تحدثت المستشارة السياسية والإعلامية لرئيس النظام السوري، بثينة شعبان، عن اتفاق النظام و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على “بعض النقاط”.
وقالت شعبان، في لقاء تلفزيوني مع قناة الميادين، مساء الجمعة 18 من كانون الأول، “توصلنا إلى اتفاق حول بعض النقاط مع (قسد) بشأن علم البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها”.
وأضافت أن الطرفين لم يوقعا الاتفاق، متهمة بعض قوات “قسد” بـ”الارتهان للإرادة الأمريكية”، وأن خلاف بعض “قسد” مع تركيا هو “صراع على نهب الأرض”.
ولم توضح شعبان ما إذا كان حديثها يتعلق بما يدور في بلدة عين عيسى شمال محافظة الرقة، أم يشمل تفاهمًا حول جميع المناطق التي تسيطر عليها “قسد” في شمال شرقي سوريا.
وكان القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، قال، في 10 من تشرين الأول الماضي، إنه لا حل في سوريا دون مشاركة “الإدارة الذاتية” لشمالي وشرقي سوريا.
وأكد عبدي حينها الاستعداد لمواصلة المباحثات مع النظام السوري، ولكن “بعض أصحاب العقليات والتوجهات الخبيثة يرفضون ذلك”.
وفي 12 من أيلول الماضي، أبلغت “قسد” روسيا أن النظام السوري رفض إجراء حوار مع “الإدارة الذاتية”، رغم زيارة “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) إلى موسكو وتوقيع مذكرة تفاهم مع أمين عام حزب “الإرادة الشعبية”، قدري جميل، المقرب من النظام.
تصريحات توازي تحركات عين عيسى
تزامنت تصريحات المستشارة بثينة شعبان، مع تصاعد وتيرة قصف “الجيش الوطني السوري” مدعومًا بالجيش التركي على بلدة عين عيسى (نحو 40 كيلومترًا جنوبي الحدود التركية) خلال الأيام الماضية، مقابل محاولات روسية لتسليم البلدة إلى قوات النظام السوري.
وأمس الجمعة، انتقد مسؤول في “الإدارة الذاتية” لشمالي وشرقي سوريا موقف قوات النظام السوري وروسيا المتمركزة في بلدة عين عيسى شمالي الرقة من تعرضها للقصف من “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا.
وتحدث نائب الرئاسة المشتركة في الإدارة الذاتية لـ“مقاطعة” تل أبيض، صبري نبو مصطفى، خلال احتجاجات قال إنها رافضة لتحركات “الجيش الوطني” الأخيرة نحو البلدة، أن القوات الروسية لا تزال حتى هذه اللحظة “تقف موقف المتفرج” من القصف التركي على بلدة عين عيسى.
ووصل “الجيش الوطني” إلى أطراف عين عيسى ضمن عملية “نبع السلام”، في 22 من تشرين الأول 2019، وتوقفت المعارك بعد اتفاق تركي- روسي على انسحاب “قسد” من الشريط الحدودي لسوريا بشكل كامل، بعمق 30 كيلومترًا، خلال 150 ساعة، إضافة إلى سحب أسلحتها من منبج وتل رفعت.
دمشق تتطلع إلى مواقف بايدن
قالت المستشارة بثينة شعبان، إن النظام السوري يتطلع إلى السياسة الأمريكية الجديدة للإدارة القادمة برئاسة جو بايدن، لافتة إلى أن الأهم هو “انسحاب القوات الأمريكية من سوريا”.
وأضافت شعبان، “لا نتوقع الكثير من الإدارة الجديدة، معتبرة أن سوريا عانت من الإدارتين، الديمقراطيين والجمهوريين”، مشيرة إلى أن العلاقة بين سوريا وروسيا مختلفة عن علاقة بعض الدول مع الولايات المتحدة.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جويل ريبورن، أشار إلى وجود اتفاق واسع في واشنطن حول الجهود المبذولة لمحاولة تحقيق الانتقال السياسي في سوريا، بما في ذلك العملية السياسية بجنيف، بغض النظر عن الإدارة القائمة في البيت الأبيض.
وقال ريبورن، خلال مؤتمر صحفي حضرته عنب بلدي، في 3 من كانون الأول الحالي، إن “سياستنا المتعلقة بسوريا إيجابية، ولها وقع إيجابي، وهي قائمة على تناسق دولي واضح ومتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254”.
وتمتعت السياسة الأمريكية بدعم واسع من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) في واشنطن، وهناك توافق على الحاجة إلى هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”، واتخاذ خطوات ضد جماعات متطرفة مثل “القاعدة” في سوريا، ولا تتوقع الحكومة الأمريكية أي تراجع في هذه الخطوات، بحسب ريبورن.
–