عاد مبعوث التحالف الدولي لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية”، الدبلوماسي الأمريكي بريت ماكغورك، إلى واجهة السياسة الأمريكية مجددًا بعد تعيينه مستشارًا في مجلس الأمن القومي الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا، من قبل الرئيس المنتخب، جو بايدن.
ويملك ماكغورك تاريخًا دبلوماسيًا منذ عهد الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش، مرورًا بعهدي باراك أوباما ودونالد ترامب.
خلال شغله منصب مبعوث التحالف الدولي، منذ 2015 حتى أواخر 2018، دعم ماكغورك “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وزار سوريا والعراق عدة مرات، لدمج القوات المحلية في المعارك ضد التنظيم.
وبعد قرار ترامب أواخر 2018 بسحب القوات الأمريكية شمالي سوريا، قدم ماكغورك استقالته، إذ أضعف القرار لاحقًا موقف “قسد”، خاصة مع انسحاب عدة قواعد عسكرية في تشرين الأول 2019، وشن الجيش التركي و”الجيش الوطني السوري” عملية “نبع السلام” شرق الفرات.
وقال ترامب، حينها، ردًا على الاستقالة، إنه لا يعرف من هو بريت ماكغورك، واستقالته قبيل موعد انتهاء مهمته “ضرب من التصنع ومحاولة للفت الأنظار إليه”.
وأضاف، “كان يجب في الأساس أن نبقى ثلاثة أشهر (في سوريا) وهذا حدث قبل سبع سنوات ولم نرحل وقتها”.
بينما اعتبر ماكغورك أن قرار ترامب “انقلاب كامل على السياسة المرسومة سابقًا”، مشيرًا إلى أنه يزيد التهديد والمخاطر ويُضعف موقف الولايات المتحدة أمام روسيا.
ومن وجهة نظره، فإن الوجود الأمريكي على الأرض السورية والنفوذ الواسع للقوات الأمريكية، هو ما أعطاها القدرة على المناورة مع الروس ورسم الخطوط للتحرك وتحديد نتائجه، بحسب حديثه لشبكة “CNN” الأمريكية، آنذاك.
The weapons provided were meager and just enough for the battle against ISIS. (The SDF cleared IEDs by purchasing flocks of sheep.) They were not “paid massive amounts of money and equipment” (as Trump said today). Nearly all stabilization funding came from the @coalition.
— Brett McGurk (@brett_mcgurk) October 7, 2019
بالمقابل، اتهم ماكغورك تركيا بتسهيل دخول 40 ألف عنصر من التنظيم عبر حدودها إلى سوريا والعراق، كما انتقد العمليات العسكرية التركية في سوريا.
وطالب وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في عام 2017، بعزل ماكغورك نتيجة دعمه لـ”قسد”، التي تصنفها تركيا “إرهابية” على اعتبار أنها “الفرع السوري لحزب (العمال الكردستاني)”.
ماكغورك عبر عن عدائه لتركيا أيضًا بتصريحات مناوئة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، معتبرًا أن الأخير “يهاجم إسرائيل، ويدعو المسلمين للتوحد صد الغرب”.
كما اعتبر أن التطبيع بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل صيف عام 2020، مدفوع بأسباب عدة، من أبرزها العداء المشترك لتركيا.
التعامل الحذر مع إيران
وعلى خلاف سياسة ترامب التصعيدية تجاه إيران، حمل ماكغورك موقفًا بتسم بالحذر دون الرغبة في الصدام.
وقال في مقال رأي نشره في حزيران 2019، في موقع “بلومبيرغ” الأمريكي، “من المهم في هذه المرحلة النظر في أفضل السبل لحماية المصالح الأمريكية ومواصلة الضغط على إيران، دون زيادة مخاطر نشوب صراع لا يمكن التنبؤ به”.
ودعا ماكغورك إلى “التعددية” في التعامل مع إيران، ووصف الاتفاق النووي الذي أدى إلى تقليص طهران لبرنامجها النووي مقابل رفع العقوبات المفروضة على اقتصادها، بأنه “أبعد ما يكون عن الكمال”.
لكنه بالمقابل قاد مفاوضات سرية في 2015 و2016 مع إيران، أدت للإفراج عن مراسل صحيفة “واشنطن بوست” جيسون رضائيان.
مناصب شغلها ماكغورك
بحسب موقع وزارة الخارجية الأمريكية، شغل ماكغورك منصب المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في وزارة الخارجية الأمريكية، بين عامي 2015 و2018.
وبين أيلول 2014 وتشرين الثاني 2015، عمل نائبًا للمبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة” في وزارة الخارجية الأمريكية.
وكان في 2014 نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للعراق وإيران في مكتب شؤون الشرق الأوسط.
أما في فترة ولاية أوباما بين عامي 2009 و2017، فعمل مستشارًا أول في مكتب شؤون الشرق الأوسط، مع التركيز على العراق والمبادرات الإقليمية الأخرى، ومستشارًا خاصًا لموظفي الأمن القومي، ومستشارًا أول للسفراء رايان كروكر، وكريستوفر هيل، وجيمس جيفري في بغداد.
بين 2005 و2009، وخلال ولاية بوش، كان مساعدًا خاصًا للرئيس والمدير الأول للعراق وأفغانستان.
وفي 2008، عمل مفاوضًا رئيسًا ومنسقًا خلال المحادثات الثنائية مع الحكومة العراقية من أجل اتفاقية “الإطار الاستراتيجي طويلة الأجل”، و”الاتفاقية الأمنية لتنظيم الوجود المؤقت للقوات الأمريكية” وتطبيع العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة.
–