درعا – حليم محمد
بعد انتظار دام شهرين، حصل ربيع على العلف المخصص لأبقاره من الجمعية الفلاحية بريف درعا الغربي.
بسعر مدعوم لا يزيد على 440 ليرة سورية للكيلوغرام، تسلّم المربي الثلاثيني 14 كيلوغرامًا من العلف لكل بقرة من بقراته الأربع، وهو ما تأكله الواحدة منها في يوم واحد.
توزع الجمعيات العلف المدعوم بناء على قوائم تستند إلى إحصاء الوحدات الإرشادية، التي تجري إحصاء سنويًا لجميع المواشي في ريف درعا، بعد جولات على مزارع المربين.
يتقلص هامش الربح الذي يحصل عليه مربو المواشي نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف وانخفاض أسعار الحليب ومشتقات الألبان، ومع قلة الدعم الحكومي، يواجه المربون خيارات صعبة.
شراء العلف ضروري
يشغل ربيع المولدة الكهربائية لتعمل آلة الحلب، واضعًا الكؤوس على ضرع البقرة، التي ينساب منها الحليب عبر الأنابيب، ويقول لعنب بلدي، “لو سلمت الجمعيات كميات كافية من العلف لخففت من قيود احتكار التجار للمواد الأولية لتصنيع العلف، ووفرت من التكلفة على المربي، ولكن الكميات الموزعة من قبلها لا قيمة لها”.
تكلفة العلف التي يحتاج المربون إلى شرائها تختلف باختلاف الخلطة العلفية، التي تتنوع مكوناتها ما بين الصويا والكسبة (بذور القطن)، التي يبلغ سعر الكيلو لكل منها 1350 ليرة (0.47 دولار)،
والقمح، وسعر الكيلو منه 575 ليرة، والشعير، بسعر 560 ليرة، والذرة، بسعر 700 ليرة.
ورصدت عنب بلدي آراء أطباء بيطريين، قالوا إن مكونات البروتين موجودة بنسب عالية في الكسبة وفول الصويا، بينما يمد القمح والشعير والذرة البقر بالطاقة والحيوية وتمنعها من الهزال، وبإمكان كل كيلو من العلف إعطاء كيلوغرامين من الحليب إن كانت نسب الخلطة العلفية صحيحة.
وفي مطحنة لبيع الأعلاف، يشرف ربيع على خلط نسب العلف، “الخلطة التي أستعملها في تغذية الأبقار يصل سعر الكيلو منها إلى 800 ليرة، وهذا يعني ضعف سعر العلف المدعوم”، كما قال، ويباع كيلو الحليب إلى التاجر الجوال بـ600 ليرة، حسبما رصدت عنب بلدي.
ولا تقتصر تكلفة التربية على العلف، إذ تحتاج الأبقار إلى الأعشاب الضرورية، كالبرسيم والفصة والذرة الصيفية، التي تساعد في تقليل الاعتماد على العلف.
ويزرع البرسيم شتاء، والفصة والذرة والدخن صيفًا، وتشكل زراعتها تكلفة إضافية لتكاليف الإنتاج، إذ يستأجر المربون دونم الأرض بتكلفة 20 ألفًا لكل دونم، الذي يحتاج إلى خمسة كيلوغرامات من البذار بسعر أربعة آلاف ليرة للكيلو، إضافة إلى الأسمدة والسقاية.
ويخزن المربون التبن (قش القمح المجفف)، ويقدم للأبقار مع العلف، وفي أثناء حصاد القمح يشتري المربون الكميات التي تكفي غذاء للأبقار عامًا كاملًا، بسعر مئة ليرة للكيلو.
يربي “أبو محمود”، البالغ من العمر 60 عامًا، ثلاث أبقار بمزرعته في ريف درعا، ويضطر لدفع 25 ألف ليرة “كلما أصيبت بالتهاب الضرع”، حسبما قال لعنب بلدي.
ارتفعت تكاليف علاج الأبقار، وخاصة بعد غلاء أسعار الأدوية وندرتها وغلاء أسعار البنزين اللازم لنقلها، وهو ما رده الأطباء إلى “العقوبات الاقتصادية على سوريا”، وحمّلوا تكلفته للمربي.
بين التاجر والمستهلك.. أسعار الحليب في ارتفاع
يتحكم تجار الحليب الذين يشترونه مباشرة من المربين بسعره وأسعار منتجاته، وبعد رصد عنب بلدي أسعار الحليب في السوق المحلية وجدت فارقًا بالأسعار.
إذ وصل سعر كيلو الحليب الطازج للمستهلك إلى 850 ليرة، وسعر كيلو اللبن الرائب ألف ليرة، واللبن المصفى أربعة آلاف، واللبن المصفى الجاهز للمؤونة 6500 ليرة، بينما وصل سعر كيلو الجبنة البلدية إلى أربعة آلاف، والسمن البلدي 14 ألفًا.
وأرجع مدير عام المؤسسة العامة للصناعات الغذائية في سوريا، بسمان مهنا، في حديث إلى موقع “الوطن“، في 21 من كانون الأول 2020، ارتفاع أسعار مشتقات الحليب إلى تهريب وتصدير تلك المنتجات.
وبلغ عدد الأبقار في درعا، حسب إحصائية مديرية الزراعة، التي صدرت في 28 من كانون الثاني 2020، 34136 رأسًا، تنتج سنويًا 42 ألف طن من الحليب، و2900 طن من اللحم.