اجتمع وفد من الضباط الروس أمس، الاثنين 14 من كانون الأول، في قرية عرى جنوب غربي السويداء مع الأمير لؤي الأطرش وعدد من الشخصيات الأمنية لطرح مبادرة جديدة، تهدف إلى تسوية أوضاع شباب السويداء الرافضين للخدمة العسكرية.
وحضر من الوفد الروسي قائد القوات الروسية بالمنطقة الجنوبية مع ضباط روس، بحضور اللجنة الأمنية بمحافظة السويداء وعدد من شخصيات الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، دون حضور مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز.
وعرض الوفد تشكيل لجنة خاصة للشباب الرافضين للخدمة العسكرية تحت إشراف قاضي الفرد العسكري لتسوية أوضاعهم وإقناعهم بالخدمة في الجيش.
وبحسب ما نشرته شبكة الأخبار المحلية “السويداء 24“، فإن الأمير لؤي الأطرش التقى بمسؤولين من القوات الروسية في دمشق الأسبوع الماضي، حيث طلب الروس اللقاء وأعلنوا عن نيتهم زيارة السويداء لطرح التسوية.
ونقلت الشبكة عن منسق العلاقات الروسية في محافظة السويداء، عماد العقباني، قوله إن الوفد الروسي “نفى ما يشاع عن نية القوات الروسية تشكيل قوات محلية في السويداء وضمها للفيلق الخامس”، بعد أنباء عن نية الروس تشكيل “لواء تاسع” يتبع لـ”الفيلق الخامس”، الرديف لقوات النظام، على غرار “اللواء الثامن” في درعا.
السفير السابق في البرازيل، صقر الملحم، وهو من أبناء محافظة السويداء ومقيم في ألمانيا، علّق على الاجتماع قائلًا لعنب بلدي، إن “الهروب من الجيش ورفض الخدمة العسكرية والمشاركة بقتل الشعب، كان دافع العديد من الشباب الذين التقاهم في دول اللجوء الأوروبية”.
وبرأيه، فإن تجربة السويداء مع الفروع الأمنية فيها “أصبحت واضحة للعيان”، لأن هدفها زرع الفرقة بين أبناء المحافظة ومع الجيران من أبناء حوران، بالإضافة إلى “حماية كبار المجرمين واللصوص وتقاسم أموال الجريمة وإدارة تجارة المخدرات وتهريبها”.
وحسب تقدير الملحم، فإن زيارة الوفد الروسي “مفروضة” على لؤي الأطرش أو غيره من القيادات التقليدية والعشائرية في المحافظة، في حين أثبتت التجارب بمحافظات أخرى أن من يعقدون التسويات يرسلون مباشرة إلى جبهات القتال أو يتعرضون للاغتيال.
وتجربة أهل السويداء مع التسويات السابقة “اقتصرت على المجرمين والزعران وقطاع الطرق”، حسبما قال الملحم، مشيرًا إلى أن ذاك كافٍ ليفهم أهل المحافظة الخطة الثانية، التي ابتدأت بتجويع الناس وإرهابهم من أجل القبول بالذهاب إلى الجيش.
وشهدت محافظة السويداء مظاهرات متكررة منذ بداية العام الحالي، نددت بسوء الأوضاع المعيشية، تبعتها حملة اعتقالات ونشر قوائم للمطلوبين.
وتضم المحافظة أكثر من 40 ألف شاب رفضوا الالتحاق بصفوف جيش النظام السوري، وكان الشيخ وحيد البلعوس، قائد “حركة رجال الكرامة”، أعلن قبل عملية اغتياله عام 2015، رفضه توقيف أي شاب من المتخلفين عن الجيش، بعد تعرض بعضهم للاعتقال ومن ثم إطلاق سراحهم بعد تدخل القيادات المحلية.
–