“Septembers of Shiraz”.. الهروب إلى حياة صادرها “الحرس الثوري الإيراني”
يجسد فيلم “Septembers of Shiraz” قصة واقعية بطلتها الكاتبة الإيرانية- الأمريكية داليا سوفر، التي كتبت قصتها في رواية حملت اسم “September”وصدرت عام 2007.
يحكي الفيلم قصة رجل يهودي يعمل في مجال المجوهرات، ويحظى بحياة سخية، ومهنة جعلته قريبًا من الوسط الأرستقراطي، حتى بدأت الثورة الإيرانية في عام 1979، وأطاحت بحكم الشاه محمد رضا بهلوي، واستبدلت به حكم الخميني، الذي صادر الحياة المدنية، وأطلق يد الناس في بداية الثورة ليقتصوا من الأغنياء، لا سيما من ينتمون لأقليات طائفية لا نصير لها في نظام الحكم الجديد.
يتعرض البطل (إسحاق أمين)، الذي جسد دوره الممثل أدريان برودي، للاعتقال والتعذيب على يد عناصر “الحرس الثوري”، لاتهامه بزيارة إسرائيل، تلك الزيارة التي لم تكن ذنبًا في قانون الشاه.
وبعد كثير من النهب والإذلال واستغلال الفوضى من قبل “أتباع الخميني”، يضطر إسحاق للمساومة على حريته، فيضع كل ما يملك تحت تصرف “الحرس الثوري” في صفقة أقامها مع المحقق “محسن”، وجسّد شخصيته الممثل آلون أبوتبول.
يخرج إسحاق من السجن ليتم صفقة حريته، ويأخذ زوجته وطفلته في رحلة محفوفة بالمخاطر، لاجتياز الحدود بشكل غير شرعي باتجاه تركيا، لكن رسالة مكتوبة بخط يد زوجة الشاه لإسحاق تعقّد المشهد وتزيد الطين بلة، فتتصاعد مخاطر إلقاء القبض عليه وزجه في السجن مجددًا.
رسم الفيلم بعض الملامح الاجتماعية التي تبدو جليّة أكثر في الثورات التي ينحسر فيها الرادع الأخلاقي، فالموظفون في شركة إسحاق يسرقونه، وينهب مهدي، وهو موظف لدى إسحاق، أدى دوره الممثل الإيراني الأمريكي أنتوني عزيزي، أملاك الرجل الذي استأمنه على مصدر رزقه.
يُلح التفاوت الطبقي في التعبير عن نفسه في حوارات زوجة إسحاق، فرناز أمين، التي جسدت دورها الممثلة سلمى حايك، والخادمة حبيبة (الممثلة الإيرانية- الأمريكية شهرت أغداشلو) وهي أم مهدي، ويتجلى هذا التفاوت بحدّة في مواقف تافهة للتعبير عن كم الاحتقان والأفكار المشحونة التي تركتها “الثورة الإسلامية” مشاعًا دون تصحيحها، لخلق حالة فوضى مقصودة فيما يبدو.
ونتيجة ما تتعرض له الأقليات المذهبية من اضطهاد وقمع سياسي في إيران، فالفيلم يصور الخلط بين المفاهيم العقائدية والمفاهيم الاقتصادية، إذ إن تنازل إسحاق عن ممتلكاته أتاح له الخروج المهدد من السجن، بل ومنحه دون غيره ممن قضوا حتفهم أمام عينيه في إعدامات لا تسبقها محاكمات، فرصة المفاوضة على حريته.
أُنتج الفيلم في عام 2015، وعُرض لأول مرّة في الولايات المتحدة في عام 2016، كما مُنع عرضه في إيران.
كتبت السيناريو هانا ويج، وأخرج العمل الأسترالي واين بلير، الذي وظّف عناصر الصورة والصوت ودقة تقديم الملامح، لخدمة عمله وإيصال الرسالة الإنسانية والسياسية بشكل مقنع.
الموسيقى التصويرية التي أعطت كل مشهد بُعدًا نفسيًا أعمق، وضاعفت حجم الإثارة في ثلث الفيلم الأخير، ألّفها الموسيقيّ الأمريكي مارك إشام.
والفيلم حائز على تقييم 6.1 من 10 على موقع “IMDb” لتقييم الأعمال السينمائية والدرامية، وهو مهدى، بحسب جملة اختتم بها المخرج بلير، لكل العائلات التي تعيش وتشعر بالاضطهاد حول العالم.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :