“رزنامة” بلا رحمة في العام الجديد
عروة قنواتي
خرجت رزنامة الرياضة العالمية في العام الماضي عن المألوف، ودخلت كرة القدم ومسابقاتها على كل المستويات بمعارك شرسة مع التوقف والترحيل والتصدي لجائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، ثم عادت المباريات في ظل انتشاره بغرض إنهاء بعض المسابقات على صعيد الأندية في بلدانها وعلى المستوى الرسمي.
إلا أن الجزء الأكبر من مسابقات كرة القدم (خصوصًا البطولات الدولية الخاصة بالمنتخبات)، رُحّل إلى العام الجديد 2021، وهذا ما يشي بمعارك ضارية بين طاقة اللاعبين والمدربين، وبين الرزنامة الدولية والقارية من جهة أخرى، بما يشبه أغنية الفنان المصري الشعبي أحمد عدوية “زحمة يا دنيا زحمة”.
صحيح أن البطولات الرسمية التي أُجلت من عام 2020 إلى العام الجديد ستقام في التوقيت نفسه وبالأشهر ذاتها، وسيلتحق عدد كبير من اللاعبين الدوليين بمنتخباتهم في الأوقات المخصصة للتصفيات والبطولات الرسمية، لكن انتهاء الموسم في العام الماضي وبداية الموسم الجديد مع ضغط الأسابيع والبطولات المتفرقة محليًا وقاريًا يجعل الأمور صعبة على كرة القدم بحلوها ومرها، وها نحن جميعًا نترقب صيف 2021، ونسأل كيف الحال؟
البطولات المؤجلة من العام الماضي إلى الحالي هي بطولة الأمم الأوروبية 2021، وكوبا أمريكا 2020، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو 2021، وتصفيات كأس العالم لكل القارات، بالإضافة إلى دوري الأمم الأوروبية 2021.
يسبق هذه البطولات جميعها، ختام الدوريات المحلية في البلدان ودوري أبطال أوروبا و”اليوروبا ليغ”، وينتهي بها افتتاح المواسم الجديدة في الموعد المحدد، اللهم إلا إذا فاجأنا “كورونا” بتطور جديد في العالم (لا سمح الله)، ما يؤدي إلى كارثة في تأجيل المباريات والمسابقات مجددًا.
هذا كله ولم نتحدث عن فشل إعادة الجماهير إلى الملاعب، وفشل التجربة بأقل الأعداد حتى الآن، مع تخفيض الرواتب والعقود والعائدات لكثير من اللاعبين والأندية، والجمود الاقتصادي المتراوح بين الضعف والتدهور في خزائن الاتحادات القارية والاتحاد الدولي لكرة القدم، وكلها داخل الرزنامة وفي دوامة الزحام العجيبة.
وفي سجلات المواسم الحالية يتضح للقارئ والمتابع جدول إصابات اللاعبين المهمين في الأندية، بالإضافة إلى فشل بعض التعاقدات بسبب الإصابات وضغط المباريات، بصرف النظر عن الأداء المتراجع للأندية الكبرى في بعض البطولات، وطموحات الأندية المتوسطة الخالطة لأوراق كل موسم في الصعود إلى منصات التتويج.
بورصة كرة القدم التي افتقدها المتابع والعاشق لأشهر عدة في عام 2020 سيتابعها بكثرة في العام الجديد، وعليه ألا يسأل عن الأداء وعن المتعة في أغلب المباريات، وخصوصًا للأندية والمنتخبات التي يعشقها.
هذه حال كرة القدم في زمن الجائحة وفي صراع الكرة والرياضة مع زحام العام الجديد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :