طالب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، القوات الأمريكية بالانسحاب من سوريا “بشرف وكرامة الآن”، وألا تتأخر في اتخاذ القرار، كشرط لفتح حوار مع واشنطن.
وحذر المقداد في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم“، السبت 19 من كانون الأول، الإدارة الأمريكية من أن “المقاومة الشعبية موجودة في الشمال الشرقي، وهي التي سوف تتكفل بإبعاد هذه الأوهام والأحلام الشيطانية الأمريكية سواء للإدارة الراحلة من البيت الأبيض أو للإدارة المقبلة”.
ودعا إلى انسحاب القوات الأمريكية من سوريا بشكل كامل، مشيرًا إلى استعداد سوري لفتح حوار مع واشنطن حال انسحابها.
وتأتي تصريحات المقداد في ظل انتقال سياسي أمريكي، من إدارة دونالد ترامب إلى الرئيس المنتخب، جو بايدن، وسط الحديث عن عودة الاتفاق الأمريكي مع إيران.
لكن إدارة ترامب تعمل على تكثيف جهودها، بإنزال أكبر كم من العقوبات على حكومة النظام السوري، قبل انتقال السلطة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة.
وكان مشروع قرار أمريكي، في 10 من كانون الأول الحالي، من أحدث خطواتها تجاه حكومة النظام، ويتضمن مجموعة من البنود التي تضيّق الخناق على رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بشكل خاص، بحظر اعتراف الحكومة الأمريكية بالأسد شرعيًا في الانتخابات السورية.
وقال مدير المركز السوري- الأمريكي، زكي اللبابيدي، لعنب بلدي، إن من أهم نقاط مشروع القرار الأمريكي، فرض عقوبات على دول ومسؤولين يحاولون تطبيع العلاقات مع سوريا، إضافة إلى فرض عقوبات على مصارف وأشخاص يساعدون النظام ماليًا، وعلى مديري السجون التي تحصل فيها عمليات تعذيب المعتقلين.
كما يطالب المشروع بتطبيق قانون “قيصر” بحزم أكثر، وبتقرير عن جرائم الحرب ضد الإنسانية التي ارتكبت في سوريا، وبتقرير عن ممتلكات بشار الأسد.
وأشار المقداد إلى عدم وجود تنسيق عسكري روسي- أمريكي، بل خطوات لمنع الاصطدام، معتبرًا أن “القوات الروسية تدافع عن سوريا، والجيش الروسي يدعم السيادة في سوريا”.
ويرى المقداد أن واشنطن اتخذت قرارًا لا يمكن تنفيذه عبر إعلان الموافقة على ضم الجولان لإسرائيل، وقبل ذلك ضم القدس، مطالبًا واشنطن بـ”مراجعة كاملة وجردة حساب لنتائج هذه السياسة الحمقاء”، على حد وصفه.
وعلّق المقداد على حديث واشنطن عن الوجود الإيراني في سوريا بقوله، إنه “شرعي متواضع بطلب سوري، ويقتصر على حضور مستشارين عسكريين”، لافتًا إلى أن هذا الوجود ليس على أراضي الولايات المتحدة.
وعن التطبيع مع إسرائيل، أكد المقداد أن سوريا ملتزمة بقرارات القمم العربية التي تربط التطبيع بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة.
https://www.youtube.com/watch?v=GXrdivRZgNU&feature=youtu.be&ab_channel=RTArabic
وبدأ المقداد زيارة عمل إلى موسكو، في 17 من كانون الأول الحالي، والتقى عددًا من المسؤولين الروس، من بينهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف.
وكان المقداد أجرى، في 7 من كانون الأول الحالي، زيارة إلى إيران كوجهة أولى لزياراته الرسمية الخارجية بعد تنصيبه وزيرًا للخارجية في حكومة النظام السوري، خلفًا لسلفه وليد المعلم.
والتقى المقداد بوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، وبحث معه سبل تطوير العلاقات الثنائية وأهم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بحسب وكالة “فارس” الإيرانية.
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي حسين عبد العزيز، في حديث سابق إلى عنب بلدي، أن زيارة المقداد إلى طهران تحمل رسائل سياسية بالغة الأهمية، موجهة إلى روسيا بشكل خاص.
وقال عبد العزيز، إن طهران ليست معنية بالملفات السياسية للأزمة السورية، مقارنة بروسيا التي ترعى مساري “أستانة” و”سوتشي”، إضافة إلى أنها أحد الراعين الرئيسين في مسار “جنيف”.
وأضاف أن اختيار المقداد طهران لكي تكون أول محطة خارجية له، يعني أن إيران هي الحليف الاستراتيجي للنظام في المقام الأول وليس روسيا.
–