بريطانيا تعيش عزلة عالمية بعد انتشار سلالة “كورونا” الجديدة

  • 2020/12/21
  • 4:17 م

راكب يمشي في مطار فيوميتشينو بعد أن أعلنت الحكومة الإيطالية تعليق جميع الرحلات الجوية من وإلى المملكة المتحدة بسبب مخاوف من ظهور سلالة جديدة من الفيروس التاجي ، وسط انتشار مرض فيروس كورونا، في روما ، إيطاليا، 20 من كانون الأول 2020. (رويترز)

تعيش المملكة المتحدة عزلة عالمية، بعد إعلانها عن سلالة جديدة من فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) تغزو البلاد، وسط حالة مغادرة لبعض سكان العاصمة لندن باتجاه مناطق أخرى.

تتمثل العزلة بإيقاف 22 دولة غربية وعربية جميع الرحلات الجوية مع بريطانيا، لتجنب مخاطر السلالة الجديدة من الفيروس التاجي، ووصلت إلى حد إخلاء المئات من أهالي لندن مدينتهم، بسبب تشديد الحكومة الإجراءات، وفق موقع “ليدز لايف” البريطاني.

وشهدت لندن وجنوب شرقي إنجلترا انتشارًا كبيرًا للسلالة الجديدة، لذا أعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في 19 من كانون الأول الحالي، إطلاق فئة رابعة من القيود، وبالتالي التراجع عن نية تخفيف القيود في فترة عيد الميلاد، وهو ما انعكس سلبًا على مخططات المواطنين في قضاء الإجازة.

ويعيش نحو 38 مليون شخص في إنجلترا يمثلون 68% من سكان بريطانيا، في منطقة إنذار “عالٍ جدًا”، وهي أشد مستويات القيود صرامة، وتتضمن إغلاق الحانات والمطاعم والمتاحف، فضلًا عن حظر الاختلاط بين الأسر المختلفة مع بعض الاستثناءات.

ووصل عدد الإصابات بفيروس “كورونا” في المملكة المتحدة حتى الآن إلى أكثر من مليوني إصابة، بينما بلغ عدد الوفيات حوالي 65 ألفًا.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، اقترب عدد الإصابات بفيروس “كورونا” من 75 مليونًا عالميًا، بينما تجاوز عدد الوفيات مليونًا و650 ألفًا.

عربيًا.. السعودية والكويت

أعلنت السعودية، الأحد 20 من كانون الأول، إيقاف جميع رحلاتها الجوية إلى المملكة المتحدة، كما علّقت الدخول عبر موانئها البحرية وطرقها البرية لمدة أسبوع على الأقل مع إمكانية التمديد لأسبوع آخر، بحسب مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية. 

وأشار المسؤول، بحسب وكالة “واس” الرسمية السعودية، إلى أنه سيُطلب من المسافرين الواصلين إلى المملكة من أوروبا، أو أي بلد تم اكتشاف السلالة الجديدة فيه، بدءًا من 8 من كانون الأول الحالي، عزل أنفسهم لمدة أسبوعين والخضوع لفحص “كورونا”.

بموازاة ذلك، منعت دولة الكويت استقبال الرحلات الجوية من بريطانيا، مصنفة إياها في لائحة الدول “العالية الخطورة” ورحلات الطيران المحظورة. 

وأعلنت “الإدارة العامة للطيران المدني” في الكويت، عبر حسابها في “تويتر”، أنه سيتم فرض حظر السفر إلى المملكة اعتبارًا من اليوم، من دون تحديد موعد لفك الحظر.

 

تركيا 

بدوره، قال وزير الصحة التركي، فخر الدين كوجا، في تغريدة عبر حسابه في “تويتر” أمس، الأحد 20 من كانون الأول، إنه “سيتم تعليق الرحلات الجوية من بريطانيا والدنمارك حيث تم اكتشاف تسع إصابات بالسلالة الجديدة، وهولندا وجنوب إفريقيا”. 

ولفت كوجا إلى أن القرار جاء بتعليمات من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بحسب وكالة “الأناضول” التركية.

ألمانيا 

قال وزير الصحة الألماني، جينس سبان، إن ألمانيا ستوقف رحلات الطيران مع بريطانيا، وطُبّق ذلك بدءًا من مساء أمس، الأحد، محددًا مدة هذا الحظر حتى 31 من كانون الأول الحالي كمرحلة أولى، بينما استثنى من القرار رحلات الشحن الجوي. 

 فرنسا  

أعلن مكتب رئيس الوزراء الفرنسي، جان كاستيكس، أمس الأحد، أن فرنسا ستوقف جميع الرحلات الوافدة من المملكة المتحدة بما فيها حركة نقل البضائع “عن طريق البر والجو والبحر والسكك الحديدية”.

وأشار المكتب إلى أن مدة القرار 48 ساعة بدءًا من فجر اليوم، الاثنين، وهي مهلة “ستوفر وقتًا لتنسيق استجابة الاتحاد الأوروبي المشتركة التي ستسمح في نهاية المطاف بالسفر من المملكة المتحدة”.

هونغ كونغ الوحيدة شرقي آسيا

قرار الحظر وصل إلى هونغ كونغ التي حظرت اليوم، الاثنين 21 من كانون الأول، جميع الرحلات الجوية الآتية من بريطانيا.

ونقلت وكالة “رويترز” عن وزيرة الصحة، صوفيا تشان، اليوم، قولها، “إن هناك حاجة لإطلاق إجراءات أكثر صرامة واستهدافًا لمنع المزيد من انتشار كورونا في هونغ كونغ”.

وأضافت محذرة “نحن الآن في مرحلة حرجة للغاية (…) خلال الموجة الرابعة رأينا أن الفيروس قابل للانتقال بدرجة كبيرة، وأن حالات المرضى أصبحت أكثر خطورة من السابق”.

22 دولة

وبحسب ما رصدته عنب بلدي إلى حين كتابة الخبر، فقد بلغ إجمالي الدول التي أوقفت رحلاتها مع المملكة المتحدة 22 دولة، هي: السعودية والكويت وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا وهولندا وبلجيكا والنمسا والسويد وفنلندا وسويسرا ودول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) وبلغاريا ورومانيا وكرواتيا وتركيا وإيران والسلفادور وهونغ كونغ.

سلالة جديدة “مهيمنة”

المستشار العلمي للحكومة البريطانية، باتريك فالانس، قال إن هذه السلالة تنتشر بسرعة، وقد تصبح الشكل الأكثر هيمنة على باقي السلالات، بعد أن أدت إلى “زيادة حادة جدًا” في الحالات التي تستدعي العلاج في المستشفى في كانون الأول الحالي.

وهذه الطفرة التي يُعتقد أنها ظهرت في منتصف أيلول الماضي في لندن، وكانت وراء 62% من الإصابات المسجلة في لندن في كانون الأول الحالي، و43% في جنوب شرقي البلاد، وهذا أكثر بكثير مما سُجل في منتصف تشرين الثاني الماضي.

وأضاف أن السلالة تحتوي على 23 تغييرًا، وهو “عدد كبير بشكل غير مألوف”، والعديد منها “مرتبط بتغيرات في البروتين الذي يصنعه الفيروس، والكيفية التي يرتبط بها بالخلايا أو يدخل إليها”.

ومع اعتقاده بأن هذه السلالة يمكن أن تكون موجودة أيضًا في بلدان أخرى، أكد أنه وفقًا للعلماء، ما زالت اللقاحات توفر استجابة “مناسبة”.

رئيسة “اتحاد تجار التجزئة البريطاني”، هيلين ديكنسون، حذرت من أن “عواقب هذا القرار (فرض الحظر) ستكون وخيمة”، وتعرض “عدة آلاف من الوظائف للخطر” في القطاع.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي