في يومها العالمي.. “لغة بريل” تنير عتمة الملايين
يبلع عدد الأشخاص ذوي الإعاقة حوالي مليار شخص حول العالم، بحسب الأمم المتحدة، وهم أقل الفئات الاجتماعية انتفاعًا بخدمات الرعاية الصحية، والتعليم، والتوظيف، والمشاركة المجتمعية، حتى في ظل الظروف العادية.
كما أنهم أكثر الأشخاص المرجحين للوقوع في الفقر والمعاناة من العنف والإهمال وسوء المعاملة، فضلًا عن أنهم من بين أكثر الفئات تهميشًا في أي مجتمع متأثر بأي أزمة كانت.
وبحسب المادة رقم “19” من “اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة”، فإن الدول الأطراف تقر بحق جميع الأشخاص ذوي الإعاقة، مساواة بغيرهم، بالعيش في المجتمع، بخيارات مساوية لخيارات الآخرين، وتتخذ تدابير فعالة ومناسبة لتيسير تمتع الأشخاص ذوي الإعاقة الكامل بحقهم وإدماجهم ومشاركتهم بصورة كاملة في المجتمع.
وفي “اليوم العالمي للغة بريل“، المقرر يوم 4 من كانون الثاني من كل عام، يتفكر الإنسان بأهمية هذا الاختراع الذي غير واقع الكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية وطوّره إلى الأحسن.
ما “لغة بريل”
“لغة بريل” هي عرض للرموز الأبجدية والرقمية باستخدام ست نقاط يمكن تحسسها باللمس لتمثيل كل حرف وعدد، بما في ذلك رموز الموسيقى والرياضيات والعلوم.
ويستخدم المكفوفون وضعاف البصر “لغة بريل” التي سُمّيت بهذا الاسم تيمنًا باسم مخترعها في القرن الـ19، الفرنسي لويس برايل، لقراءة نفس الكتب والنشرات الدورية المطبوعة بالخط المرئي، بما يكفل لهم الحصول على المعلومات المهمة، وهو ما يُعد مؤشرًا على الكفاءة والاستقلال والمساواة.
و”لغة بريل”، بحسب ما توضحه المادة رقم “2” من “اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة”، هي وسيلة اتصال للمكفوفين، ولها أهميتها في سياقات التعليم وحرية التعبير والرأي والحصول على المعلومات والاطلاع على الاتصالات المكتوبة، وفي سياق الإدماج الاجتماعي، وفق ما تبينه المادتان رقم “21” و”24” من الاتفاقية.
وبسبب إجراءات الإغلاق لمنع انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة البصرية العديد من التحديات فيما يتصل بالاستقلالية والعزلة، وفق الأمم المتحدة، وبخاصة منهم الذين يعتمدون على استخدام اللمس للتعبير عن احتياجاتهم والحصول على المعلومات.
وقد كانت مجموعة “Co-op” البريطانية في طليعة الشركات التي استخدمت “لغة بريل” في بعض منتجاتها، قبل أن يشيع استخدامها مع منتجات أخرى في متاجر متنوعة.
ولم تعد “لغة بريل” مقتصرة على المطبوعات الورقية فقط، بل صارت لغة ملحقة بالتطور التقني، بحيث توفر لصاحب الإعاقة البصرية اللوح والقلم (المرقّم)، والسطر الإلكتروني، والمذكرات الإلكترونية، والطابعات الملحقة بأجهزة الكمبيوتر، وطابعات “بريل” اليدوية، وجهاز ماسح ضوئي يستطيع قراءة سبع لغات ويحورها إلى “لغة بريل”، والكثير غيرها من الاختراعات التي تسهل حياة هذه الفئة من الأفراد، وهو ما يعتبر ثورة في عالم التكنولوجيا.
ومن خلال التمويل المقدم من “المنظمة العالمية للملكية الفكرية”، وبالتعاون مع الناشرين الأرجنتينيين (Tiflolibros)، أُنتجت مكتبة رقمية للمكفوفين تضم 800 كتاب تعليمي باللغة الإسبانية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :