروا على موقفهم بنصرة الظالم على المظلوم، فالعنوني إن لم يكن هناك تدخل إلهي يوقف هذه المهزلة ويزلزل الأرض بقدرته تحت أقدام الظالمين”، خاتمًا حديثه بعبارة “وبعزته وبجلاله ستذهلون”.
وكان الأسد ألمح بشكل ضمني إلى صراعه مع مخلوف، خلال كلمة له ألقاها أمام أعضاء مجلس الشعب، في آب 2020، قال فيها، “مستمرون في استرداد الأموال العامة المنهوبة بالطرق القانونية وعبر المؤسسات، ولن يكون هناك أي محاباة لأي شخص يظن نفسه فوق القانون”.
–