خرج ناشطون وصحفيون ومدنيون في وقفة احتجاجية بمدينة اعزاز بريف حلب الشمالي اليوم، الجمعة 25 من كانون الأول، تنديدًا باعتقال “هيئة تحرير الشام” الناشط الإعلامي عبد الفتاح حسين، دون سبب معروف.
وحمل المحتجون لافتات وجهت لـ”الهيئة”، كُتبت عليها مطالب بإبعاد السلاح عن الإعلاميين في المنطقة، والإفراج عن عبد الفتاح.
كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، الجمعة، وسوم “عبد الفتاح الحسين” و”لا للتغييب” و”لا للاعتقال التعسفي”، تضامنًا مع الناشط الإعلامي عبد الفتاح.
ويعمل عبد الفتاح مصورًا صحفيًا، وهو عضو سابق في الأمانة العامة لـ”اتحاد الإعلاميين السوريين”.
واعتقلته “الهيئة”، في 22 من كانون الأول الحالي، على حاجز “الغزاوية” بريف حلب الغربي، في أثناء عبوره إلى محافظة إدلب، دون توضيح لسبب الاعتقال حتى ساعة كتابة الخبر.
إدلب.. “بدنا الدم”
بموازاة ذلك، خرجت مظاهرات في مدينة إدلب، بعد صلاة الجمعة اليوم، بمشاركة نساء وأطفال، ضد “تحرير الشام” بعد قتل عناصر منها مدنيين على حاجز، في 8 من تشرين الثاني الماضي، فضلًا عن تزايد عمليات الاعتقال للمدنيين في المنطقة، من دون محاسبة الفاعلين.
وانطلقت المظاهرة في ساحة “الساعة” وسط مدينة إدلب، بدعوة من عائلة غنوم، التي قُتل منها شابان برصاص “تحرير الشام” (تسيطر على محافظة إدلب).
وردد المتظاهرون شعارات تنادي بإسقاط “تحرير الشام” ورحيلها عن المنطقة، بسبب تجاوزاتها بحق المدنيين، إلى جانب لافتات رُفعت أبرزها: “إدلب حرة حرة.. الهيئة تطلع برا”، و”بدنا الدم الدم”.
رد “تحرير الشام”
أوضحت “هيئة تحرير الشام” تفاصيل مقتل شابين من مدينة إدلب، في 8 من تشرين الثاني الماضي، على يد عناصرها في أطراف المدينة.
وفي 10 من الشهر ذاته، قال مدير مكتب العلاقات الإعلامية في “الهيئة”، تقي الدين عمر، في مراسلة إلكترونية لعنب بلدي، إن شكوى وردت لعناصر “الهيئة” بالمنطقة، تفيد بوجود حركة غير طبيعية في المكان، ما دفع بعض العناصر للتحري والبحث.
وأضاف عمر أنه صادف عملية البحث مرور شابين في وقت متأخر من الليل وفي ظلام دامس، يستقلان دراجة نارية في نفس المكان، ما أثار الريبة واستدعى التوقيف.
وبعد إشارة العناصر إليهما بالتوقف، سارع الشابان إلى الهروب، ما زاد الشك أكثر، ليُقتلا بعد ذلك “خطأ لا قصدًا، إذ كان المراد توقيفهما فقط”، بحسب عمر.
وأشار إلى أنه جرى توقيف جميع العناصر وإحالتهم إلى القضاء للمحاسبة فورًا، كما “عُقدت جلسة مع أولياء الدم، وتمت كتابة ادعاء والعمل عليه من قبل القضاء بشكل مباشر دون أي تأخير للبت في القضية”، وفق عمر.
وسعت “الهيئة” مؤخرًا إلى تحسين صورتها عبر خطوات عدة، أبرزها الظهور الإعلامي المتكرر لقائدها، “أبو محمد الجولاني”.
حول انتهاكات حقوق الصحفيين
ويواجه الصحفيون والناشطون السوريون انتهاكات عدة منذ بدء الحراك السلمي في سوريا عام 2011.
ونشرت منظمة “مراسلون بلا حدود” تقريرها السنوي، في 14 من كانون الأول الحالي، وقالت المنظمة إن سوريا ما زالت “واحدة من أكبر سجون الصحفيين في العالم” للعام الثاني، ووثقت مقتل 134 صحفيًا منذ عام 2011 وحتى نهاية عام 2019.
وسجلت “يونسكو”، في 23 من كانون الأول الحالي، مقتل ثلاثة صحفيين سوريين في العام الحالي، وهم حسين خطاب الذي اغتيل على يد مجهولين في 12 من كانون الأول بمدينة الباب، وعبد الناصر حاج حمدان الذي قُتل بقصف جوي روسي في معرة النعسان (شمالي محافظة إدلب) في 20 من شباط الماضي، والصحفي أمجد أكتالاتي الذي قُتل في أريحا جنوب محافظة إدلب، في 4 من شباط الماضي.
–