واشنطن تستبعد إزالة “تحرير الشام” عن قائمة الإرهاب

  • 2021/01/04
  • 9:51 م

مقاتل من "هيئة تحرير الشام" خلال تخريج دورة رفع مستوى - 18 من أيار 2020 (إباء نيوز)

استبعدت وزارة الخارجية الأمريكية إزالة “هيئة تحرير الشام” عن قوائم الإرهاب، بالتزامن مع تحركات الأخيرة بخطوات اتخذتها للإفلات من هذه السمة.

وقال مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية الخاص بالشؤون السورية، جويل ريبورن، لعنب بلدي اليوم، الاثنين 4 من كانون الثاني، “أعتقد أن إزالة جماعة مثل (تحرير الشام) عن قوائم الإرهاب ما زال يمثل احتمالًا بعيدًا”.

وبرر ريبورن ذلك، في المقابلة التي جرت عبر الفيديو، أنه “حتى الآن نرى أن بعض عناصرها (تحرير الشام) يعتقلون الناس ويسجنون الآلاف، ولمَ ذلك؟ لا أسباب”.

وأضاف مسؤول الخارجية الأمريكي أن “هناك جهات تحاكي تصرفات النظام السوري، وعليها تجاوز تلك التصرفات، لأن سكان إدلب عانوا بما يكفي، ولا يحتاجون إلى نظام جديد يقمعهم بالطريقة المماثلة التي حاولوا التحرر منها خلال الأعوام العشرة الماضية”.

يأتي ذلك بعد شهر من تصنيف الولايات المتحدة الأمريكية، في تقرير حول “الحريات الدينية” في العالم، “هيئة تحرير الشام” بأنها ضمن كيانات ذات “مصدر قلق خاص”.

وأعاد هذا التنصيف “الهيئة” مجددًا إلى المربع الأول، ووضعها تحت “مقصلة” التصنيفات الدولية، رغم خطوات اتخذتها ووُصفت بأنها “محاولة للهرب إلى الأمام” أو “الالتفاف” على تلك التصنيفات.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في 7 من كانون الأول 2020، إن التصنيف الجديد يأتي ضمن مساعي بلاده لـ”إنهاء الانتهاكات والاضطهاد بدوافع دينية في جميع أنحاء العالم”.

ورفضت “تحرير الشام” التصنيف الجديد متمسكة بموقف سابق، أصدرته منتصف تشرين الثاني 2020، طالبت فيه بإعادة النظر فيمن هو “القاتل الحقيقي”، ومن يمارس “جميع أنواع الإبادة بمختلف الأسلحة المحظورة دوليًا”، مشيرة إلى النظام السوري، بحسب رد مسؤول التواصل في “تحرير الشام”، تقي الدين عمر، لعنب بلدي في مراسلة إلكترونية.

وعقب فك “جبهة النصرة” (نواة تحرير الشام) الارتباط بـ”القاعدة”، وتغيير مسمى الفصيل إلى “جبهة فتح الشام”، أكد المبعوث الأمريكي إلى سوريا، مايكل راتني، في 12 من آذار 2016، أن “الجبهة كيان إرهابي”.

ولم يفلح الفصيل بالهروب من التصنيف، بعد تغيير المسمى إلى “هيئة تحرير الشام”، إذ أصرت واشنطن، في 15 من أيار 2017، على وضعه على قوائم الإرهاب.

تحركات من دون فائدة

خلال الأشهر الماضية، ظهرت من “هيئة تحرير الشام” عدة تحركات قال مراقبون إنها تريد عبرها الانفتاح على العالم والهروب من قوائم الإرهاب.

من هذه التحركات اعتقالات لعناصر من “حراس الدين” (فرع القاعدة في سوريا)، منذ حزيران 2020، طالت قياديين وشرعيين في التنظيم، منهم “أبو يحيى الجزائري”، و”أبو عبد الرحمن المكي”.

وسبقت اعتقال القيادي السابق في “الهيئة”، والقيادي في “حراس الدين”، “أبو عمر منهج”، في 28 من حزيران 2020، اشتباكات بين “تحرير الشام” وغرفة عمليات “فاثبتوا” التي تضم فصائل “جهادية”، أبرزها “حراس الدين”، بين 23 و26 من حزيران 2020، في قرية عرب سعيد.

من تحركات “الهيئة” أيضًا مقابلة لأول مرة مع صحيفة “لو تمبس” السويسرية، في 4 من أيلول 2020، مقابلة مع الشرعي العام في “هيئة تحرير الشام”، عبد الرحيم عطون، الملقب بـ”أبو عبد الله الشامي”، تحدث فيها عن “تطبيع العلاقات مع الدول الغربية”.

وأكد أن فصيله يريد “الخروج من القائمة السوداء (…) وعندها فقط ستتمكن المنطقة من التعافي”، حسب عطون.

وبينما نفى عطون بعد نحو عشرة أيام أجزاء من الحديث، اعتبر إزالة التصنيف “أمرًا إيجابيًا”.

ومن التحركات أيضًا، الظهور المتكرر لقائد “هيئة تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني”، في مخيمات وأسواق إدلب، وحضوره فعاليات مدنية.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا