لا يعد اللاعب سيرجيو راموس، قائد ريال مدريد الإسباني، لاعبًا عاديًا ضمن أسوار النادي الملكي، خاصة أنه أحد الأسباب الرئيسة والمباشرة لتحقيق الريال أربع بطولات دوري أبطال أوروبا خلال خمس سنوات، بين عامي 2013 و2018.
ولا تنسى جماهير ريال مدريد رأسية قائدهم في نهائي عام 2013 بشباك أتلتيكو مدريد في الثواني الأخيرة من المباراة، بعد تأخره بالنتيجة.
لكن راموس يواجه اليوم مصيرًا مختلفًا مع قرب انتهاء عقده مع ريال مدريد، ودخوله منذ مطلع كانون الثاني الحالي في الفترة الحرة، التي يسمح له من خلالها بالتفاوض مع أي نادٍ والانتقال إليه مجانًا في حزيران المقبل.
أصل المشكلة بين الطرفين
السيرة الذاتية لراموس ولعبه في أرض الملعب، واعتباره لسنوات واحدًا من أفضل مدافعي كرة القدم، يجعلان اللاعب، البالغ من العمر 34 عامًا، قادرًا على الرحيل إلى أي نادٍ يرغب بخدماته، خاصة أن حالته البدنية ممتازة، ولا تبدو عليه علامات التعب.
ولم يتوصل ريال مدريد واللاعب لاتفاق يفضي إلى تجديد عقد راموس، خاصة أن فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) أثر بشكل مباشر على السيولة النقدية للنادي.
كما يتحضر ريال مدريد لصيف ساخن مقبل على صعيد التعاقدات الجديدة، وهو ما يعني احتياجه إلى سيولة نقدية عالية لتأمين مبالغ الانتقالات ورواتب اللاعبين الجدد، وهو ما أثار استياء اللاعبين القدامى.
وبالتالي فإن عقد راموس الجديد سيتضمن خفض راتبه الشهري بنسبة 10%، وفقًا لصحيفة “As” الإسبانية، التي قالت إن راموس
لا يعتبر خفض الراتب هو السبب الوحيد، إذ إن احتمالية انتقال مدافع بايرن ميونيخ ديفيد ألابا إلى ريال مدريد مجانًا، يشكل أيضًا عامل استياء حتى لدى لاعبي الفريق.
وأضافت صحيفة “As“، في 8 من كانون الثاني الحالي، أن غرفة الملابس “لا تفهم قرار الإدارة بعدم تجديد عقد راموس والتعاقد مع ألابا”، وهم يقفون خلف راموس باعتباره قائدهم ووقف بجانبهم مرات عدة، بالإضافة إلى خفض رواتبهم، إذ إنه في حال كان النادي قادرًا على التعاقد مع كيليان إمبابي في الصيف المقبل، فإنه سيكون قادرًا على دفع رواتبهم دون خصومات بسبب الجائحة.
ولن يكون وصول ألابا مجانيًا بالكامل، إذ إنه وعلى الرغم من أن الانتقال مجاني، فإن هناك ما يعرف بــ”مكافأة التوقيع”، بالإضافة إلى الراتب العالي (من المتوقع أن يحصل على 12 مليون يورو سنويًا بحسب الصحيفة)، وهو ما يضعه في الدرجة الثانية مباشرة بعد هازارد وبيل.
إلى أين سيذهب راموس؟
ظهرت تسريبات خلال الأسبوع الماضي، من برنامج “الشيرنيغتو” (واحد من أشهر البرامج الرياضية الإسبانية)، قالت إن وجهة راموس التالية ستكون نادي باريس سان جيرمان الفرنسي.
البرنامج قال إن اجتماعًا جمع بين فلورينتينو بيريز وسيرجيو راموس، وإن الأخير قال لرئيسه بأن نادي العاصمة الفرنسية سيجمع بينه وبين قائد برشلونة ليونيل ميسي في فريق واحد إلى جانب نيمار البرازيلي.
ويعيش ميسي وضعًا مشابهًا لراموس، إذ ينتهي عقده هو أيضًا في الصيف المقبل، ولم يتخذ قرار تجديده حتى اللحظة.
وفي حال كانت تسريبات البرنامج صحيحة، فستأتي خطوة سان جيرمان في سياق سعيه المحموم وراء هدفه الكبير، المتمثل بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، الذي كان قريبًا منه بالفعل في النسخة الماضية 2019- 2020، قبل أن يهزم أمام نادي بايرن ميونيخ الألماني في المباراة النهائية.
ولم يظهر راموس أو أي شخص من إدارة الريال لنفي الإشاعات الواردة، خاصة أن وكيل أعمال سيرجيو، شقيقه رينيه راموس، أعاد نشر تغريدة مثيرة للجدل عبر “تويتر”، تنتقد تعامل إدارة الريال مع شقيقه.
من جهتها، قالت صحيفة “The Guardian” البريطانية، في 7 من كانون الثاني الحالي، إن وجهة راموس الجديدة قد تكون نادي ليفربول الإنجليزي، الذي يبحث عن مدافع هو الآخر، مع تراجع أداء خطه الخلفي، وسعيه للحفاظ على لقب الدوري الإنجليزي.