أزال فرع المخابرات الجوية حاجزين كانا متمركزان ضمن أحياء حلب الشرقية، في 26 من كانون الأول الحالي، بعد أن كثرت حالات الابتزاز والمضايقات التي طالت المدنيين والمارة، وزادت شكاوى المدنيين المقدمة لمحافظ حلب وللجنة الأمنية في المدينة.
وخلفت إزالة الحاجزين حالة من الارتياح لدى السكان الذين عانوا من مضايقات العناصر عليها، من ابتزاز وسرقات وغيرها، بحسب لقاءات أجراها عنب بلدي مع مجموعة من الأهالي في الأحياء الشرقية.
حاجز دوار الجزماتي
كان عناصر حاجز دوار الجزماتي، الحاجز الأول الذي تمت إزالته، يقومون بمضايقة المدنيين المارين منه، وبابتزازهم عبر التهديد بالاعتقال للحصول على مبالغ مالية من ركاب السيارات العمومية والميكروباصات.
كان الحاجز يتمركز عند عقدة تربط أحياء الميسر والجزماتي وقاضي عسكر وضهرة عواد، وهي قريبة من مطار النيرب العسكري.
كما شهدت الأحياء القريبة من الحاجز حدوث سرقات للمنازل في أوقات متفرقة، مع تناقل السكان لروايات شهود عيان قالوا إنهم رأوا بعض عناصر الحاجز خارجين من تلك المنازل التي تعرضت للسرقة.
وقال أحد سكان حي الجزماتي لعنب بلدي، (طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية)، إن خمسة منازل قريبة من الحاجز تعرضت للسرقة في أوقات متفرقة، و”أغلب السكان يعرفون أن عناصر الحاجز قاموا بعمليات سطو وسرقة للمنازل، لأن بعض الجيران شاهدوهم، ولكن لم يتجرأ أحد على سؤالهم عن سبب خروجهم من تلك المنازل، في أثناء غياب أصحابها”.
وأبدى سكان المناطق المحيطة بالحاجز ارتياحهم عقب إزالة الحاجز، حسبما رصدت عنب بلدي، وقال شاب يسكن في حي طريق الباب لعنب بلدي إن غالبية السكان قدموا شكاوى إلى “مجلس محافظة حلب” على تصرفات عناصر الحاجز، وكذلك لجؤوا إلى اللجنة الأمنية، وبعد عام ونصف من المعاناة تمت الاستجابة.
وكانت مضايقة عناصر الحاجز لبعض النساء في المنطقة، هي الدافع للاستجابة لمطالب الأهالي، حسبما قال أحد قاطني حي طريق الباب، “لأن المناطق التي يشرف عليها الحاجز فيها تجمعات عشائرية، وهددوا بمهاجمة الحاجز إذا تمت مضايقة النساء مرة أخرى”.
حاجز دوار الحيدرية
الحاجز الثاني الذي أزيل كان حاجز دوار الحيدرية، الذي لم يكن عناصره يسمحون للسيارات الخصوصية أو العمومية بالمرور دون دفع مبالغ مالية.
وقال أحد المدنيين الذين تعرضوا للابتزاز على الحاجز إن عنصرًا أنزله من الباص بحجة تشابه الأسماء.
“أخرجت وثيقة لا حكم عليه، فشتمني وقال لي أنت مطلوب وسأعتقلك، فعرضت عليه مبلغًا ماليًا”، بعد الرفض في البداية وافق العنصر على ترك الشاب بعد دفعه مبلغ 89 ألف ليرة سورية (30 دولارًا) ومصادرة هاتفه المحمول.
وكثرت شكاوى المدنيين والمارين من الحاجز، إذ كان السكان يلجؤون لـ”الجنة الأمنية” والمحافظ، بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع، حسبما قال أحد سكان المنطقة لعنب بلدي، “دائمًا كنا نتلقى وعودًا بإزالة الحاجز وأغلب حديث ضباط اللجنة الأمنية تسويف ووعود ولم نتوقع أن تتم إزالته”.
وكان حاجز دوار الحيدرية يتمركز عند الأوتستراد المؤدي إلى طريق مطار حلب الدولي، ويشرف على مداخل أحياء مساكن هنانو والحيدرية والصاخور وبعيدين، وكذلك يشرف على طريق الكاستيلو ويؤدي إلى أحياء كرم الزيتون والإنذرات شرقي مدينة حلب.
ويسيطر فرع المخابرات الجوية على الأحياء الشرقية لمدينة حلب، منذ عودة المنطقة تحت سيطرة النظام، نهاية عام 2016، وتنتشر حواجزه عند مداخل الأحياء الكبرى، بالإضافة لسيطرته على أقسام الشرطة في الأحياء الشرقية.
وغادر عناصر الميليشيات التابعة لإيران، وعلى رأسها كتائب “الإمام الرضا”، و”حزب الله” اللبناني، المنطقة، عقب سيطرة فرع المخابرات الجوية على الأحياء الشرقية لمدينة حلب.
وتقسم مدينة حلب لأربعة قطاعات أمنية تتوزع السيطرة عليها بين فرع أمن الدولة، الذي يسيطر على القسم الغربي من حلب، وفرع المخابرات الجوية، المسيطر على القسم الشرقي، والقسم الجنوبي يسيطر عليه فرع الأمن العسكري، وبالنسبة للقسم الشمالي لمدينة حلب فهو من نصيب فرع الأمن السياسي.