ردود فعل غاضبة على إحراق خيام لاجئين في لبنان.. مبادرات لمساعدة المتضررين

camera iconسوريون يعودون إلى مخيمهم بعد حرقه في شمالي لبنان 27 من كانون الأول 2020 (AFP)

tag icon ع ع ع

أثار إحراق مخيم للاجئين السوريين في الشمال اللبناني الليلة الماضية، ردود فعل غاضبة من سوريين ولبنانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مبادرات لمساعدة المتضررين.

وعبّر صحفيون وناشطون سوريون ولبنانيون عن غضبهم، ووصفوا الاعتداء على المخيم وحرقه بـ”العنصري”.

وبحسب ما نقلته “الوكالة الوطنية للاعلام“، السبت 26 من كانون الأول، حصل إشكال بين شخص لبناني من “آل المير” وبعض العمال السوريين العاملين في منطقة المنية، أدى إلى تشابك بالأيدي انتهى بسقوط ثلاثة جرحى.

وأضافت الوكالة أن عددًا من شبان العائلة اللبنانية أحرقوا عمدًا بعض خيام النازحين السوريين في المنية، ما دفع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي للتدخل.

ونشر ناشطون طرق تواصل مع أصحاب مبادرات لمساعدة متضرري المخيم، منها تأمين سكن مؤقت وسيارات نقل ومساعدات عينية مجانًا.

https://twitter.com/news3poli/status/1342986875091431424

 

وكان الحقوقي والمحامي في القانون الدولي طارق شندب، قال عبر حسابه في “تويتر”، إن مركز “الملك سلمان للإغاثة والأعمال الخيرية” تكفل بتغطية جميع متطلبات اللاجئين سكان المخيم، وأوعز إلى فرقه البدء “بإعادة المخيم كما كان”.

وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورًا تظهر عددًا من سكان المخيم يعودون لتفقد آثار خيامهم.

خلفيات الحادثة

الصحفي السوري المقيم في طرابلس أحمد القصير، روى لعنب بلدي تفاصيل عن الحادثة، وقال إن المخيم المبني في المنطقة منذ نحو 40 عامًا أغلب سكانه من العمال السوريين قبل الثورة في لبنان، وزاد عدد المقيمين في المخيم بعد التهجير الذي طال سكان أغلب المناطق السورية.

وأضاف أن السوريين الموجودين في هذا المخيم، بحسب شهادات من الأهالي، تربطهم علاقات جيدة باللبنانيين، موضحًا أن المشكلة بدأت عندما حاول عمال سوريون في المخيم المطالبة بأجور لهم من عائلة “آل المير” مترتبة عليهم، وبعد عدة مطالبات طُردوا من عملهم.

وطلب شاب من “آل المير” أمس، السبت، عمالًا من المخيم، فرفض شبان المخيم الخروج للعمل معه، ونشب خلاف بينه وبين بعض الشبان في المخيم تطور إلى ضرب الشاب اللبناني، ليذهب ويعود مع شبان آخرين من ذات العائلة وعائلات أخرى هاجموا المخيم، وأحرقوه وأطلقوا النار عليه.

وكان مصدر أمني لبناني أكد لوكالة الصحافة الفرنسية سماع دوي إطلاق نار في المخيم.

ليست الأولى

في نهاية تشرين الثاني الماضي، غادرت نحو 270 عائلة سورية بلدة بشري في لبنان خشية حدوث أعمال انتقامية، إثر اتهام شاب سوري بقتل أحد أبناء البلدة.

وتفاقمت ظاهرة الاعتداءات على لاجئين سوريين في لبنان، ولم تقتصر على التمييز العنصري والاعتداء الجسدي واللفظي، وفي حالات كثيرة وثقها الإعلام اللبناني ومنظمات حقوقية محلية ودولية.

وفي العام الماضي، أثار هدم الجيش اللبناني مخيمات لاجئين سوريين في منطقة عرسال بدعوى أنها مخالفة انتقادات حقوقية.

جاء ذلك بعد قرار أصدره المجلس الأعلى للدفاع، التابع لرئاسة الجمهورية اللبنانية، الذي قضى بهدم جميع الهياكل الأسمنتية التي بناها اللاجئون السوريون في المخيمات غير الرسمية ببلدة عرسال.

وفي أواخر تموز الماضي، كشفت السلطات اللبنانية عن عملية اغتصاب جماعي بحق طفل سوري، في بلدة سحمر البقاعية بلبنان، وكشفت التحقيقات حينها أن ثلاثة أشخاص تناوبوا على اغتصاب الطفل (13 عامًا) لما يقارب السنتين.

المحامي اللبناني طارق شندب أكد لعنب بلدي، في وقت سابق، أن الاعتداءات على اللاجئين السوريين زادت في لبنان “وسط تعتيم إعلامي”، وأرجع أسبابها إلى ”الخطاب الطائفي الذي مارسته الحكومة اللبنانية، متمثلة برئيس الدولة، ميشال عون، ووزير خارجيته السابق، جبران باسيل، وحلفائهما، وكذلك (حزب الله) في الجنوب والبقاع”، واتهمهم بأنهم عملوا على زرع لغة العنصرية تجاه السوريين.

اقرأ المزيد: ضحايا الاعتداء في لبنان.. كيف ينقذون أنفسهم

ويعيش في لبنان، بحسب السلطات اللبنانية، مليون ونصف مليون لاجئ سوري، بينما تتحدث مفوضية شؤون اللاجئين عن نحو مليون سوري مسجلين لديها.

وشهد لبنان خلال السنوات الماضية حملات عنصرية وكراهية ضد اللاجئين، ودعوات إلى ترحيلهم، وسط انتقادات أممية وحقوقية.

وفي أيلول الماضي، دعا الرئيس اللبناني المجتمع الدولي إلى مساعدة لبنان في تأمين عودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى بلادهم، في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الـ75 لإنشاء الأمم المتحدة.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة