رسم على جدران دمشق يثير الجدل.. تجميل أم طمس لهوية المدينة القديمة؟
أثارت مبادرة لرسم الجرافيتي على جدران أحد أحياء دمشق القديمة انتقادات من ناشطين وباحثين سوريين، متهمين محافظة دمشق بتشويه أحياء مدرجة على لائحة “يونسكو” للتراث العالمي.
وتبنت محافظة دمشق مبادرة “ملتقى فن الطريق“، التي دعا إليها النحات السوري مصطفى علي، مع عدد من الفنانين، من أجل الرسم على أحد جدران أحياء دمشق القديمة، والتي بدأت في 24 كانون الأول وتنتهي في 31 من نفس الشهر.
واستنكر رواد في مواقع التواصل الاجتماعي المبادرة، التي رسم أصحابها على جدران حي التيامنة في دمشق القديمة، التي صنفتها اليونيسكو (UNESCO) ضمن التراث العالمي.
واعتبر منتقدو الفعالية أنها تشويه لحضارة قديمة، وطمس لهوية المكان.
الكاتب والباحث السوري سامي مروان مبيض قال، عبر صفحته في “فيس بوك”، إن الرسومات هذه يجب أن تكون على الورق لا على الجدران.
وأضاف، “الرسومات لا تمت إلى دمشق بشيء. صحيح أن الرسم على الجدران يحصل في كل مدن العالم، ولكن في المناطق الحديثة منها أو العشوائيات وليس داخل حارات تاريخية عمرها آلاف السنين. فقد زرت الكثير من المدن التاريخية (وجميعها أحدث من دمشق) ولم أجد رسومات مماثلة في حارات روما القديمة، ولا في أثينا أو لندن”.
وتساءل الباحث، الذي لديه عدة مؤلفات من بينها “تاريخ دمشق المنسي”، “هل يقبل الفرنسيون مثلًا المساس بالموناليزا من منطلق الحداثة والتطوير؟ دمشق القديمة هي موناليزا السوريين جميعًا، وليس فقط الدمشقيين”.
بدورها ردت محافظة دمشق الراعية للمبادرة، على الاستنكار بالقول إن حي التيامنة خارج مدينة دمشق القديمة المصنفة ضمن التراث العالمي وليست أثرية.
وأوضحت “ملتقى فن الطريق” أن سلسلة ثقافية فنية تطوعية، وقد لاقت استحسانًا وإقبالًا شعبيًا.
وتحتل دمشق القديمة الرقم “20” ضمن مدن التراث العالمي بحسب موقع “يونسكو”، إذ تعد أقدم مدينة مأهولة في العالم وأقدم عاصمة في التاريخ.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :