أطلق ناشطون سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمس، الاثنين 14 من كانون الأول، حملة “أوقفوا قتل الصحفيين”، بعد مقتل الصحفي حسين خطاب في مدينة الباب بريف حلب، شمال غربي سوريا.
واغتيل الصحفي حسين خطاب الملقب بـ”كارة السفراني”، في 12 من كانون الأول الحالي، من قبل عنصرين ملثمين على دراجة نارية بجانب مقبرة الباب، وهو يمارس عمله الإعلامي.
وشارك في الحملة عشرات الصحفيين السوريين في الداخل السوري، تحت وسمي “الشهيد حسين خطاب” و”مجلس الإعلام السوري”، مشيرين إلى التجمع الذي شُكّل في 29 من تشرين الثاني الماضي، والذي ضم أربعة تشكيلات صحفية سورية في تركيا والداخل السوري تحت مظلة واحدة، أخذت اسم “مجلس الإعلام السوري“.
لمَ كانت الحملة؟
شارك الصحفي خليفة خضر في الحملة لسببين، حسبما قال لعنب بلدي، “سبب شخصي لأن الشهيد حسين خطاب صديق مقرب لي”، والسبب الآخر “هو استجداء العالم والسلطات العسكرية لحماية من تبقى من الإعلاميين بمناطق لا تراعي ظروف العمل الإعلامي ولا تهتم بحمايته”.
وأوضح خليفة أن حرية التنقل “سيئة جدًا” في شمال غربي سوريا، وأن في كل منطقة جهة أمنية تسيطر عليها، “يتمتع الصحفي بالحرية في مناطق ويخشى المرور من أخرى”.
وتتقاسم منطقة شمال غربي سوريا عدة فصائل عسكرية، منها فصائل “الجيش الوطني” المدعومة من تركيا في مناطق ريف حلب الشمالي، و”هيئة تحرير الشام” في محافظة إدلب.
بينما قالت الناشطة ميساء المحمود لعنب بلدي، إن سبب مشاركتها في الحملة هو نتيجة تعرضها لضغوطات من فصيل “هيئة تحرير الشام”، وتهجيرها إلى مدينة عفرين شمالي حلب، وبسبب الضغوطات المتكررة التي يعانيها الصحفيون والتي تصل إلى “القتل بدم بارد دون وجه حق”، دون محاسبة الفاعلين، ولا وجود لجهة تحمي الصحفيين.
وترى ميساء أن الصحفي في شمال غربي سوريا مهدد بالاعتقال والاغتيال “إذا قال كلمة حق”، مشيرة إلى أن الصحفيين خرجوا ضد “الظلم والطغيان والمحسوبيات”، متمسكين بالصحافة الحرة، وليسوا مستعدين لمجاملة أحد أو تمييزه.
أما الناشط عمار جابر فقال لعنب بلدي، إن مشاركته بالحملة تعود لكونه أحد الصحفيين العاملين في الداخل السوري، مضيفًا أن السبب الرئيس هو استنكار مقتل الصحفي حسين خطاب، الذي كان قد تعرض لمحاولة اغتيال سابقة دون أن يتلقى الحماية من السلطات المحلية.
الصحفي ليس هدف مشروع لكل من لا تعجبه الحقيقة، الصحفي ينقل رسالة لا تسمحوا بأن يكون ثمنها حياته #الشهيد_حسين_خطاب#مجلس_الإعلام_السوري pic.twitter.com/kDNaaKxe1l
— ammar jaber (@ammarjaber8) December 14, 2020
إضافة إلى مطالبة الجهات المعنية والإدارة المحلية والمنظمات المعنية بشؤون الصحفيين بمتابعة قضية مقتل خطاب للوصول إلى الحقيقة ومعرفة قاتليه، حسبما قال جابر، مضيفًا أن إطلاق الحملات هو من أقل واجبات الصحفيين للضغط على الجهات المعنية لمعرفة تفاصيل “الجريمة”.
اقرأ أيضًا: هل هربت “رابطة الصحفيين السوريين” إلى الأمام بتشكيل “مجلس الإعلام”
ويواجه الصحفيون والناشطون السوريون انتهاكات عدة منذ بدء الحراك السلمي في سوريا عام 2011، وكان من أحدثها زرع عبوة ناسفة في سيارة الناشط الإعلامي مالك أبو عبيدة، في تشرين الثاني الماضي، في مدينة اعزاز شمالي حلب.
ونشرت منظمة “مراسلون بلا حدود” تقريرها السنوي أمس، الاثنين، وقالت المنظمة، إن سوريا ما زالت “واحدة من أكبر سجون الصحفيين في العالم” للعام الثاني، ووثقت مقتل 134 صحفيًا منذ عام 2011 وحتى نهاية عام 2019.
–