موسم الرمان يخلق فرصًا جديدة للعمل في درعا

  • 2020/12/20
  • 10:06 ص

رجل يجمع ثمار الرمان في بساتين ريف درعا الغربي بعد نضوجها - 6 تشرين الثاني 2020 (عنب بلدي حليم محمد)

درعا – حليم محمد

من الصباح الباكر يبدأ يوسف عمله بنشاط، وهو يقلّم أشجار الرمان، التي تحتاج إلى مهارة وخبرة فنية لا يملكها كثيرون.

امتهن المزارع الشاب حرفة التقليم منذ سنوات، حتى أصبحت خبراته مطلوبة من أصحاب مزارع الرمان، الذين يقصدونه لضمان موسم جيد.

مرتديًا قبعة الصوف والقفازات السميكة، يقود يوسف المقص بين الأشواك التي تغطي أغصان أشجار الرمان التي ازدادت زراعتها في درعا خلال العقد الماضي، وتحولت إلى محصول “استراتيجي” يغطي السوق المحلية ويصدّر للأردن ودول الخليج العربي، خالقًا فرص عمل جديدة لا يتقنها كثيرون.

للتقليم خبرات فنية

مع نهاية موسم الحصاد، تبدأ عملية التقليم، يزيل يوسف الأعواد التي تنمو أسفل الشجرة والتي تسمى “سرطانات”، ومن بعدها يقص  رؤوس  الأغصان العالية، ويجتهد في تجنب قص الأغصان التي من المفترض أن تحمل الثمار ، “يجب أن يكون حمل الأغصان بعيدًا عن الأرض مسافة تقدر بين 70 و100 سم”، كما قال لعنب بلدي.

شيئًا فشيئًا تأخذ الشجرة شكلًا جميلًا، “التقليم ضروري للشجرة”، حسبما قال يوسف، ويجب أن يوزع المقلِّم حمل الثمار على كل اتجاهات الشجرة ويزيل الأغصان الزائدة، كي لا يتجه الحمل باتجاه واحد.

يطلب مالك الحقل توزيع حمل الشجرة على ساق واحدة وبعضهم على ساقين أو ثلاث، حسبما أضاف يوسف، وهو يمرر المنشار الخشبي على الجذوع القديمة.

مراعاة حجم الشجرة وعمرها ضروري عند توزيع الحمل، “فالأشجار الصغيرة الحديثة الثمار لا تحمل كميات كبيرة كي لا تتكسر جذوعها” كما قال أيمن، المزارع الذي يبلغ من العمر 30 عامًا، والذي يعمل بهذه المهنة منذ سنوات.

يبحث “أبو محمود”، المزارع الستيني الذي يمتلك مزرعة بمساحة 20 دونمًا، عن عامل متقن للتقليم وذي خبرة عالية، ويقول لعنب بلدي، إن التقليم هو الخطوة الأولى والأساسية بموسم الرمان، ودور المقلِّم وخبرته تلعب دورًا في توزيع حمل الموسم، لذلك لا بد من الاستعانة بالخبراء.

أجور التقليم ترتفع ثلاثة أضعاف

ارتفعت أجور التقليم في العام الحالي مقارنة بالموسم الماضي أكثر من ثلاثة أضعاف، فبعد أن كانت خمسة آلاف ليرة سورية عام 2019، أصبحت 18 ألف ليرة خلال الموسم الحالي، ما سبب تخوف المزارعين.

“بدأ الموسم في العام الحالي بارتفاع أجور التقليم، وما زال أمامنا ارتفاع ما تبقى من الأسمدة العضوية والأدوية وحراثة الأرض وغيرها”، حسبما قال المزارع محمد سعيد (24 عامًا) لعنب بلدي.

وبرر يوسف ارتفاع الأجور بارتفاع تكاليف المعيشة وغلاء الأسعار، بعد تدهور القيمة الشرائية لليرة مقابل الدولار، إذ بلغ سعر الصرف  2755 ليرة مقابل الدولار، حسب موقع “الليرة اليوم“.

كما يتعلق الأجر بالخبرة الفنية، حسبما قال يوسف، الذي أضاف أن العمل “متعب وشاق”، وخاصة عند العمل على الأشجار الكبيرة التي تخلف “شطوبًا” على جسد العامل رغم ارتداء الملابس السميكة.

ويتراوح إنتاج العامل باليوم من التقليم ما بين دونم ودونم ونصف، وذاك يتبع إلى عمر الأشجار وكثافتها وجودة تقليم العام السابق، حسبما قال يوسف.

بعد انتهاء التقليم، يجمع العامل الجذوع الكبيرة التي ينشرها ويستفيد منها كحطب للتدفئة.

وتوسعت زراعة الرمان في المحافظة الجنوبية على حساب زراعة الكرمة والزيتون خلال الأعوام الأخيرة، وأكثر أنواعها انتشارًا وطلبًا هو الرمان الفرنسي القابل للتخزين والتصدير.

وقدرت مديرية زراعة درعا إنتاج المحافظة من الرمان للعام الحالي بـ35 ألف طن، في حين وصل عدد أشجار الرمان في درعا قبل عام 2012 إلى 500 ألف شجرة.

مقالات متعلقة

  1. "تشحيل الزيتون" في إدلب.. فرصة عمل والخبرة تتحكم بالأجور
  2. الجفاف يدفع مزارعي درعا نحو غراس الزيتون
  3. درعا.. قلة المياه تجبر مزارعين على اقتلاع الرمان وبيعه حطبًا
  4. في موسم التقليم.. عيدان الأشجار إحدى وسائل التدفئة بدرعا

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية