توقعت وزارة الخارجية الأمريكية أن يعود الهدوء إلى بلدة عين عيسى شمالي الرقة، التي مرت بتوتر في الأسابيع القليلة الماضية.
وقال مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية الخاص بالشؤون السورية، جويل ريبورن، لعنب بلدي، الاثنين 4 من كانون الثاني، “واثق أن كل الأطراف سترى أن من مصلحتها تهدئة الوضع وتخفيف التصعيد والعودة إلى الهدوء في شمال شرقي سوريا”.
وأضاف ريبورن، في مقابلة عبر الفيديو، أن توتر الوضع العسكري في شمال شرقي سوريا ليس من مصلحة أحد سوى تنظيم “الدولة الإسلامية” والنظام السوري والميليشيات الإيرانية والعراقية التي تدعمها إيران.
وحث كل الأطراف في الشمال الشرقي على تخفيف التصعيد، وقال، “نعتقد أن التصعيد هناك والمواجهة العسكرية لن تؤدي سوى إلى أذية الشعب السوري، وستلهي عن المهمة الأساسية وهي قتال تنظيم (الدولة) وتعزيز الاستقرار في المنطقة”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تحاول استخدام أدواتها ونفوذها الدبلوماسي لتخفيف التصعيد.
وتشهد عين عيسى شمالي الرقة توترًا بين “الجيش الوطني” المدعوم تركيًا، وقوات “سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة أمريكيًا، وسط محاولات للعب دور من النظام السوري المدعوم روسيًا.
وفي 28 من كانون الأول 2020، نفى القائد العام للمجلس العسكري لمدينة تل أبيض، رياض الخلف، (التابع لـ”قسد”)، التوصل لأي اتفاق مع روسيا حول عين عيسى، متحدثًا عن تصدي قواته لمحاولات تركيا في السيطرة على الطريق الدولي.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت إرسال وحدات إضافية للشرطة العسكرية الروسية “بهدف تعزيز الجهود لإرساء الاستقرار في منطقة عين عيسى”، بحسب ما جاء في بيان لنائب قاعدة “حميميم” الروسية في سوريا، اللواء البحري فياتشيسلاف سيتنيك.
وبعد أيام من ذلك، اُستهدفت قاعدة روسية قرب عين عيسى، ولم تعلّق وزارة الدفاع الروسية رسميًا على ذلك.
وكان “الجيش الوطني” وصل إلى أطراف عين عيسى ضمن عملية “نبع السلام”، في 22 من تشرين الأول 2019، وتوقفت المعارك بعد اتفاق تركي- روسي على انسحاب “قسد” من الشريط الحدودي لسوريا بشكل كامل، بعمق 30 كيلومترًا.
الإدارة الجديدة وسوريا
قال مبعوث الخارجية الأمريكية، جويل ريبورن، إن العقوبات على النظام السوري تمثل خطوات جدية من واشنطن لإجباره على “إيقاف حربه ضد الشعب السوري”.
وأضاف، “نرى أن تطبيق قانون (قيصر) كان له أثر جدي على قدرة النظام السوري في تأمين العائدات التي يحتاج إليها لتغذية آلة حربه”.
وتوقع أن تكون لقانون “قيصر”، الذي فرضت واشنطن بموجبه عقوبات على النظام السوري وداعميه منذ حزيران 2020، آثار مستمرة، وأن يستمر وضع النظام بالسوء.
وأشار إلى أن واشنطن ستواصل فرض حصارها على النظام لإجباره على قبول المسار السياسي ضمن قرار مجلس الأمن “2254”.
وفي إجابة عن سؤال بشأن طبيعة السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، تجاه الوضع في سوريا، قال ريبورن، “لا أستطيع التنبؤ بما ستكون عليه السياسة الخارجية للإدارة القادمة”.
واستدرك، “ما كنا نفعله خلال الأعوام السابقة ضمن سياسة الولايات المتحدة حظي بموافقة واسعة من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) في واشنطن”.
وأضاف أن متابعة الحملة ضد الجماعات الإرهابية، مثل تنظيم “الدولة” و”القاعدة”، والاستمرار بالضغط على إيران ونفوذها ووجود ميليشياتها في سوريا، والدفع إلى تطبيق قرار مجلس الأمن “2254”، بما في ذلك من خلال الضغط على النظام السوري، أمور عليها اتفاق واسع في واشنطن، ولذا من المتوقع أن تستمر.
–