“وادي الدموع”.. مسلسل عن حرب تشرين يفتح جراح الإسرائيليين
بدأت “هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية” (كان) ومنصة “HBO Max” عرض المسلسل الإسرائيلي “وادي الدموع”، الذي يتحدث عن حرب تشرين الأول عام 1973.
وتناول مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في 12 من كانون الأول الحالي، المسلسل المكون من ثماني حلقات، وذكر أنه أثار غضب الإسرائيليين، وتسبب في “فتح جراح قديمة، بعدما ذكرهم بفشل القيادة الإسرائيلية في عيد الغفران الذي كان يعتبر أقدس يوم لدى اليهود”.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسلسل استغرق إعداده عشر سنوات، وقالت إن الحلقات استعرضت “عمليات مدهشة لمعارك دبابات ملحمية في مواقعها الأصلية بمرتفعات الجولان”، التي احتلتها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967.
وحملت السلسلة عنوان “شعات نعيلاه” بالعبرية، أو “ساعة الإغلاق”، في إشارة إلى الصلاة الأخيرة لصوم “عيد الغفران”.
ومع اقتراب السلسلة من نهايتها في الأسبوع الحالي، ذكر موقع “كان” الإسرائيلي أن المسلسل حصل على أكثر من 7.5 مليون مشاهدة على قناته التلفزيونية ومنصته الرقمية.
يلعب دور البطولة الممثل الإسرائيلي ليئور أشكنازي، وشارك في إعداد السيناريو عدد من الروائيين في إسرائيل، أبرزهم دانييل أمسيل، كاتب السيناريو الأصلي.
وبحسب الكاتب، فإن “الفيلم يستند إلى أحداث حقيقية، ويركز على القتال من خلال الروايات المباشرة للجنود”.
ولا يوجد تعليق رسمي سوري أو مصري على الفيلم حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
وبلغت تكلفة المسلسل، الذي أنتجته شركة “ويست أند فيلمز” ومقرها في بريطانيا، نحو عشرة ملايين دولار.
وأطلِق على الحرب “حرب يوم الغفران” نظرًا إلى نشوبها في أقدس يوم لليهود، والمعروفة عربيًا باسم “حرب تشرين التحريرية” عام 1973.
ودارت الحرب في الفترة بين 6 و25 من تشرين الأول عام 1973، عندما شن تحالف من الدول العربية بقيادة مصر وسوريا حربًا ضد إسرائيل، تركزت على سيناء والجولان التي احتلتها إسرائيل خلال حرب حزيران عام 1967، بهدف استعادة الأراضي العربية المحتلة.
وانتهت الحرب باسترداد قناة السويس، وجميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء، وجزء من مرتفعات الجولان السورية بما فيها مدينة القنيطرة.
ومنذ الحرب، حافظت الحدود السورية مع الجولان المحتل على وضعها دون أي تغيير أو معارك.
ومهدت الحرب الطريق لاتفاق “كامب ديفيد” بين مصر وإسرائيل الذي وُقّع في أيلول 1978، وتعهد بموجبه الطرفان بإنهاء حالة الحرب وإقامة علاقات ودية بينهما.
ووثقت أفلام سينمائية عديدة ساعات الحرب وكواليسها، والحياة الإنسانية في تلك الفترة، ومن أبرزها “الرصاصة لا تزال في جيبي” و”الطريق إلى إيلات” والفيلم التلفزيوني “عواء الذئب”.
ومُنعت بعض الأفلام من العرض نهائيًا لتناولها الوضع السياسي بشكل صريح، وأبرزها فيلما “حائط البطولات” و“زائر الفجر”.
فتح جراح
وصف رون ليشيم، الذي شارك في المسلسل مع أميت كوهين، وكلاهما من المقاتلين الإسرائيليين القدامى في وحدة المخابرات العسكرية الإسرائيلية المعروفة بـ”الوحدة 8200″، أن “الحرب كانت أسوأ صدمة لنا وأسوأ كارثة لنا كدولة” على مدى 47 عامًا.
الممثل إيمري بيتون (35 عامًا)، قال إن محادثاته مع قدامى المحاربين الإسرائيليين في حرب 1973 بينما كان يستعد لدوره في “وادي الدموع” كشفت له “أنه كان يعاني أيضًا من اضطراب ما بعد الصدمة، وليس المحاربين الإسرائيليين فقط”، متذكرًا تجاربه الخاصة في حرب 2006 بلبنان، وكيف أصبح بعدها منعزلًا عن العالم.
وأثار المسلسل انتقادات بعض المحاربين القدامى المعترضين على بعض الأخطاء التاريخية بالعمل، بينما وجد آخرون صعوبة في المشاهد، واشتكوا من أن هذا العمل أظهر إسرائيل في أضعف حالاتها.
وأعلن المخرج يارون زيلبرمان عن استعداده لمشاركة فريق الإنتاج بشكل وثيق مع “ناتال”، وهي منظمة إسرائيلية رائدة تعالج ضحايا الصدمات من الحروب والهجمات الإرهابية، والتي شهدت ارتفاعًا حادًا في المكالمات إلى خطوط المساعدة عقب كل حلقة، وذلك لسماعهم مرة أخرى والتعرف إلى الكثير من الحكايات التي يمكن استخلاصها في حلقات أخرى.
وقالت الدكتورة حنا همي، مديرة الوحدة السريرية في” ناتال” والمحاضرة في كلية “بيت بيرل” في وسط إسرائيل، “كلما تقدمت السلسلة، ازداد صخبها وإثارتها”، ووصفتها بأنها هدية معقدة لأنها أعادت فتح الجراح المؤلمة.
وبعد عرض بعض الحلقات، شارك إسرائيليون الحكايات الشخصية والعائلية عبر صفحة “فيس بوك” المخصصة للفيلم التي تضم أكثر من 40 ألف عضو.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :