قال وزير الصناعة التركي، مصطفى ورانك، اليوم الأحد 3 من كانون الثاني، إن تراجع شركة “فولكس فاجن” الألمانية عن إقامة مصنع لها في تركيا هو “قرار سياسي”.
وأوضح ورانك، بحسب ما نقلت عنه وكالة “الأناضول” الشبه الرسمية، أن انسحاب الشركة جاء برسالة بعثها المدير التنفيذي لمجموعة “فولكس فاجن”، هربرت دييس، مضيفًا أن التبرير الرسمي للانسحاب كان نتيجة الظروف التي سببتها جائحة “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
واعتبر وزير الصناعة التركي أن قرار الانسحاب جاء بـ”دوافع سياسية”.
وتابع، “كنا نعلم بأن هناك أوساطًا سياسية لم ترغب بإقامة مصنع للشركة في تركيا”، معتبرًا أن شركة “فولكس فاجن” هي الخاسرة إثر قرارها وليس تركيا.
وفي 17 من كانون الأول 2020، اتخذت الشركة الألمانية قرارًا بتصفية الشركة التي أسستها في تركيا، بينما علّقت، في تموز 2020، أعمالها في تركيا بسبب الجائحة.
وكانت قد علّقت قرارها بإنشاء المصنع، في تشرين الأول 2019، تزامنًا مع عملية “نبع السلام” التركية في سوريا.
وأعربت الشركة عن قلقها حيال الهجوم الذي تشنه أنقرة في شمال شرقي سوريا، بحسب ما نقلته “يورو نيوز”.
وقال متحدث باسم الشركة، “نراقب الوضع عن كثب، وننظر إلى التطورات الحالية بقلق”.
وأسست مجموعة “فولكس فاجن” عام 2019 شركة في تركيا لإقامة مصنع للسيارات في ولاية مانيسا غربي البلاد.
وكان من المتوقع أن يشكل المصنع استثمارًا تقدر قيمته بين 1.2 و1.5 مليار يورو، وأن يضم حوالي أربعة آلاف موظف.
وفي 11 من كانون الأول 2020، وصف النائب الألماني السابق يورغن تودينهوفر، جهود الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على تركيا بأنها “هراء”، وأن “التصرف بطريقة المدرّس الحازم تجاه تركيا غير عادل أبدًا”.
وأوصى النائب السابق، حينها، بضرورة استخدام أنقرة وبرلين “لغة أكثر ليونة”، حتى لا تتأثر العلاقات الثنائية، مشيرًا إلى أن تركيا “أهم شريك استراتيجي لألمانيا”.
اقرأ أيضًا: عقوبات أوروبية “فردية” تستهدف تركيا.. هل يكملها بايدن؟
وفي 18 من كانون الأول 2020، أبدى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رغبته بفتح “صفحة جديدة” مع الاتحاد الأوروبي، بعد توتر العلاقات إثر خلافات شرق البحر المتوسط بشأن التنقيب عن الغاز أدت إلى فرض عقوبات على أنقرة.
وقال أردوغان في اتصال مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إنه يريد فتح “صفحة جديدة”.
وجاء في البيان حينها، خلال اجتماع عبر الفيديو مع ميركل، “صرّح الرئيس أردوغان أن تركيا تريد فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، وشكر المستشارة لإسهاماتها البناءة وجهودها لمصلحة العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي”.
وأضافت الرئاسة “هناك فرصة جديدة” لتعزيز العلاقات بين تركيا والاتحاد، لكن بعض الدول تحاول “خلق أزمة” لتخريب هذه “الأجندة الإيجابية”، من دون تحديد الدول المقصودة.
واعتبرت أن حصر العلاقات التركية- الأوروبية ضمن المصالح الضيقة لبعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خلال العامين الماضيين أدى إلى مضيعة الوقت.
بدوره، قال وزير الخارجية التركي، “مستعدون للسير بعلاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي في بيئة أكثر إيجابية العام المقبل، وننتظر من الاتحاد أن يكون كذلك”.
–