تستعد فرنسا لبدء حملات التطعيم لمواطنيها، الأحد المقبل، 27 من كانون الأول الحالي، وذلك بعد موافقة وكالة الأدوية الأوروبية، والهيئة العليا للصحة، على استلام باريس للقاح الأمريكي الألماني”فايزر” و”بيونتك” ضد فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19)، في حين يطور فيروس “كورونا” من خواصه بسلالات جديدة، لمسابقة اللقاحات.
وفي مقابلة مع موقع قناة “بي اف ام تي في” الفرنسية قال وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران، إن “الجرعات الأولى من اللقاح الذي طورته شركة فايزر وبيونتك ستصل إلى فرنسا يوم السبت. اعتبارًا من يوم الأحد”، لافتًا إلى أنه ستفتح مؤسستان أو ثلاث، لبدء حملة التطعيم الأولى.
الهيئة العليا للصحة توضح أن أنه يمكن استخدام اللقاح على الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 16 عامًا وفوق، ويشمل كبار السن.
وفي آخر إحصائية لإصابات “كورونا”، يزيد عدد الإصابات في فرنسا على مليونين و500 ألف إصابة، في حين يبلغ عدد الوفيات نحو 62 ألف حالة.
وفيما يخص بقية دول الاتحاد الأوروبي، ستبدأ حملة التطعيم الأولى بين 27 و 29 من الشهر الحالي، في جميع الدول الأعضاء، بحسب “بي اف ام تي في”، التي لفتت إلى أن التوزيع سيبدأ في كانون الثاني، وسيمتد طيلة فترة 2021، بما يتناسب مع عدد سكان كل دولة أوروبية.
ماكرون خارج العزل
في أثناء ذلك، أعلن مكتب الرئاسي الفرنسي، اليوم الخميس، أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون تجاوز أعراض فيروس “كورونا المستجد”(كوفيد-19)، وأنه سيخرج من العزل الصحي، في حين تتجهز فرنسا لاستقبال لقاح “فايزر” الأحد المقبل.
وبحسب موقع “يورونيوز”، قال المكتب الواقع في قصر “الإليزيه” بالعاصمة باريس، اليوم الخميس، 24 من كانون الأول، إن ماكرون خلال فترة المرض، استطاع مواصلة نشاطه في ملفات البلاد الرئيسية الحالية، وترؤس مجالس وعقد اجتماعات كانت مقررة.
ولم يحدد مكتب الإليزيه ما إذا عاد ماكرون إلى القصر الرئاسي في باريس، كما لم يتحدث الرئيس الفرنسي عن استئناف أعماله التي كانت مزمعة قبيل مرضه، والتي كان من بينها نية في زيارة لبنان، إلى حين كتابة الخبر.
وفي 17 من كانون الأول، أعلن المكتب الرئاسي إصابة رئيس الدولة بفيروس “كورونا”، بعد إجراء فحوصات “PCR” أثبتت إصابته.
وأتت الإصابة حينها قبل أسبوع من موعد سفر الرئيس الفرنسي إلى لبنان، إذ كان يعتزم زيارة لبنان للقاء رئيسها، ميشال عون، وقائد قوات الطوارئ الدوليّة، وممثلين عن المجتمع المدني ومتضررين من انفجار مرفأ بيروت، الذي وقع في 4 من آب الماضي.
سلالات جديدة تؤخر الانفراج
أعلن وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، أمس الأربعاء، أن بلاده اكتشفت سلالة جديدة أخرى من الفيروس التاجي، في نتائج فحص القادمين من جنوب أفريقيا، محذرًا من أنها “أكثر قدرة على الانتقال” من السلالة الأولى التي اكتشفت في الأيام الماضية من هذا الشهر.
وقال هانكوك في حديث لإذاعة “بي بي سي” البريطانية، إنه تم اكتشاف إصابتين بالسلالة الجديدة في المملكة المتحدة، موصيًا المسافرين القادمين من جنوب إفريقيا بضرورة عزل أنفسهم على الفور.
وأعرب هانكوك عن قلقه الكبير من السلالة المذكورة، مبينًا أنها قدرة على الانتقال أكثر من سلالة الفيروس السابقة.
كما شدد على ضرورة اتخاذ الحكومة البريطانية إجراءات للحد من انتشار الفيروس.
في الأثناء، قالت نائبة كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، جيني هاريس، في مؤتمر صحفي إن “عدد المصابين بالسلالة الجديدة من فيروس كورونا يشهد ارتفاعًا في المملكة المتحدة”.
أحدث سلسلة تتفادى أخطاء أخواتها
ويوضح البروفيسور في إمبريال كوليدج لندن نيل فيرجسون، أن المتغير في السلالة الأحدث، لديه بعض أوجه التشابه مع تلك المكتشفة في المملكة المتحدة قبل أيام، مشيرًا إلى أن هذا التغير حدث بشكل منفصل عن السلالة السابقة.
السلالتان لديهما طفرة تسمى “N501Y”، وهي جزء مهم من الفيروس الذي يستخدمه لإصابة خلايا الجسم، بحسب البروفيسور، الذي قال، “أعتقد أن أكبر اهتمام لنا في الوقت الحالي هو الجنوب الأفريقي.. هناك بالتأكيد تقارير قصصية عن تفشي متفجر لهذا الفيروس وزيادات حادة للغاية في أعداد الحالات”.
بموازاة ذلك، أكد البروفيسور لورانس يونغ، من كلية الطب في وارويك البريطانية، “إن الإجراءات القياسية لتقييد انتقال العدوى (اليدين والوجه ومسافة الأمان) ستمنع الإصابة بهذا النوع”، وتوقع أن الانتقال إلى مستويات أقسى من القيود في جميع أنحاء البلاد أمر لا مفر منه.