بعد أحداث “مخيم المنية”.. هل تتحرك الحكومة اللبنانية لصالح اللاجئين السوريين؟
عنب بلدي- روزنة
عاد السوريون في لبنان إلى واجهة الأحداث مرة أخرى بعد اندلاع حريق في مخيم “المنية” شمالي طرابلس في لبنان للاجئين السوريين، بتاريخ 26 من كانون الأول الحالي، نتيجة شجار اندلع بين أحد أفراد عائلتهم وعمال سوريين.
ومع الأحداث الأخيرة في لبنان طرح برنامج “صدى الشارع” المُذاع عبر راديو “روزنة” مشكلة تواجد السوريين في لبنان خاصة في ظل سعي حكومة النظام السوري لتشجيعهم على العودة بعد عقد مؤتمر عودة اللاجئين في دمشق، كما تساءل عن موقف الحكومة اللبنانية وأوضاع تواجد السوريين في لبنان بعد الأحداث الأخيرة.
حادثة مخيم المنية في لبنانفي 26 من كانون الأول الحالي، بدأت المشكلة بتشابك بالأيدي، واستمرت مع استعانة شاب لبناني في المخيم بأحد أفراد عائلته، الذي حضر ومعه سلاح ناري، وتوسّعت المشكلة عند قيام العمال السوريين بمصادرة السلاح من صاحبه، فيما تحوّلت إلى تشابك بالأيدي سقط إثرها عدد من الجرحى. وتجمّع شبان حول المخيم، الذي يحمل الرقم “009” (بحسب مفوضية اللاجئين) في مخيم المنية، وقطعوا أسلاك الكهرباء التي تغذي المخيم، وأضرموا النيران بأجزاء منه، واتسعت رقعتها سريعًا. الجيش اللبناني قال إن دورية من مديرية المخابرات أوقفت مواطنين لبنانيين وستة سوريين على خلفية الإشكال. وسُلّم الموقوفون والمضبوطات، وجرى التحقيق بإشراف القضاء المختص، بينما تستمر ملاحقة بقية المتورطين لتوقيفهم، بحسب البيان. كما عمل الدفاع المدني اللبناني على السيطرة على الحريق، وانتشر عناصر الجيش والشرطة لإعادة الهدوء في منطقة المنية، بحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام. |
مبادرات فردية لاستضافة اللاجئين السوريين
الصحفي السوري المقيم في لبنان، مصطفى أبو حسنا، قال إن ردود الفعل التي تعقب الحوادث العنصرية تجاه السوريين تثير جدلًا بين اللبنانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لافتًا إلى وجود مبادرات فردية لاستضافة اللاجئين السوريين في بيوت لبنانيين.
وعلّق أبو حسنا على بيان وزارة الخارجية السورية، الذي دعت بموجبه لعودة اللاجئين السوريين في لبنان إلى سوريا بأن حكومة النظام السوري عاجزة عن تأمين حاجات السوريين في الداخل، لتدعو من بالخارج للعودة.
ويعاني السوريون المقيمون في مناطق سيطرة النظام السوري من أزمات معيشية تتعلق بالكهرباء وارتفاع الأسعار وأزمات الغاز والبنزين.
استثمار الحوادث اللبنانية لتشجيع عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم
الصحفية اللبنانية نسرين مرعب ربطت بين توظيف الأحداث في لبنان ودعوة السوريين الموجودين في لبنان للعودة إلى بلدهم، منددة ببيان الخارجية السورية الذي دعت فيه السوريين للعودة.
وذكرت أن الحكومة اللبنانية الحالية برئاسة حسان دياب، هي حكومة تصريف أعمال أساسًا وليست لديها صلاحية لاتخاذ قرارات حاسمة فيما يخص اللاجئين السوريين في لبنان، كقرار ترحيلهم.
ولا تتعدى أي قضية تحصل في لبنان البعد الفردي بعيدًا عن أي قرار حكومي، قد تتخذه حكومة حسان دياب الحالية، على حد وصف مرعب.
وشهد لبنان خلال السنوات الماضية حملات عنصرية وخطاب كراهية ضد اللاجئين ودعوات الى ترحيلهم.
وفي أيلول الماضي، دعا الرئيس اللبناني، ميشال عون، المجتمع الدولي إلى مساعدة لبنان في تأمين عودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى بلادهم، في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الـ 75 لإنشاء “الأمم المتحدة”.
مراكز خاصة في لبنان لاستقبال طلبات النازحين السوريين
حددت المديرية العامة للأمن اللبناني مراكز لاستقبال طلبات النازحين السوريين الراغبين بـ “العودة الطوعية” إلى سوريا.
وقالت المديرية في بيانها في 2 من كانون الأول الحالي “في إطار متابعة موضوع النازحين السوريين الراغبين بالعودة إلى سوريا، ستستأنف المديرية تأمين هذه العودة الطوعية من لبنان”.
ودعت الراغبين بالعودة إلى البدء بتقديم الطلبات اعتبارًا من 2 من كانون الأول الحالي في مراكز خُصصت لهم في لبنان، منوهة إلى أنها ستقوم بتسوية أوضاع اللاجئين فور المغادرة.
وتتوافق الخطوة اللبنانية مع الرواية الرسمية للنظام السوري حيال عودة اللاجئين، رغم الرفض الأوروبي والأمريكي المتجدد بالتوازي مع مؤتمر للاجئين عُقد في دمشق برعاية روسية، في 11 و12 من تشرين الثاني الماضي.
ردود فعل لبنانية على الأعمال ضد اللاجئين
ذكرت الصحفية نسرين مرعب أن الحوادث الفردية التي تحدث في لبنان يستهجنها ناشطون لبنانيون، وكثير من الأوساط وصفت ما جرى بالعنصرية.
أما الحقوقية اللبنانية ديالا شحادة، فقالت إن النظام السوري يستغل كل الحوادث بما فيها الحوادث المسيئة للسوريين لمصلحة أزمته السياسية، موضحة أنه يعمل على “تطفيش” السوريين، ووضع عقوبات أمامهم لعرقلة عودتهم.
وأضافت أن حكومة النظام السوري فرضت تصريف مئة دولار على السوريين عند دخولهم لسوريا وهو ما يعجز عنه البعض.
وأوضحت أن الجواز السوري أصبح من أغلى الجوازات، كدليل على عدم رغبة النظام بإعادة اللاجئين والمغتربين.
وقالت إن بعض السوريين المقيمون في خيام ضمن لبنان يعتبرونها آمنة وأفضل من وضعهم في سوريا، مضيفة أن العودة إلى سوريا “ليست مشجعة إطلاقًا”، خصوصًا مع وجود قسم كبير من اللاجئين السوريين خسروا منازلهم ودمرت بالكامل بفعل آلة القصف.
تضامن شعبي لبناني مع السوريين
تداول ناشطون لبنانيون أرقام هواتف لمواطنين لبنانيين يعرضون منازلهم لإيواء العائلات السورية التي هُجّرت من مخيم “المنية”، وسط حالة من التضامن الشعبي في منطقة المنية خاصة، وفي طرابلس عامة.
وقال وزير الشؤون الاجتماعية، رمزي مشرفية، إن إقدام بعض الشبان على حرق خيام النازحين السوريين نتيجة خلاف شخصي، عمل إجرامي مستنكر بكل المقاييس.
وطالب القضاء المختص بـ “إنزال أشد العقوبات بكل من خطّط ونفّذ وشارك في هذه الجريمة”.
الصحفي اللبناني سلمان عنداري، الذي غطى آثار الحريق من المخيم، قال إن مبادرة شبابية انطلقت لمساعدة العائلات المتشردة جراء الحريق، إذ تبرع شابان على نفقتهما بإعداد وجبات لكل العائلات لمساعدتهم الطارئة.
مركز “الملك سلمان للإغاثة” السعودي أعلن عن تقديم مساعدات للاجئين المتضررين في المخيم، ونقل المصابين منهم إلى أحد المستشفيات، كما قدم المساعدات التي تغطي المتطلبات الأساسية للمتضررين من سكان المخيم، كالخيام والحقائب الشتوية، إلى جانب توزيع المواد الغذائية.
أُعدت هذه المادة ضمن اتفاقية التعاون بين صحيفة عنب بلدي وراديو روزنة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :