بين غزة ودمشق جرح آخر…
جريدة عنب بلدي – العدد 39 – الاحد – 18-11-2012
ريما فليحان
كنا قد اعتدنا كل ذلك الألم طوال سنواتنا الماضية، ففكرة أن تقصف إسرائيل غزة أصبحت فكرة مألوفة مع أنها تختلط دائمًا بالغصة والألم … هذه المرو لم يعد الأمر كذلك.. لأننا نشاركهم دفع الدماء وتقاسم الدمار وغبار الأنقاض مع ملاحظة الفارق الجوهري المتعلق بأن من يقصفهم طيار اسرائيلي مصنف تحت ما يسمى عدو بينما تدك بيوتنا وتسرق أحلامنا طائرات بنيران صديقة، ولتوخي الدقة نيران ذوي القربى وهو الظلم الأشد مضاضة كما قال الشاعر…
لطالما تشاركنا مع فلسطين الألم .. لطالما حاولنا استقراء مرارة تجربة غربة خيامهم وبرد أطفالهم ولكننا لم نتشارك الشعور حقيقة إلا الآن…
ما يحصل اليوم في غزة هو جريمة نكراء بدأ العالم يعتادها ويمتطي صراخ الضمائر بتنديد واستنكار خجولين لايغير في الأمر شيئًا فإسرائيل لم تكترث يومًا باستنكارهم ولم يعنيها أبدًا اجتماعات الجامعه العربية ولا حتى مجلس الأمن، تمامًا كما يفعل نظام الأسد اليوم .. تمامًا كما يتعاطى العالم مع قضيتنا العادلة …
يبدو أن عملة الأخلاق لا تتوفر في سلة التداول للمجتمع الدولي، ويبدو أننا بتنا وحدنا نتشارك الألم والوجع وإرادة الحرية، ويبدو أن دمائنا هي ثمن حريتنا على طريق طويل سلكه الفلسطينيون، بينما نأمل أن يكون دربنا قصيرًا لا يتعدى الأشهر…
أشهر فقط مرت على شعبنا وهو يئن تحت سياط الجلاد، بينما تحمل الفلسطينيون نصف قرن من الزمان، وكنا وحتى الآن لا نقدم لهم سوى التعاطف وخيانات الأنظمة وتواطؤ المجتمع الدولي والإتجار بقضيتهم حتى لمن يدعي تبنيها…
المجد لك غزة… المجد لشهدائك الأبطال ولأطفالك الذين اعتادوا أن يناموا على صوت المدافع، تمامًا كما يتعلم أطفالنا اليوم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :