عروة قنواتي
مما لا شك فيه أن الحال لم يكن ثابتًا لدى كثير من أندية أوروبا الكبرى على سلم ترتيب المسابقات المحلية.
وتعدى الأمر حدود المسابقات المحلية ليصل إلى منافسات القارة الأوروبية، فودعنا مانشستر يونايتد من دوري أبطال أوروبا إلى الدوري الأوروبي، بينما غادر إنتر ميلان كلتا البطولتين، وكاد المشهد أن يحمل خروجا مفاجئًا لقطبي العاصمة الإسبانية مدريد لولا نتائج الفوز في الجولة الأخيرة.
وقبل نهاية العام 2020، كان لأي متابع وعاشق لكرة القدم أن يصدم بشكل سلم الترتيب في كل دوري من الدوريات الخمسة الكبرى، بوجود اليوفي بطل إيطاليا في المرتبة السادسة، وبرشلونة العريق في المرتبة السابعة، و دورتموند الألماني متراجعًا إلى المرتبة الرابعة، ومانشستر يونايتد مع السيتي والأرسنال في مراتب متأخرة جدًا.
ووصلت هذه الفرق إلى مراتب لم يحلم بها أصحاب الطموحات الصغيرة والمتوسطة من أندية أوروبا (ريال سوسيداد، ايفرتون، لايبزغ) وغيرها الكثير من الفرق التي حاولت وتحاول استغلال ضغط المباريات والبطولات والمشاركات والأزمات لدى أكبر فرق أوروبا أملًا بالوصول إلى الكراسي المؤهلة لدوري أبطال أوروبا.
تغير الحال مع الجولة الأولى والثانية في العام الجديد 2021، إذ سجلتا حضورًا مهمًا ومتوقعًا لأندية (يوفنتوس، برشلونة، مانشستر سيتي، ريال مدريد، روما) لتدخل هذه الفرق بنجومها ترتيب الأربعة الكبار قبل نهاية مرحلة الذهاب في كل بلد، وتبدأ عملية المحاصصة مع الفرق المتصدرة والوصيفة، استعدادًا للانقضاض في أي لحظة على المركز الأول.
حتى في صدارة الهدافين على مستوى الدوريات (كريستيانو رونالدو في صدارة هدافي الكالتشيو، وليونيل ميسي في صدارة هدافي الليغا الإسبانية، وتقدم مهم للنجم المصري محمد صلاح على سلم ترتيب هدافي البريمير ليغ، وطبعًا لا بد من الإشادة بالرقم الكبير الذي وصل إليه النجم البولندي ليفاندوفسكي بتسجيله 17 هدفًا في البوندسليغا).
صحيح أن ليفربول لم يتعثر ويبتعد كما الأندية التي أشرنا إليها، وما زال متصدرًا الدوري الإنجليزي، وهذا طبيعي، وصحيح أيضًا أن البافاري (بايرن ميونيخ) في ألمانيا متفوق كالعادة على بقية الأندية في صدارة الترتيب، إلا أن مشهدًا غير مسبوق أحاط الأندية الأوروبية وأشعل أزماتها الصحية والنفسية والإدارية والمالية بوقت واحد، دون أي متنفس أو راحة أو استجمام في عطلة الشتاء.
عديد الفرق التي لا تكاد تسجل رقمًا مميزًا في الدوري المحلي حتى تصطدم بمواجهة إقصائية على مستوى بطولات الكأس والسوبر والرابطة وغيرها، هذه البطولات والمباريات التي تحتاج إلى نسق مغاير ولربما تضحية باللقب من المدير الفني للابتعاد عن خسائر جهود بعض اللاعبين بالإصابة أو التوتر أو التعب.
كل هذا الصندوق المليء كان فوضويًا مع بداية الموسم وإلى ما بعد منتصف الذهاب في أغلب الدوريات والمسابقات.
اليوم نشهد ضغطًا أكبر في المسابقات، وأيامًا قليلة للراحة بين المناسبة والثانية، بين مباراة على الجدول المحلي وإقصائية في الكأس وعلى مقربة من عودة الدور الثمن النهائي في دوري أبطال أوروبا والدور الـ32 من الدوري الأوروبي، لا بد لعنوان وحيد أن يتصدر المرحلة في الأشهر المقبلة.
أمتع وأغرب وأقوى المنافسات ستكون ضمن العام 2021، وعودة الفرق الكبرى للمنافسة بعد الفوضى ستشعل نيران الصراع في كل المسابقات، والاحتمالات ستبقى مفتوحة حتى الجولات الأخيرة من كل موسم.