تهاني مهدي
عرفت الإعاقة كظاهرة إنسانية منذ أقدم العصور، عانى خلالها المعاقون الكثير من الظلم الاجتماعي، التعليمي، المهني والنفسي، إلى أن بدأت المجتمعات الغربية أولًا، والنامية ثانيًا، بالاهتمام بهذه الشريحة من المجتمع، واستغلال طاقاتها، والاقتناع بأن المعاقين كغيرهم من أفراد المجتمع لهم الحق في الحياة والعمل والتعلم.
ونقصد بذوي الحاجات الخاصة الطفل الذي يختلف عن أقرانه الطبيعين من حيث القدرات العقلية أو اللغوية أو الجسمية أو التعليمية، وهذا بدوره يفرض طرقًا وأساليب وأدوات ووسائل خاصة في التربية والتعليم والتدريب، تختلف عن تلك الموجودة في المدارس العادية، وذلك لتحقيق أقصى حد ممكن من النجاح لهم ليتواصلوا مع مجتمعهم، بصرف النظر عن القصور أو العجز في نموهم، وهو ما يسمى بالتربية الخاصة.
إن الاهتمام بهذه الشريحة يتطلب تأهيلًا شاملًا يغطي كل الخدمات التي يحتاجها الطفل من الحاجات (الاجتماعية، والطبية، والتعليمية، والنفسية، والمهنية)، وإعداد مراكز تتناسب مع احتياجاتهم ومجهزة بالبرامج والوسائل اللازمة لتنفيذها، بالإضافة إلى تأهيل كوادر تعليمية وإكسابهم خبرات عملية ونظرية تتعلق بذوي الحاجات الخاصة واحتياجاتهم وخصائصهم والتعامل مع هذه الفئات ومع أسرهم.
بالإضافة إلى القيام بحملات توعية لأفراد المجتمع، لتغيير نظرتهم السلبية تجاه هذه الفئة والابتعاد عن التعامل معهم بشفقة، ابتداء بالوالدين وانتهاءً بالمجتمع، بكافة الوسائل المرئية والمسموعة.
الفئات التي تحتاج إلى تربية خاصة:
الإعاقة العقلية، الإعاقة السمعية، الإعاقة الجسدية، الإعاقة الانفعالية، صعوبات التعلم، التفوق العقلي.
على الرغم من اختلاف البرامج والخطط التدريسية والوسائل المستخدمة في مجال التربية الخاصة، إلا أنها جميعًا تستند إلى ما يسمى «المنحى التشخيصي العلاجي»، حيث يخضع الطفل إلى عملية تقييم، وتطبق عليه الاختبارات والمقاييس حسب إعاقته، ثم توضع الخطة العلاجية بناء على نتائج التقييم، ويتم تنفيذ الخطة من قبل المدرسين، ثم يخضع الطفل لعملية تقييم لمعرفة التقدم الذي حصل في أدائه.
ويشمل الأسلوب التعليمي الذي يتبعه كل معلم لذوي الحاجات الخاصة على أربعة عناصر رئيسية:
– الأهداف: وهي ما يراد تحقيقه في العملية التعليمية، ويجب أن تكون الأهداف مصاغة بطريقة واضحة ومحددة.
– المحتوى: المادة التي ستعلم.
– الوسائل التعليمية: الأدوات والأنشطة التي يستعين بها المعلم لتحقيق الهدف.
– التقييم: وذلك لمعرفة التقدم في السلوك.
يتم وضع الخطة التعليمية في ضوء ثلاثة متغيرات:
1ـ فئة الإعاقة: الطالب من فئة الإعاقة السمعية يحتاج برنامج تعليمي يختلف عما يحتاجه الطالب من ذوي الإعاقة العقلية.
2ـ شدة الإعاقة: تختلف درجة الإعاقة من طفل لآخر، فالخطة التي توضع لطفل لديه إعاقة سمعية شديدة تختلف عن الخطة التي توضع لطفل لديه إعاقة سمعية متوسطة.
3ـ العمر الزمني: فالأهداف المراد تحقيقها في الخطة تتحدد في ضوء الحاجات النمائية لكل مرحلة عمرية.
أساليب التدريس:
– التدريس الفردي: وهو من أهم مبادئ التربية الخاصة، وذلك لتلبية الحاجات التعليمية، مع مراعاة الفروق الفردية.
ويمكن أن يكون هذا النوع من التعليم على شكل تعليم طالب واحد في وقت واحد، ويمكن أن يتم مع مجموعة صغيرة بهدف التعميم.
الفئات التي يستخدم معها هذا النوع من التدريس: التفوق العقلي، التوحد، المتلازمات، الإعاقات الشديدة، الاضطرابات السلوكية.
– التدريس الجماعي: يطبق على مجموعة من التلاميذ ويقوم على أهداف ثابتة وموحدة على الجميع.
الفئات التي يستخدم معها هذا النوع من التدريس: الإعاقات السمعية، البصرية، الجسمية.
يمكن أن يستخدم الأسلوبان معًا مع الفئات: صعوبات التعلم، اضطرابات التواصل.
إن الهدف من التعليم هو إحداث تغييرات إيجابية في سلوك المتعلم. وفي تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة لا يوجد هدف ثابت ولا خطة ثابتة، ولا بد من مراجعة الخطط من حين لآخر وإعادة التقييم، وذلك بهدف استبدال أو حذف بعض الأهداف كنتيجة للتفاعل الذي يحصل بين الفرد والمجتمع.