حملة أهلية لتشجير المساحات الخالية في السويداء

  • 2021/01/10
  • 9:09 ص

متطوعون في حملة للتشجير على طريق سد الروم في محافظة السويداء - 25 كانون الأول 2020 (عنب بلدي)

عنب بلدي – السويداء

في ساحة تشرين، وسط مدينة السويداء، ينتظر الشيخ سليمان بسيارته المحملة بشتلات الأشجار كعادته قدوم المتطوعين للمشاركة بحملة “بدنا نخلي السويداء جنة”، التي انطلقت في منطقة ظهر الجبل، على طريق سد الروم، قبل أكثر من أسبوعين.

لم تترجم مئات تعليقات الدعم وطلب المشاركة، التي توالت على صفحة الشاب الثلاثيني على “فيس بوك”، والتي أعلن عبرها بدء الحملة في 16 من كانون الأول 2020، سوى بحضور “متواضع”، إلا أن “همة” المشاركين كانت “عالية”.

الزراعة بدل طلب الإغاثة

شجر الصنوبر المثمر والسرو واللوز البلدي كان خيار الشيخ سليمان عبد الباقي، الذي قال لعنب بلدي، إن مئات الغراس زُرعت، وآلاف غيرها على الطريق، “وفي المرحلة المقبلة سنزرع شجر الكينا والزيتون والفستق الحلبي”.

ثمار الأشجار المزروعة ستكون من نصيب الأسر التي زُرعت بأرضهم، كما قال الشيخ، الذي كتب عبر صفحته، “لا تعلموا الناس الشحادة والبطالة، أقل ما يمكنهم فعله هو زراعة الأرض، الزراعة تعني الاكتفاء الذاتي”.

وشهدت محافظة السويداء، منذ عام 2011، حرائق التهمت مساحات من الأراضي الزراعية بالإضافة إلى القطع الجائر للغابات، فشهدت مناطق تعرية كاملة للأشجار، مثل “حرش العين” الواقع جنوب المحافظة، وحرش “عبد مار” في منطقة صلخد، وحرش “قنوات”.

وقال الشاب فادي الشوفي لعنب بلدي، وهو من أبناء مدينة صلخد، وكان من المشاركين في عمليات إطفاء الحرائق التي التهمت المحاصيل الزراعية، إن تعب حراثة الأرض وزراعتها ذهب خلال ساعات بسبب النيران، التي لم تعوّض الحكومة خساراتها للمواطنين، لذلك يرى أن حملات التشجير هي أمر “طبيعي” من سكان المحافظة.

ومع ندرة المازوت والوقود للتدفئة، وتقليل كمية المحروقات الموزعة من الحكومة، تزداد الحاجة إلى إيجاد وسائل تدفئة بديلة،  حسبما قال فادي، مشيرًا إلى “خطورة” الاعتماد على التحطيب وأثره على قطع الأشجار “بشكل تعسفي”.

“كانت الحكومة تتأخر، وما زالت، بتوزيع المازوت، وإلى الآن هناك من لم يتسلّم مخصصاته لفصل الشتاء”، حسبما قال مازن دبيسي من أبناء المحافظة، لعنب بلدي، مضيفًا أن الكمية الموزعة من المحروقات لا تتجاوز 100 ليتر، “وهي لا تكفي مدة شهر، لذلك يلجأ السكان إلى قطع الأشجار للتدفئة”.

وكتب سليمان، في تحديثاته لسير حملة التشجير، أن المتطوعين شاهدوا رجلًا مسنًا يقطع شجرة عمرها عشرات السنين، “قال، أريد تدفئة أبنائي، فقلتُ له، اقطع من أغصان الشجرة ولا تقص كعبها، لأنك إن قطعت الشجرة سيأتي يوم تحتاج به إلى ظل يقيك من الحر ولن تجده”، مضيفًا أن نسبة القحل في السويداء بلغت 80% بتقديره.

وتبلغ نسبة الأراضي الزراعية في عموم محافظة السويداء، وفقًا لإحصائيات وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي لعام 2018، 36%، منها 17% غير مستثمرة، في حين تزيد الأراضي غير القابلة للزراعة على 24%، والمروج والمراعي 37%، والأحراج والغابات 1.4%.

مقالات متعلقة

  1. عناصر "قاطرجي" يقطعون أشجارًا معمّرة بمحيط المقبرة الإسلامية في حلب
  2. استثمار بغياب أصحاب الأرض.. حماة تتصدر إنتاج الفستق الحلبي
  3. الثروة الحراجية في خطر.. الحطب وقود درعا الأساسي
  4. حملات تشجير لترميم الغطاء النباتي في إدلب

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية