انتهت جلسات محاكمة المتهمين أنور رسلان وإياد الغريب في المحكمة الإقليمية العليا لمدينة كوبلنز جنوب غربي ألمانيا للعام الحالي، لتعود وتستأنف في كانون الثاني المقبل.
وأشارت الصحفية المطلعة على جلسات المحاكمة لونا وطفة، الأربعاء 16 من كانون الأول، إلى إلغاء الجلسة المقررة اليوم، الخميس، لانتهاء شهادة الشاهدة، وكذلك الجلستين اللتين كانتا مقررتين في 21 و22 من كانون الأول الحالي، بسبب تعذر السفر على الشاهد نتيجة ظروف تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
ولفتت إلى انعقاد 51 جلسة استماع في “كوبلنز” خلال العام الحالي منذ 23 من نيسان الماضي.
ويتهم فريق الادعاء رسلان بالإشراف على تعذيب محتجزين بين نيسان 2011 وأيلول 2012 بصفته المزعومة كرئيس لقسم التحقيقات بـ”فرع الخطيب”، التابع لإدارة المخابرات العامة في دمشق، والمعروف أيضًا باسم “الفرع 251”.
ويقول الادعاء إن مرؤوسي رسلان عذبوا أربعة آلاف شخص على الأقل في أثناء الاستجواب في الفرع، بما في ذلك الضرب والصدمات الكهربائية، واتُّهم أنور أيضًا بـ58 تهمة بالقتل والاغتصاب والاعتداء الجنسي الجسيم.
أما إياد الغريب، وهو مسؤول أدنى رتبة في إدارة المخابرات نفسها، فمتهم بالمساعدة والتحريض على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. ويقول الادعاء إن إياد احتجز أشخاصًا عام 2011 وسلمهم إلى فرع “الخطيب”، حيث تعرضوا للتعذيب لاحقًا.
واستند المحققون بصورة خاصة إلى إفادات ضحايا عانوا من شروط اعتقال “لا إنسانية ومذلة”، بحسب القضاء، وتمكنوا من الوصول إلى أوروبا.
وكان محامي المدعين السبعة في محكمة “كوبلنز”، باتريك كروكر، توقع، في حديث سابق إلى عنب بلدي، أن تستمر محاكمة رسلان حتى نهاية الصيف المقبل أو العام المقبل، وذلك تبعًا لحجم ملف الادعاء المقدم والمقاربة التي سيعتمدها القضاة القائمون على القضية، أما المتهم إياد الغريب فمن المتوقع أن يصدر الحكم بحقه مع نهاية شباط المقبل.
وبيّن أن أهمية المحاكمة تكمن في أنها المرة الأولى التي تجري خلالها مناقشة وتقييم الأدلة على انتهاكات النظام السوري من قبل قضاة في محكمة، كما سيتطرق الحكم الصادر عنها إلى القمع الممنهج من قبل النظام، ولن يقتصر على براءة أو إدانة المتهمين.
وفي رده على سؤال عنب بلدي حول ما يتوقع أن يصدر من أحكام بحق المتهم أنور رسلان، وما سيكون لها من أهمية في السياق السوري، أشار كروكر إلى أن رسلان متهم بنحو خمسة آلاف قضية تعذيب و”جرائم ضد الإنسانية”، وسيصدر في حال إثبات الاتهامات بالقتل بحقه حكم ملزم في ألمانيا بالسجن لمدة تتراوح ما بين 15 و25 عامًا، وصولًا إلى السجن مدى الحياة، خاصة أن هذه الجرائم اُرتكبت في سياق بشع جدًا، وفق تعبيره.
ولفت إلى أنه وخلال المحاكمة تم عرض صور ووثائق سيأخذها القانون الألماني بعين الاعتبار، وهي من بين آلاف الصور التي التقطها المصور السابق في الشرطة العسكرية السورية المعروف باسم “قيصر”، إذ يستند فريق الادعاء إليها بتوجيه التهم لرسلان.
وأكد كروكر أن الحكم الصادر في محاكمة “كوبلنز” ستكون له أهمية على المستوى الدولي، وستتم الاستعانة به في المحاكمات الجارية بدول أخرى مثل سويسرا وهولندا، وأيضًا في محكمة العدل الدولية، وغيرها من مسارات العدالة المتعلقة بالشأن السوري.
–