14 حالة ولادة يوميًا تُسجل في مشفى البرناص بريف اللاذقية
حسام الجبلاوي – ريف اللاذقية
يغص مشفى البرناص للتوليد في ريف اللاذقية يوميًا بعشرات المراجعات، يولد بين جدرانه الأمل للكثير منهن من خلال عمليات تخصصية للأمراض النسائية والتوليد؛ ومنذ افتتاحه بداية العام الحالي سجل المشفى ازديادًا كبيرًا في معدل العمليات والخدمات، لتصل إلى قرابة 5 آلاف عملية وفحص خلال شهر تموز الماضي مقدمةً لأكثر من 200 ألف شخص من سكان المنطقة.
وبحسب الأرقام التي حصلت عليها عنب بلدي من إدارة المشفى، سجل ما لا يقل عن 400 حالة ولادة في تموز الماضي فقط، بمعدل 14 عملية ولادة يوميًا (عدا حالات الولادة في المنازل)، وتتنوع بين طبيعية وقيصرية مقابل 122 حالة في شهر شباط السابق.
ويعزو الدكتور عبد المنعم الثابت، أحد الكوادر الطبية العاملة في المشفى، الزيادة إلى ارتفاع أعداد النازحين الواصلين إلى ريف اللاذقية خاصة من جسر الشغور وريف إدلب الغربي إضافة إلى زيادة معدل الزيجات.
وبالنظر إلى هذه الأرقام فإنّ تفوق عدد الولادات على عدد الوفيات المسجل في المنطقة، يعني نموًا في عدد السكان رغم حالة الحرب التي تعيشها المنطقة، وفق الدكتور عبد المنعم.
ويتكون المشفى من أربعة أقسام رئيسية: غرفة عمليات قيصرية، غرفتي مخاض، غرفة حواضن للأطفال وقسم الإسعاف، وتتولى منظمة أطباء بلا حدود واتحاد المنظمات الطبية والإغاثية (ussom) ومنظمة medical relief for Syria إلى جانب بعض المتبرعين تقديم دعم طبي بين فترة وأخرى.
لكن المشفى يفتقر، بحسب الدكتور عبد المنعم، إلى مخبر وأجهزة متطورة وغرف إضافية للتوليد، كما لا يحوي قسم الحاضنات إلا ثلاثة أجهزة فقط للأطفال حديثي الولادة، وهو عدد غير كاف ولا يتناسب مع عدد المواليد يوميًا، ويؤدي في بعض الأحيان إلى وضع طفلين في حاضنة واحدة.
وخلال المدة السابقة نجح المشفى بإجراء الكثير من العمليات الصعبة والخطيرة تكلل معظمها بالنجاح، وآخرها ولادة أم بعمر الثلاثينيات لثلاثة توائم بعملية قيصرية استمرت لساعات، وفق الثابت.
ويعتقد أبو زيد، وهو أحد الزائرين للمشفى ممن التقتهم عنب بلدي، أنّ هذا العدد الكبير من الولادات في المناطق المحررة هو «مكرمة من الله»، حيث تفوق نسبة الولادات نسبة الوفيات والشهداء في منطقة ريف اللاذقية رغم القصف والتدمير، وهذا يدلّ على «إرادة الحياة لدى الناس وصبرهم على ضيق الحال الاقتصادية والمعيشية».
ويرجو الشاب الذي رزق بمولود جديد أن يناقش توسيع المشفى ليستوعب المزيد من الحالات، أو أن ينقل لمكان جديد مجهّز بشكلٍ أفضل.
ويعاني أهالي ريف اللاذقية من قلة عدد الأطباء المختصين في المنطقة حيث يضطر المريض إلى قطع مسافات كبيرة للوصول إلى المشافي الاختصاصية التي يقع معظمها في منطقة قريبة من الحدود التركية وبعيدة عن التجمعات البشرية، مثل مشفى أسامة أبلق في اليمضية ومشفى البرناص في جبل الأكراد في حين تعتبر تجربة زراعة الأطراف لمصابي الحرب التي بدأتها مؤسسة فلوكا الحرية قبل أشهر من التجارب الطبية الرائدة في المنطقة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :