قالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في تقرير نشرته اليوم، الثلاثاء 22 من كانون الأول، إن قطاع الثقافة الذي يعمل به أكثر من 30 مليون شخص على مستوى العالم، قد تضرر أكثر بكثير مما كان متوقعًا بسبب جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) وتداعياتها.
ففي قطاع السينما، أظهرت بيانات جمعتها “يونسكو” أن من المتوقع أن يسجل القطاع خسارة لعشرة ملايين وظيفة في العام الحالي، في حين أن ثلث المعارض الفنية في العالم قد تخفض عدد موظفيها بمقدار النصف.
وفي حال استمرار وضع الإغلاق بقطاع الموسيقى، فإن الخسارة المالية ستصل إلى عشرة مليارات دولار، ومن المتوقع أن ينكمش سوق النشر العالمي بنسبة 7.5%.
وقالت المديرة العامة لـ”يونسكو”، أودري أزولاي، الاثنين 21 من كانون الأول، إن “القطاع الثقافي يكافح من أجل النجاة، ويحتاج إلى مساعدتنا، إذ يجب علينا دعمه والإبقاء على جوهره المتمثل في التعددية”.
وذكر التقرير أنه لم يكن فقط القطاع الثقافي الذي تضرر بشدة من جائحة “كورونا”، بل فقد الناس أيضًا إمكانية الحضور إلى الفعاليات المُقامة، فمنذ بداية الجائحة، أُقيمت الحفلات الموسيقية والأحداث الفنية والمهرجانات عبر الإنترنت.
ولم يستطع واحد تقريبًا من كل شخصين حول العالم خلال فترة الحجر الصحي حضور الفعاليات الفنية والثقافية، بسبب مشاكل في شبكة الإنترنت، وفق تقديرات “يونسكو”.
وكانت “يونسكو” أصدرت، في 21 من تشرين الأول الماضي، دليلًا إرشاديًا يحمل عنوان “الثقافة في أزمة: دليل رسم السياسات الكفيلة بتعزيز مرونة قطاع الإبداع”.
ويقدّم الدليل إرشادات عملية للحكومات حول العالم لتسهيل التحديات التي يواجهها العاملون في المجالات الفنية والثقافية، وكذلك تقديم نصائح لإدراج المجالات الإبداعية في خطط الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي، كما يركز على كيفية الامتثال لتدابير الصحة والسلامة، إضافة إلى إعادة بناء الصناعة الإبداعية بشكل أقوى.
وأوضح الدليل الأنماط الرئيسة الثلاثة التي يمكن للحكومات حول العالم اتخاذها اليوم، وهي تقديم الدعم المباشر للفنانين والعاملين في القطاع الثقافي، وتقديم الدعم غير المباشر للصناعات الثقافية والإبداعية.
كما شجّع الدليل على النهوض بالقدرة التنافسية للصناعات الثقافية والإبداعية. فمثلًا، قامت ألمانيا والإمارات بطلب وشراء أعمال فنية في خطوة منهما لإغاثة الفنانين وتزويدهم بمصدر دخل، كما أنشأت أوروغواي وزيمبابوي صناديق لمساعدة الفنانين.
وقدّمت الفلبين مساعدات مالية فردية للمئات من العاملين في مجال الثقافة ممن تضرروا من قيود الحجر الصحي، وعملت البرازيل وكندا والسنغال على تسريع دفع المساعدات والإعانات من أجل معالجة نقص السيولة بين المبدعين والهيئات الثقافية.
وأشار الدليل إلى أن الفنانين غالبًا ما يعملون لحسابهم الخاص أو يتعرضون لفرص توظيف غير رسمية، ما يعرّضهم لدخل غير مستقر، إضافة إلى عملهم لفترات طويلة دون أجر، والنتيجة هي مساهمة ضريبية أقل، ما يحد من وصولهم إلى الضمان الاجتماعي والمعاشات التقاعدية.
–