قال مراقبو الحركة الجوية بإدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية في نيويورك، إنهم سمعوا تهديدًا لمبنى الكونجرس في واشنطن، بهدف الانتقام لقائد “فيلق القدس” الإيراني السابق، قاسم سليماني، موجهًا عبر تردد لاسلكي، بحسب ما أفادت به شبكة “CBSN” الأمريكية.
ونشرت الشبكة، الثلاثاء 5 من كانون الثاني، التسجيل الصوتي الذي جاء فيه، “سنتجه بطائرة إلى مبنى العاصمة يوم الأربعاء، وسننتقم لسليماني”، بحسب ما ترجمته عنب بلدي.
ولم تتضح الجهة المرسلة للتهديد، بينما علمت شبكة “CBSN” الإخبارية أنه في حين أن الحكومة لا تعتقد أن التحذير من هجوم ما موثوق به، إلا أنه يجري التحقيق فيه باعتباره انتهاكًا لترددات مجال الطيران الأمريكي.
وقالت مصادر للشبكة، إن رسالة وُجهت إلى مراقبي الحركة الجوية أمس، الثلاثاء، لتذكيرهم بضرورة الإبلاغ على الفور عن أي تهديد أو خروج طائرة عن مسار رحلتها.
ولم يعلّق مكتب التحقيقات الفيدرالي على التهديد، لكنه قال إنه يأخذ “جميع التهديدات بالعنف تجاه السلامة العامة على محمل الجد”.
كما قالت إدارة الطيران الفيدرالية، إنها على اتصال مع سلطات إنفاذ القانون.
وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية لشبكة “CNN“، إن الحكومة الأمريكية لا ترى أن التهديد كان حقيقيًا، ولكنه يعتبر انتهاكًا لبروتوكول الإرسال اللاسلكي الأمريكي.
وقالت مصادر للشبكة، إن “البنتاغون ووكالات أخرى جرى إطلاعها على التسجيل الصوتي الرقمي، ويعتقدون أن التهديد كان يهدف إلى الإيحاء بضرب مبنى الكونجرس، بالتزامن مع اليوم الذي كان مقررًا أن يحسب فيه الكونجرس نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020 من قبل السلطة التشريعية”.
وقال الخبراء لشبكة “CNN”، إن الاقتحام مثير للقلق، لأنه قد يؤثر على التعليمات التي يحصل عليها الطيارون حول كيفية وأين تطير الطائرات.
وكانت إيران هددت بـ”انتقام شديد” ردًا على مقتل القيادي البارز وقائد “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني”، قاسم سليماني، بقصف جوي أمريكي.
وقال المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، في بيان نشرته وكالة “فارس”، في 3 من كانون الثاني الحالي، إن “انتقامًا شديدًا بانتظار المجرمين الذين تلوثت أيديهم القذرة بدمائه ودماء سائر الشهداء”.
وأضاف خامنئي أن سليماني “شخصية مقاومة دولية، وأن جميع أنصار المقاومة يطالبون بالثأر لدمه”، مشيرًا إلى أن “نهج الجهاد في المقاومة سيستمر بدوافع مضاعفة”.
وقُتل سليماني ونائب رئيس “الحشد الشعبي” في العراق، “أبو مهدي المهندس”، في غارة نفذتها مروحيات أمريكية على مطار “بغداد الدولي” وطريق قريب منه، وأكد “الحرس الثوري الإيراني” مقتله، في 3 من كانون الثاني 2020.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان حينها، إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمر “بعمل دفاعي حاسم لحماية الأفراد الأمريكيين”، متهمًا سليماني بـ”تطوير خطط نشطة لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة”.
–