سيّرت روسيا دوريتها الأولى على طول الحدود السورية- الإسرائيلية، السبت 12 من كانون الأول، بحسب ما أفاد به مراسل عنب بلدي في القنيطرة.
وشوهد رتل من العربات الروسية يسير باتجاه بلدة حضر إلى القاعدة العسكرية التي تعتبر مركز المراقبة الروسي في المنطقة، على تلة يزيد ارتفاعها على 1400 متر.
وبدأ خط سير الدورية على الحدود من بلدة حضر باتجاه الجنوب، مرورًا ببلدة جباتا الخشب، ثم بلدة الحمدية، ثم مدينة القنيطرة، وباتجاه الريف الأوسط كبلدة بريقة، وصولًا إلى أقصى الجنوب السوري عند بلدة صيدا الجولان.
وحسبما أفاد مراسل عنب بلدي في القنيطرة، فإن التحركات الروسية كانت لافتة في المنطقة التي لم يدخلها الروس منذ المعارك التي أدت إلى سيطرة النظام عليها منتصف عام 2018، وتتخذ هذه الدوريات طريق قوات الأمم المتحدة، الذي يسير بمحاذاة الشريط الحدودي مع الجولان المحتل ويبعد 100 متر.
وصرح قائد إحدى الكتائب الروسية في سوريا، لوكالة “تاس” الروسية، في 11 من كانون الأول الحالي، بأن روسيا تساعد قوات النظام السوري بتدريبات مشتركة في منطقة الجولان، وأشار إلى أن الهدف من الوجود الروسي هو “مراقبة وقف إطلاق النار” في المنطقة “المنزوعة السلاح” على الحدود مع إسرائيل، مع “إظهار الحضور العسكري الروسي وحماية العسكريين الروس”.
ونشر تلفزيون “tvzvezda” الروسي، في 11 من كانون الأول الحالي، تسجيلًا مصوّرًا يظهر انتقال رتل من الشرطة العسكرية الروسية إلى مرتفعات الجولان.
وسبق ذلك، منذ بداية كانون الأول الحالي، استنفار للجيش الإسرائيلي على كامل الحدود، وتسيير دوريات عسكرية مكثفة لمراقبة الحدود، كما أجرت القوات الإسرائيلية مناورات عسكرية، وسمعت أصوات تدريبات الجيش الإسرائيلي العسكرية في قرى الجولان، وأصوات طائرات الاستطلاع والطائرات الحربية الإسرائيلية وهي تحلّق فوق الحدود مع سوريا.
وتعتبر منطقة الحدود السورية- الإسرائيلية مسرحًا لتبادل إطلاق النار والغارات والقذائف بين الجيش الإسرائيلي والقوات الإيرانية وقوات “حزب الله”، الحليفة للنظام السوري، كما استهدفت إسرائيل، بمئات الغارات الجوية خلال أعوام الحرب السابقة، مواقع عسكرية قالت إنها تتبع لإيران و”حزب الله”.
وكان قائد “الفرقة 210” في الجيش الإسرائيلي، رومان غوفمان، قال في لقاء مع وكالة “تاس” الروسية، في 30 من تشرين الثاني الماضي، إن إبعاد إيران و”حزب الله” عن الحدود السورية- الإسرائيلية يصب في مصلحة كل من إسرائيل وروسيا.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في آذار من عام 2019، اتفاقه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على التنسيق والعمل لإخراج “القوات الأجنبية” من سوريا.
وفي حين تستمر روسيا وإيران بدعم قوات النظام السوري، وتقاسم جبهات المعارك والمكاسب الاقتصادية، يستمر كذلك التنافس للسيطرة على المنطقة الجنوبية، خاصة في محافظة درعا المجاورة، التي لم تهدأ من خلال مواجهات بين قوات “الفرقة الرابعة” المدعومة إيرانيًا، وقوات “اللواء الثامن”، المدعوم روسيًا، مع انتشار الاغتيالات والتفجيرات التي تنسب غالبًا لمجهولين.
–