رجل في الأخبار..
لويد أوستن.. هل يصلح وزير دفاع بايدن “مسيرة الزلات” في سوريا
وسط تعهد الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأمريكية، جو بايدن، بإصلاح سياسات الرئيسين السابقين دونالد ترامب وباراك أوباما، بدا مثيرًا للجدل تعيين بايدن للويد أوستن وزيرًا للدفاع، الذي كان جنرالًا متقاعدًا في الجيش الأمريكي، له تاريخ مثير للجدل في سوريا.
وكان بايدن اختار، في 8 من كانون الأول الماضي، الفريق الأول المتقاعد لويد أوستن، البالغ من العمر 67 عامًا، وزيرًا للدفاع في إدارته، حسبما أفاد مصدران مطلعان على القرار لشبكة “Poltilico” الأمريكية.
وإذا وافق مجلس الشيوخ على قرار التعيين، فسيكون أوستن أول رجل من أصول إفريقية يترأس وزارة الدفاع الأمريكية.
وتواصل بايدن مع أوستن قبيل ذلك لعرض المنصب عليه وقبل بالعرض، وقال المصدر لشبكة “Poltilico“، إن أوستن ظهر كمرشح رئيس في الأسبوع السابق للتعيين.
موقف لا يرضي السوريين
في عام 2015، أظهر مقطع فيديو جرى تداوله في مواقع التواصل على نطاق واسع، أوستن عندما كان مسؤولًا عن القيادة المركزية في الشرق الأوسط، يتعرض للتوبيخ من رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ حينها، جون ماكين، لفشله في دعم تدابير حماية المدنيين السوريين أو تطوير استراتيجية قابلة للتطبيق، لحماية مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.
قال ماكين لأوستن، “لم أرَ قط جلسة استماع منفصلة عن الواقع“، في إشارة إلى ابتعاد كلامه عن الحقيقة.
وفي رد على سؤال ماكين حول رأي أوستن بفرض حظر طيران في سوريا التي كانت تشهد حربًا وقصفًا من طيران النظام على مناطق المعارضة، كانت إجابة أوستن (تعلو وجهه علامات الارتباك) “لا أوصي بهذا عند هذه النقطة”، ليرد عليه ماكين متهكمًا “لا توصي بهذه النقطة بعد أربع سنوات (حرب)”.
في تلك الشهادة أيضًا، اعترف أوستن بأن برنامج التدريب والتجهيز التابع لشركة “Centcom”، والذي تبلغ تكلفته 500 مليون دولار للمعارضين السوريين، قد أنتج فقط “أربعة أو خمسة” مقاتلين مدربين نجوا من المعركة الأولى.
وعليه، كانت سياسة إدارة أوباما كما تم تنفيذها جزئيًا من قبل أوستن، “فشلًا ذريعًا”، وفق ماكين.
فرصة للتصحيح
الصحفي الأمريكي المختص في تغطية السياسة الخارجية الأمريكية والأمن القومي في صحيفة “واشنطن بوست” جوش روجين، يرى أن أوستن لم يكن مخطئًا، فهو “كان يطيع الأوامر ويتبع قيادة أوباما في البيت الأبيض”.
ووصف جوش أوستن بالمدير الكفء والجندي المخلص، ولا يضع آراءه أو اهتماماته قبل أوامره، مستدركًا أن هذه الخصائص يراها البعض نقاط ضعف لوزير الدفاع.
إذا اختار أوستن الدعوة إلى سياسة أكثر حزمًا تجاه سوريا (وهذا لا يعني سياسة أكثر عسكرة)، فسيجد حليفًا طبيعيًا في وزير الخارجية، أنطوني بلينكين، المعيّن حديثًا من بايدن، وفق رأي جوش، الذي قال إن بلينكين أخبره، في أيلول الماضي، أن “سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا فشلت باستمرار في وقف الخسائر المأساوية في الأرواح، وأن “هذا شيء سنحتاج إلى العمل من أجله”.
ويعتقد الصحفي الأمريكي أن أوستن يمكنه القيام بكثير من التغييرات الإيجابية في سوريا، في رد على ما يشاع بأنه “لا يوجد شيء يمكن القيام به في سوريا”.
وأكد أن تجربة أوستن الكبيرة في الإشراف على المهمة العسكرية في سوريا “مثالية”، للاستفادة من بضع مئات من القوات الأمريكية المتبقية في سوريا لدعم عملية دبلوماسية متجددة، بقيادة وزير الخارجية الجديد، مردفًا، “لكننا لا نعرف حتى الآن ما إذا كان هذا ما يريد أوستن فعله”.
وأشار إلى أنه يمكن لأوستن وبلينكين إيجاد دعم للقيام بالمزيد في سوريا من خلال مشروع قانون “أوقفوا القتل في سوريا” لحماية المدنيين في سوريا، “من دون إضافة أي جندي أمريكي آخر”.
أوقفوا القتل في سوريا؟
وفي 10 من كانون الأول الحالي، قدمت لجنة “الدراسة الجمهورية”، وهي مجموعة مؤلفة من حوالي 150 نائبًا محافظًا في مجلس النواب الأمريكي، مشروع قانون “أوقفوا القتل في سوريا”، الذي يطرح قائمة واسعة من الخيارات لحماية المدنيين السوريين.
وتشمل هذه الخيارات فرض عقوبات على جميع المسؤولين السوريين الضالعين في تعذيب المدنيين بالمراكز الأمنية، وفرض عقوبات على جميع كيانات الدول التي تتعامل مع النظام السوري، فضلًا عن إجراءات جديدة لوقف تمويل الأسد أو التطبيع معه.
في حين يقترح مشروع القانون حوافز اقتصادية للسوريين في مناطق المعارضة الخارجة عن حكم النظام.
علاقة متينة مع أوباما
عندما كان بايدن نائبًا للرئيس السابق أوباما، عمل مع أوستن في مجموعة متنوعة من المناصب، أبرزها قائد القيادة المركزية الأمريكية من عام 2013 إلى 2016، وأجرى مع بايدن مناقشات حول مجموعة من القضايا بما في ذلك الشرق الأوسط ووسط وجنوب آسيا.
وفي وقت سابق، قال مصدر مطلع لشبكة “Poltilico“، “لقد تعرفا إلى بعضهما لفترة طويلة (…) الطبيعة التاريخية للاختيار هي أمر يثيره بايدن”.
وانجذب الرئيس المنتخب أيضًا، بحسب المصدر، إلى خبرة أوستن اللوجستية العميقة، التي ستكون حاسمة لمساعدة الجيش في توزيع لقاحات فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وكان أوستن أول نائب من أصول إفريقية لرئيس أركان الجيش الأمريكي.
وعيّنه أوباما لإدارة القيادة المركزية عام 2013، وكان مسؤولًا عن جميع العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث أشرف على العمليات ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” عندما سيطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا في عام 2014.
وتقاعد أوستن بعد 41 عامًا من الخدمة في 2016، وانضم إلى شركة “Raytheon Technologies”، وهي من أكبر مقاولي “البنتاغون” ونقطة خلاف محتملة بين المشرعين التقدميين، الذين أثاروا مخاوف بشأن تعيين وزير دفاع له علاقات في المجال الصناعي.
وأوستن أيضًا أحد أعضاء مجلس الإدارة في “Nucor”، أكبر منتج للصلب في أمريكا، إضافة إلى شركة الرعاية الصحية “Tenet”، وهو عضو في مجلس أمناء مؤسسة “كارنيجي” الخيرية في نيويورك.
كما تظهر السجلات العامة أن لديه شركته الاستشارية الخاصة، “أوستن استراتيجي جروب”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :