يتطرق الفيلم اللبناني “حب بالحلال”، للكاتب والمخرج أسد فولادكار، لتفاصيل الحياة الزوجية بأسلوب سلس لا يخلو من الكوميديا السوداء.
ويسير العمل على ثلاثة خطوط متوازية لا تتقاطع إلا في مصب الفكرة الرئيسة، التي تتجلى في بعض السلوكيات والمفاهيم الخاطئة، والتي تشكل ظلمًا وانتهاكًا لحق المرأة في العلاقة الزوجية القائمة أصلًا على مبدأ الشراكة لا التبعية.
أولى هذه الشخصيات بتول (هند خضرة)، امرأة في ريعان الشباب متزوجة من شاب شديد العصبية والغيرة يُدعى مختار (حسين مقدم)، وتسببت غيرة هذا الزوج العصبي بانفصاله عن زوجته قانونيًا ثلاث مرّات، ما يجعل استئناف هذا الزواج مستحيلًا ما لم تتزوج بتول وتنفصل عن زوجها، عندها فقط يمكنها العودة للزوج الأول.
مختار الذي طلّق زوجته ثلاث مرّات بسبب الغيرة، وجد نفسه محاصرًا بشبح البحث عن عريس لها لتنفصل عنه، فيستعيد بيت زوجيته الذي لم ينتهِ من دفع أقساطه، وهنا تنتهي القصة بانفصال الطرفين وانتصار كرامة الزوجة على حب الزوج المرتبط بحالته المزاجية.
والخط الثاني تجسّده لبنى (دارين حمزة) التي تنفصل عن زوجها لتعود لأحضان الحب الذي لوّنه اندفاع العاطفة في عينيها، والنتيجة بضعة أيام جميلة مع الحبيب المتزوج، الذي يعمل بائعًا للخضراوات اسمه أبو أحمد (رودريغ سليمان)، ثم انكسار صورة الحب الخرافي أمام تحديات الحياة اليومية وتفاصيلها المرهقة، فتنوي الهجرة إلى أستراليا قبل أن تصطدم بحاجز رفض تأشيرة دخولها إلى هناك، والنتيجة العودة للعمل في الخياطة وبيع الملابس النسائية.
والحالة الثالثة هي عواطف (ميرنا مكرزل)، وهي سيّدة متزوجة وأم لطفلتين تجد نفسها متعبة أمام متطلبات زوجها العاطفية التي لا تنتهي، فتسعى لتزويجه قبل أن تصطدم بجدار صلب من الغيرة، فتعدل عن الفكرة وتحتضن أسرتها راضية بما لديها.
ويسعى العمل عبر نص رشيق وليّن إلى الولوج في الموضوع منذ المشهد الأول الذي يحاكي درسًا موجهًا للأطفال عن عملية التكاثر لدى البشر، فتختار المعلّمة تقديم المعلومة الخاطئة على أن تصطدم بعادات وأعراف المجتمع التي تتجنب تناول مواضيع من هذا النوع على الملأ، ولا سيّما أمام الأطفال.
أُنتج الفيلم في ألمانيا بالشراكة بين شركات إنتاج، وصدر في عام 2015، وعُرض لأول مرّة في الإمارات، في 13 من أيلول من العام نفسه، مصحوبًا بموسيقى تصويرية تشبه الجو الذي تدور فيه التفاصيل بتوقيع الموسيقار التونسي أمين بو حافة، والعمل حائز على منحة السيناريو من أكاديمية “صن دانس” للسيناريو.
الفيلم حائز على تقييم 6.3 من 10 في موقع “IMDb” المتخصص بنقد وتقييم الأعمال السينمائية والدرامية، وعُرض في مهرجان “الفيلم العربي” في عمّان، ومهرجان “القاهرة السينمائي” في عام 2016.
–