تشهد أندية الشرق الأوسط سباقًا محمومًا للتعاقد مع المهاجم الإسباني دييغو كوستا، الذي أعلن، في 29 من كانون الأول 2020، عن فسخ عقده مع ناديه أتلتيكو مدريد.
كوستا الذي يعد واحدًا من أشهر لاعبي كرة القدم حول العالم، قرر خوض تحدٍّ جديد بعد تراجع دوره مع أتلتيكو، عقب وصول المهاجم الأورغوياني لويس سواريز قادمًا من برشلونة في الانتقالات الصيفية الماضية، واحتلاله دورًا رئيسًا في تشكيلة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني.
صعوبة إيجاد كوستا لعقد مع نادٍ جديد تكمن في كثرة الأندية الراغبة بضم اللاعب، فإضافة إلى عدد من الأندية الأوروبية، دخلت أندية في الشرق الأوسط سباق التوقيع مع كوستا، الذي يملك خبرة واسعة في الملاعب والبطولات المختلفة.
صراع سعودي- تركي
ارتبط اسم المهاجم البالغ من العمر 32 عامًا بالانتقال إلى قطبي مدينة اسطنبول التركية، غلطة سراي وفنربخشة، خلال نافذة الانتقالات الشتوية التي بدأت في 1 من كانون الثاني الحالي.
وخلال الأيام القليلة الماضية، أفردت الصحف والمواقع التركية صفحاتها للحديث عن انتقال محتمل لكوستا إلى اسطنبول، ووفقًا لصحيفة “Hurriyet” التركية، فإن وكيل أعمال كوستا عرض لاعبه على الناديين.
ووفقًا للصحيفة، فإن العرض جاء تفاديًا لدفع مبلغ 15 مليون يورو لأتلتيكو مدريد، الذي منع لاعبه من الانتقال إلى برشلونة أو ريال مدريد، منافسيه الرئيسين على بطولة الدوري الإسباني للموسم الحالي، وكذلك الأمر في حال انتقل إلى ناديه الأسبق تشيلسي الإنجليزي، إذ إن الأخير سيواجه أتلتيكو في دور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا.
وأضافت “Hurriyet” في خبرها المنشور في 1 من كانون الثاني الحالي، أن التحرك باتجاه الأندية التركية سيعفي كوستا من هذه المبالغ، وهو ما أشارت إليه صحيفة “Foto Match” الرياضية التركية.
وسبق لنادي غلطة سراي، الذي يحتل صدارة الدوري التركي حاليًا، أن ضم نجومًا سابقين كان لهم وزنهم في عالم كرة القدم، أمثال ديديه دروغبا، وويزلي شنايدر.
وستكون لدى كوستا فرصة للعودة إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل في حال لعب لغلطة سراي، ونجح بالفوز ببطولة الدوري (سوبر ليغ)، والأمر نفسه ينطبق على نادي فنربخشة، الذي يحتل المركز الخامس على سلم ترتيب الدوري، بفارق ثلاث نقاط فقط عن غلطة سراي، ونقطتين عن الوصيف بشكتاش.
السعودية على الخط
لكن طريق كوستا إلى اسطنبول لا يبدو معبّدًا لأندية الأخيرة، إذ أشارت مواقع رياضية عربية إلى دخول الأندية السعودية على خط التعاقد مع كوستا، وهو ما يصعّب مهمة الثنائي التركي، خاصة مع التحركات الأخيرة للأندية السعودية نحو ضم نجوم لعبوا في الدوريات الأوروبية الكبرى، كاللاعب إيفير بانيغا، واللاعب بافيتيمبي غوميز، الذي يلعب لنادي الهلال، بينما يلعب الأول لنادي الشباب.
وقال موقع “Sport 360” الرياضي، في 31 من كانون الأول 2020، إن أندية سعودية مهتمة بضم اللاعب، دون أن يذكر هذه الأندية، إلا أن المرجح ألا تخرج عن أندية الهلال والنصر والاتحاد والشباب، وهي الأندية التي تملك أكبر كتلة مالية، وقادرة على دفع الراتب المرتفع للاعب.
وتبلغ القيمة السوقية الحالية لكوستا عشرة ملايين يورو، وفقًا لموقع “Transfer Market” المتخصص بالقيمة السوقية للاعبين حول العالم.
الأمر نفسه أشار إليه موقع “Goal” الرياضي في التاريخ نفسه، واعتمد كلا الموقعين الرياضيين على تقارير صحفية أوروبية، إلا أن قناة “العربية” السعودية، التي تملك القدرة على الوصول إلى مصادر عديدة داخل الأندية الرياضية السعودية، أشارت إلى الأمر نفسه أيضًا.
وفي حال اختار كوستا الانتقال إلى تركيا، سيحصل على فرصة البقاء في الأجواء الأوروبية واللعب في دوري الأبطال أو الدوري الأوروبي (تلعب تركيا ضمن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم)، بينما إذا اختار الرحيل إلى الدوري السعودي (أحد أقوى الدوريات في قارة آسيا)، فسيحصل على فرصة اللعب ضمن دوري أبطال آسيا، أسوة بتشافي هيرنانديز (عندما كان لاعبًا للسد القطري)، وأندرياس إنييستا لاعب برشلونة السابق وفيسيل كوبي الياباني حاليًا.
ويحصل الدوري السعودي على اهتمام عربي متزايد مع استقدام لاعبين عرب للعب في الأندية السعودية، أبرزهم السوري عمر السومة لاعب الأهلي، والمغربي عبد الرزاق حمد الله لاعب النصر السعودي.
وسبق لكوستا أن لعب لأندية تشيلسي الإنجليزي، وأتلتيكو مدريد وبلد الوليد وسيلتا فيغو في إسبانيا، وحصل على لقب الدوري الإنجليزي مرتين (2015- 2017) وكأس الرابطة الإنجليزية (كلها مع تشيلسي)، كما حصل على لقب الدوري الإسباني (2014) وكأس إسبانيا (2013)، بالإضافة إلى لقب الدوري الأوروبي (2018)، والسوبر الأوروبي ثلاث مرات (2010- 2012- 2018) وكلها مع أتلتيكو مدريد.