مع استمرار القصف والتصعيد..

ما احتمالات بدء عملية عسكرية جديدة في شمال غربي سوريا

camera iconدخان يتصاعد بعد تقارير عن قصف روسي على مناطق في إدلب، 20 أيلول 2020. (رويترز)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – روزنة

يواصل النظام السوري قصف مناطق واسعة خاضعة لسيطرة المعارضة السورية شمال غربي سوريا، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الموقّع بين أنقرة وموسكو، في 5 من آذار الماضي.

وتتعرض قرى وبلدات جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي لقصف مدفعي بشكل يومي، من مواقع تمركز قوات النظام في مناطق معرة النعمان وكفرنبل جنوبي إدلب، كما تقصف الطائرات الروسية، بين فترة وأخرى، مناطق متفرقة في شمال غربي سوريا.

برنامج “صدى الشارع“، المذاع عبر راديو “روزنة“، طرح تساؤلًا حول مصير مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، ومصير المحافظة القابعة بين نيران القذائف والتفاهمات السياسية، وناقش احتمالية شن عملية عسكرية في المنطقة، واستضاف عددًا من الاختصاصيين والخبراء للإحاطة بالموضوع.

كما استطلع البرنامج آراء سوريين في الشمال السوري حول رد عسكري موسّع من فصائل المعارضة على قوات النظام السوري.

هل تمهّد روسيا لعملية موسّعة في إدلب؟

استبعد الصحفي والباحث في الشؤون الروسية سامر إلياس، أن تكون روسيا معنية بشن عملية عسكرية كبيرة في إدلب، وإنما تسعى لزيادة الضغوط على تركيا لتقديم تنازلات في ملفات داخلية في سوريا، مثل موضوع شرق الفرات واللجنة الدستورية السورية والاستمرار فيها.

وقال إلياس، إن استهداف “فيلق الشام” يُفهم في إطار أن روسيا تريد ممارسة ضغوط أكبر على تركيا، مضيفًا أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أعلن مرارًا وتكرارًا أن “زمن العمليات العسكرية الكبرى قد انتهى”.

وفي 26 من تشرين الأول الماضي، استهدف الطيران الحربي الروسي مقرًا لـ”فيلق الشام” المنضوي ضمن “الجبهة الوطنية للتحرير”، وهو من أهم تشكيلات “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا.

وسبق الاستهداف، حينها، تحليق للطيران الحربي والاستطلاع الروسي في أجواء المنطقة.

ونشرت معرفات ألوية ضمن “الجيش الوطني” صورًا وثقت توجه التعزيزات إلى جبهات القتال.

وجاء رفع الجاهزية بعد ورود معلومات عن نوايا روسية لشن عملية عسكرية على أرياف حلب، ومنطقتي تل أبيض شمالي الرقة ورأس العين شمال غربي الحسكة، التي تخضع لتفاهمات روسية- تركية سابقة، للضغط على تركيا، حسب حديث رئيس المكتب السياسي لـ”لواء المعتصم” المنضوي ضمن “الجيش الوطني”، مصطفى سيجري.

نقاط خلافية بين روسيا وتركيا

أشار الباحث في مركز “جسور للدراسات” عبد الوهاب عاصي إلى وجود نقاط خلافية عدة بين روسيا وتركيا أدت إلى تراكم الخلافات وحصول جدال، ومن بينها، قضية مكافحة “الإرهاب”، والانتشار العسكري التركي في سوريا، وحركة التجارة والنقل، وحدود المنطقة الآمنة.

وقال عاصي، إن روسيا علّقت العمل في الدوريات المشتركة على طريق حلب- اللاذقية الدولي (M4)، لأن النتيجة التي يفترض أن تصل إليها روسيا عن طريق الدوريات لم تحصل عليها، وهي تأمين طريق “M4” وفتح الطرق الدولية.

وكانت روسيا أعلنت، في 13 من آب الماضي، تعليق الدوريات المشتركة مع تركيا على الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4).

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، إن “الدوريات الروسية- التركية المشتركة على الطريق السريع (M4) في إدلب، توقفت بسبب الاستفزازات المستمرة للمسلحين في المنطقة”.

واتهمت المتحدثة الروسية الفصائل في إدلب بشن هجوم بالطيران المسيّر على قاعدة “حميميم” الروسية بريف اللاذقية، مضيفة أن “المحاولات المستمرة لمهاجمة القاعدة الروسية في حميميم تثير القلق بشكل خاص”.

واعتبرت زاخاروفا أن “تحقيق استقرار دائم في منطقة خفض التصعيد بإدلب ممكن فقط إذا تم تحييد الإرهابيين”.

النظام السوري يُلمح إلى معركة في إدلب

ألمح رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في 12 من آب الماضي، إلى إمكانية خوض معركة في الشمال السوري، بهدف السيطرة على ما تبقى من أراضٍ من يد من أسماهم “الإرهابيين”.

وتحدث الأسد، حينها، عن إصراره على “تحرير ما تبقى من الأراضي لصيانة وحدة أرضنا وحماية شعبنا”، بحسب تعبيره.

وأشار الأسد بشكل ضمني إلى معركة إدلب، التي يجري الحديث عنها منذ مدة بسبب زيادة الخروقات من النظام المدعوم روسيًا، واستمراره بالحشود العسكرية، مقابل تجهيزات عسكرية للفصائل العسكرية، مضيفًا أن “التوقيت (للمعركة) تحدده جاهزية قواتنا المسلحة لخوض المعارك المخططة”.

من جهته، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده لن تقبل بأي خطوة من شأنها التسبب بمأساة إنسانية جديدة في إدلب، مضيفًا أن الوجود العسكري الميداني للقوات التركية سيتواصل في سوريا حتى يتحقق الاستقرار على حدودها الجنوبية (مع سوريا).

واعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن المواجهة العسكرية بين النظام السوري والمعارضة قد “انتهت”، وأنه لا حاجة لعمل عسكري على إدلب.

وأشار لافروف إلى أن منطقة إدلب تخضع لسيطرة “هيئة تحرير الشام”، لكن هذه المنطقة يجري تضييقها، حيث يعمل الأتراك، بناء على المذكرة الروسية- التركية، على “محاربة الإرهابيين وفصل المعارضة المعتدلة عنهم”، وأبدى تأييده لهذه التحركات التركية في إدلب.

اتفاق وقف إطلاق النار

اعتبر الضابط المنشق عن قوات النظام السوري العميد أحمد رحال، أن عمليات المصالحات والتفاهمات بين تركيا وروسيا، بما فيها اتفاق وقف إطلاق النار، “يجري على حساب الثورة”.

وقال رحال في مداخلته للبرنامج، إن “الشعب السوري لديه رسالة يحاول إيصالها إلى قادة الفصائل، مفادها: نحن نؤمن بالعلاقة مع تركيا لكن على تركيا ترك مساحة حرة للفصائل لتتصرف بها وفق مصالح شعبها”.

وأضاف أن للفصائل “الحق أن تكون لها مساحة تتصرف بها وفق مصالح الثورة”، مشيرًا إلى أن الربط بين ما تريده تركيا والفصائل أمر “مؤلم”.

وتخضع محافظة إدلب إلى اتفاق بين تركيا وروسيا، منذ 5 من آذار الماضي، نص على تسيير دوريات مشتركة روسية- تركية، بين قريتي الترنبة شرق إدلب وعين حور جنوب غربي المحافظة.

وشهد تطبيق الاتفاق صعوبات في البداية، إذ منع معتصمون مدنيون، بدعم من “هيئة تحرير الشام”، استكمال الدوريات طريقها.

وبعد تدخل تركيا لفض الاعتصام، بدأ مسار الدوريات يطول بالتدريج، واستطاعت إكمال مسيرها الكامل وفقًا للاتفاق لأول مرة، في 22 من تموز الماضي.

وآخر دورية مشتركة سُيّرت كانت في 12 من آب الماضي، إذ انطلقت من قرية الترنبة بريف إدلب الشرقي، ووصلت إلى عين حور بريفها الغربي، وهي المسافة الكاملة وفق الاتفاق.


أُعدت هذه المادة ضمن اتفاقية التعاون بين صحيفة عنب بلدي وراديو روزنة.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة