كثيرًا ما ينتشر بين القرّاء، لا سيما المهتمون منهم بمواضيع التنمية البشريّة وإدارة العلاقات، كتاب ديل كارنيجي «كيف تكسب الناس وتؤثّر في الأصدقاء»، والكتب التي تسير على مبدئه وتحاكي أفكاره.
ورغم شعبية الكتاب وسمعته إلا أنّ دروب الحياة ليس مزروعةً وردًا، وخذلان الناس ومكرهم يكاد يكون مادةً يوميّة أكثر من الخبز، والعامّة تُعبّر بحسها البدهي عن ذلك كالمثل الشعبي القائل «اتّقِ شرّ من أحسنت إليه»!
لحلّ هذه المشكلة وإيجاد نوعٍ من التوازن يُقدّم الدكتور مأمون طربيه كتابه «قاموس الأقوياء، حتى لا يأكل الآخرون رأسك» المؤلف من 240 صفحة من القطع الصغير، والصادر عن دار المعرفة 2008.
يعرضُ الكتاب 50 مبدأً للتعامل مع «الأشرار»، بحيثُ يُذكر أولًا المبدأ بسطرٍ واحد ثم يتلوه فقرة بعنوان «المغزى» تشرح هذا المبدأ، ويلي ذلك «المثال» وهو قصة واقعية لشخصٍ نجح أو أخفق في تطبيق المبدأ.
ويُفهم المقال من المثال، ثم «المُلخّص» ويعقّب فيه المؤلف على القصة ويذكر أين أجاد وأين فشل بطل القصة في تطبيق الفكرة، ويُختم المبدأ بفقرة «المرادف» وهي أقوال لمشاهير تدعم الفكرة وتُلخصها.
ليس المقصود من الكتاب أن نتحول لذئاب في تعاملنا مع الآخرين كما يُوضّح الكاتب، بل هو دعوة للتوازن كي لا نمرّ بمواقف من استغلال الآخرين تجعلنا لا نطمئن لأحد ولا نثق بأحد، دعوة لحسن التدبير في شؤون الحياة حتى لا تجعل الآخرين يستهينون بك ويأكلون رأسك كما يقال في التعابير العامية المتداولة.
فعندما تلتقي برجلٍ يحمل سيفًا أشهِر سيفك، لا ترتل شعرًا لشخصٍ ليس بشاعر، لأن مرتكز السلطة الحقة هو القدرة على التمييز بين الحملان والذئاب، أما إذا كنت ستتعامل مع الجميع بالود ذاته فإن حياتك ستكون مليئة بالمطبات.