“الجارديان”: “حزب الله” يخشى تصرفًا مجنونًا من ترامب في أيامه الأخيرة
قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية، إن “حزب الله” اللبناني قلق من الداخل مما قد يقدم عليه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في أيامه الأخيرة بالبيت الأبيض.
وجاء في مقال لمراسلها في الشرق الوسط مارتن شولوف، نشرته “الجارديان” اليوم، الأحد 20 من كانون الأول، أن قياديين من “حزب الله” يخشون من أن ترامب ووزير خارجيته، مايك بومبيو، وإسرائيل، يعتزمون استغلال الأسابيع التي تسبق تنصيب جو بايدن، ليتصرفوا بخطوات حازمة ضد إيران و”حزب الله”، قبل أن يتخذ الرئيس الجديد موقفًا أكثر ليونة متوقعًا على نطاق واسع.
وأضاف أن القياديين يتابعون أيام ترامب الأخيرة بقلق، إذ تحلّق الطائرات الإسرائيلية بكثافة في الأجواء اللبنانية في الشهر الأخير.
ونقلت الصحيفة عن عنصر في “حزب الله” متوسط الرتبة، “لديهم نافذتهم ويريدون إنهاء ما بدؤوه، لكن لا تقلق، السيد حسن نصر الله بخير”.
وقابلت الصحيفة عضوين متوسطي الرتبة في “حزب الله” ووسيط مطلع على تفكير كبار قادته، أن الحزب مصمم على عدم الانجرار إلى صدام مع إسرائيل أو أن يقدم على خطوات يُنظر إليها على أنها دفاع عن إيران صراحة.
وقالت المصادر الثلاثة للصحيفة، إنها تعتقد أن الإدارة الأمريكية المقبلة ستحاول التفاوض على الاتفاق النووي مع طهران، الذي وقّع عليه باراك أوباما وألغاه ترامب ويمكن تجديده الآن في شكل آخر.
وقال أحد أعضاء “حزب الله” للصحيفة، “هذا يعني تخفيف العقوبات، وهذا يعني أن الضغط سينتهي عنا في النهاية، إنهم يحاولون استهداف إيران لإلحاق الضرر بنا، لن ينجح ذلك، لأن الجميع يرى الخطة منذ الصيف، ولدينا جميعًا الوسائل للتغلب على ضغوطهم”.
ووصف أحد كبار الشخصيات الأسابيع المقبلة بأنها، “أخطر فترة خلال الـ30 عامًا الماضية. الجميع قلق، والسبب وجيه”.
وأجاب القيادي عن سؤال: “هل سيحاولون تنفيذ شيء كبير في بيروت في الأسابيع المقبلة؟” بالقول، إن “هذا ممكن وصحيح، هناك تنبيهات أمنية في الضاحية والجنوب. هذا كله يتعلق بحماية قادتنا. ليس لدينا أي شيء محدد. لكن هناك شيء ما في الجو”.
وبحسب الصحيفة، فإن الضاحية، التي تعد المنطقة الأمنية لـ”حزب الله” بقلب معقله في بيروت، محاطة بحواجز فولاذية منذ الأسبوع الماضي، ما منع السيارات من المرور، كما أن عناصر الحزب يراقبون بكاميرات كبيرة أبرز التحركات في الضاحية.
وقال عضو آخر في “حزب الله” للصحيفة، “نحن لا نخشى الموت كما تعلم، لكن يجب علينا حماية قادتنا، ونعلم أننا سنتضرر سياسيًا إذا حدث أي شيء لهم”.
وأضاف أن “هذه الأوقات خطيرة. ترامب مجنون، لكنه لن يحصل على ما يريده، ليس لديه صبر وليس لديه وقت”.
و في السنوات الأربع الماضية، خاض “حزب الله” اللبناني حربًا في سوريا، ودعمت القوات العراقية وأدارت سياسات وطنها، بينما كانت تحاول دائمًا تجنب المواجهة مع إسرائيل، ومع ذلك، يخشى قادتها المنهكون من أن اللحظات الأخيرة لرئاسة دونالد ترامب قد تؤدي إلى تهديدات تفوق كل شيء آخر، بحسب الصحيفة.
وأثار مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، في 27 من تشرين الثاني الماضي، القلق في بيروت من أن التمييز الذي تم حتى الآن بين إيران و”حزب الله” قد يتغير في الشهر ونصف الشهر المقبلين.
وفي تشرين الثاني الماضي، نقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية عن مسؤولين عراقيين، أن إيران طلبت من أذرعها في العراق تجنب إثارة التوترات مع الولايات المتحدة، ريثما تنتهي ولاية ترامب، خشية من شنه هجمات عسكرية.
وقدم الطلب قائد “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري”، الجنرال الإيراني إسماعيل قآاني، خلال اجتماع مع فصائل الميليشيات العراقية المدعومة من إيران والسياسيين الشيعة في بغداد، بحسب ما نقلته الوكالة.
وكان فحوى الرسالة: “توقفوا عن إعطاء ترامب الفرصة لبدء جولة جديدة من العنف، تحلوا بالهدوء ووقف الهجمات الآن ضد الوجود الأمريكي في العراق”.
وكان زعيم “حزب الله”، حسن نصر الله، طلب من أتباعه وحلفائه توخي الحذر خلال الأسابيع المتبقية لترامب في منصبه.
وقال نصر الله في تصريحات متلفزة في تشرين الثاني الماضي، “علينا جميعًا أن نكون في حالة تأهب قصوى خلال الشهرين المقبلين حتى يمرا بسلام” ، بينما حث أتباعه على “الاستعداد لمواجهة أي خطر أو عدوان أو أذى”، والرد بالمثل “إذا ذهبت الحماقات الأمريكية أو الإسرائيلية إلى هذا الحد”، بحسب “أسوشيتد برس”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :