عروة قنواتي
أبصرت جوائز “الأفضل” للعام الحالي، المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، النور قبل أيام، وحملت نتائج شبه متوقعة وغير صادمة، على مستوى تتويج الأفضل بين اللاعبين وحراس المرمى، كما شملت الجوائز أفضل هدف (جائزة بوشكاش).
إلا أن المفاجأة كانت في حقل المدير الفني الأفضل “المدرب”، إذ كانت هناك صدمة في ألمانيا وتساؤلات واستفسارات محقة لدى جماهير الكرة في العالم، وذلك بعد فوز مدرب نادي ليفربول، الألماني يورغن كلوب بالجائزة بدلًا من هانز فليك مدرب نادي بايرن ميونيخ.
طبعًا يتم اختيار الفائزين لجوائز “الأفضل” من خلال تصويت قادة ومدربي المنتخبات الوطنية، ومجموعة تضم أكثر من 200 صحفي، بالإضافة إلى مشجعين اُستطلعت آراؤهم عبر الإنترنت بين 25 من تشرين الثاني الماضي و9 من كانون الأول الحالي.
المهاجم روبرت ليفاندوفسكي كان الأفضل فعلًا، ولا استغراب من نجوميته ومن استحقاقه على حساب رونالدو وميسي، وكذلك بالنسبة لحارس المرمى مانويل نوير، الذي كان أحد أهم أركان الخماسية البافارية في العام الحالي، وكلاهما لاعب لبايرن ميونيخ الألماني.
ولكن أليس من المجحف ألا يكون هانز فليك هو الأفضل بين المدربين عن العام الحالي؟
الجائزة ذهبت إلى يورغن كلوب (الألماني) مدرب نادي ليفربول، وهو بلا شك من صناع الإنجازات الأخيرة في السنوات القليلة الماضية للنادي الإنجليزي، الذي عانى لأعوام طويلة ومواسم بالجملة من غياب التتويج كبطل للدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا.
وعادت خزائن البطولات لتفتح بوجود يورغن كلوب، ما يجعله دائما ضمن ترشيحات النقاد لكي يكون من قائمة “الأفضل”.
ولكن برأيي المتواضع، فإن الأفضل كان موجودًا منذ تحقيقه خماسية (خمس بطولات في عام واحد) بافارية سيطر بها على المسابقات المحلية وعلى استحقاقين مهمين في أوروبا خلال فترة قصيرة، وما زال مرشحًا ليعتلي مع ناديه البايرن منصة كأس العالم للأندية.
كيف لا يكون هانز فليك هو الأفضل، وهو الذي تقدم إلى مهمة “المدير الفني” في نادي بايرن ميونيخ خلال الفوضى التي كانت قريبة من غرفة الملابس، والترتيب المتأخر على سلّم الدوري، والثقة المنقوصة في دوري الأبطال، فأنجز بعد رحيل كوفاتش جدولًا محليًا وأوروبيًا، مع تدوين اسم البافاري في الصدارة على هذا الجدول.
الدوري الألماني، كأس ألمانيا، كأس السوبر الألماني، دوري أبطال أوروبا، كأس السوبر الأوروبي، ماذا بعد؟
السيد فليك القادم من مهمة “مدرب مساعد” في منتخب ألمانيا الأول، أصبح، في أقل من عام واحد، قبطان الباخرة الحقيقي للنادي البافاري، وما زالت نتائجه مخيفة مع اقتراب مرحلة الذهاب من النهاية على صعيد الموسم الجديد، وانتهاء دور المجموعات في دوري الأبطال، فصار الجماهير والنقاد يأملون ترشحه مجددًا نحو نهائي البطولة كمتأهل أول قبل دخول الدور الثمن نهائي حيز الانطلاق!
بالأرقام فليك هو الأفضل، وبالرعب الذي يسببه لاعبوه للخصوم هو الأفضل، على الأقل هو أفضل من كلوب للموسم الماضي في كل البطولات، فكيف لا يتوَّج بالجائزة؟
تبقى قضية توزيع الجوائز في المحافل الدولية الكبرى مسار جدل واعتراض، وتبقى قصص الترشيحات والتصويت غير مفهومة في بعض الجوائز كما في كل عام، إلا أن كلوب حاليًا هو الأفضل بحسب النتيجة النهائية (مبارك).
ولهانز فليك أيضًا (في ميدان الأرقام والإنجازات)، كنت أنت الأفضل وتستحق الأفضل.