وثق مركز “جسور للدراسات” 477 موقعًا عسكريًا لقوى خارجية في سوريا، بينها 247 موقعًا لإيران و”حزب الله” اللبناني، وهو أكبر وجود لقوى أجنبية في تاريخ سوريا الحديث.
ونشر المركز اليوم، الأربعاء 6 من كانون الثاني، خرائط توزع قواعد ونقاط القوى الخارجية، التي تمثلت بالتحالف الدولي وإيران و”حزب الله” وروسيا وتركيا.
توزع النقاط والقواعد العسكرية
تمتلك إيران 131 موقعًا عسكريًا بين قاعدة ونقطة وجود في عشر محافظات، 38 منها في درعا، و27 في دمشق وريفها، و15 في حلب، و13 في دير الزور، و12 في حمص، وستة في حماة، وستة في اللاذقية، وخمسة في السويداء، وخمسة في القنيطرة، وأربعة في إدلب.
وبحسب المركز، تأمل إيران أن يسهم انتشارها العسكري في سوريا بضمان حماية خطوط الإمداد العسكري واللوجستي لـ”حزب الله”، وخفض التكاليف المترتبة على نقل التكنولوجيا العسكرية إلى حلفائها، وضمان حماية مصالحها في المؤسسات السياسية والأمنية في سوريا، في ظل التنافس الشديد مع روسيا.
ويتوزع 116 موقعًا عسكريًا لـ”حزب الله” على شكل نقاط مستقلّة أو مشتركة أو شبه مشتركة مع القوات الإيرانية، في تسع محافظات، منها 38 في حلب، و13 في إدلب، و11 في حمص، و12 في دمشق وريفها، و21 في درعا، وسبعة في دير الزور، وسبعة في القنيطرة، وثلاثة في السويداء، وأربعة في حماة.
و”يوفر انتشار حزب الله عسكريًا في سوريا الحماية لطرق الإمداد البري التي تصل بين إيران ولبنان، وتشكيل حزام أمني على طول الشريط الحدودي بين لبنان وسوريا، يكون ممر إمداد بديلًا عن مناطق البقاع وجبل لبنان، إضافة إلى تأمين الدعم لسياسات إيران والنظام السوري”، حسب المركز.
وأنشأت تركيا 113 موقعًا عسكريًا بين قاعدة ونقطة وجود، في خمس محافظات، تشكل عائقًا أمام انتشار روسيا وإيران في إدلب وحلب وريف اللاذقية والحسكة والرقة.
إذ تتوزع النقاط والقواعد العسكرية على شكل خطوط صد، “تجعل من الصعب تقدّم النظام السوري نحو مناطق سيطرة المعارضة السورية من دون الاشتباك معها مباشرة”، حسب المركز.
وتركز روسيا وجودها العسكري في شرق الفرات، مستفيدة من انسحاب الولايات المتّحدة من محافظة حلب والتفاهم الذي أجرته مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
ويشكل وجودها ضمانًا لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في ظل التنافس المحتدم مع إيران وتركيا والولايات المتّحدة، لكن “الانتشار العسكري لا يبدو كافيًا لتأمين مصالح ومخاوف روسيا، ما لم يتم ترجمة ذلك إلى مكاسب سياسية”، حسب المركز.
بينما يُشكّل انتشار التحالف الدولي شرقي سوريا عائقًا أمام انتشار روسيا وإيران.
آلية الرصد الخاصة بالمركز
قال مدير مركز “جسور للدراسات”، محمد سرميني، في حديث إلى عنب بلدي اليوم، الأربعاء 6 من كانون الثاني، إن المركز اعتمد في عملية تحديد المواقع ورسم الخرائط على منهجية تقاطع البيانات والمعلومات بين مختلف المصادر، التي تشمل المصادر الخاصة بالمركز، والمصادر العامة، والباحثين والمهتمين، إضافة إلى البيانات التي تصدر من الفاعلين الأساسيين في المنطقة.
وتجمع المعلومات كافة عبر وحدة المعلومات بشكل أساسي، وتنظم وتجدول وفقًا لنوع المعلومات المستهدفة، وتعمل وحدة المعلومات على جمع البيانات والمعلومات من وسائل الإعلام الموثوقة والمعتمدة لدى المركز كمصادر دقيقة وموثوقة للمعلومات.
كما تجمع الوحدة المعلومات عبر مصادرها الموجودين بشكل أساسي في مناطق الأحداث، أو المناطق المستهدفة بالدراسة، وعبر البيانات الصادرة من مختلف الفاعلين على الأرض بعد مقارنتها بالمصادر الأخرى، وتحليل ومقاطعة الأخبار والبيانات ذات الصلة من أجل استخلاص المعلومات المتعلقة بالدراسة أو المناطق المستهدفة، حسب سرميني.
ثم تخضع هذه المعلومات بعد التدقيق من قبل وحدة المعلومات، لعملية تدقيق تشاركية بين مختلف الوحدات في المركز.
كما ينظم المركز ورشات وجلسات حوارية مع العديد من المختصين والباحثين لتدقيق هذه المعلومات، والإضافة أو الحذف منها وفقًا لمنهجية البحث والتدقيق الخاصة به، ثم ترسل المعلومات إلى وحدات المركز المختصة لصياغة الدراسات أو الخرائط أو التقارير التحليلية.
–