فرصة ذهبية لسيميوني في الشهر الأخير
عروة قنواتي
دعونا نتفق على أن المواسم المحلية الأوروبية ستبقى “استثنائية”، لما تواجهه من إجراءات صحية، وإصابات لأهم اللاعبين جراء ضغط المواجهات وبداية الموسم الجديد والاستحقاقات الدولية والقارية.
وستبقى “استثنائية” حتى يخف أثر فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، فتحضر الجماهير، ويتوقف نزيف الخزائن، وتعتدل الحالة الاقتصادية للأندية، وتعود كرة القدم إلى طبيعتها وجنونها من دون ضغوطات.
وبالتالي قد نرى عناوين جديدة تشغلها أسطر الليغا الإسبانية في الموسم الحالي، والشهر الأخير من العام الحالي قد يحمل عنوانًا أوليًا غير رسمي بمنطق كرة القدم، وهو أن نادي أتلتيكو مدريد أصبح جاهزًا للتتويج ببطولة الدوري للموسم الحالي، وهل هذا العنوان غريب؟
ألا يعتبر أتلتيكو مدريد من أهم الأندية في إسبانيا وأوروبا، ألا يكون في كل موسم ضمن حسابات المرشحين لنيل اللقب الإسباني؟
نعم هو كذلك، ولكن لطالما اصطدم بصراعات البارسا والملكي، وعقّد مشهدهما ومشهده فصار خالطًا للأوراق في السنوات الأخيرة إلا في عام 2014 عندما انتزع اللقب من سيطرة العملاقين.
وكان أتلتيكو حينها الوحيد من كل الأندية الإسبانية الذي صارع ليكسر سيطرة 16 عامًا لريال مدريد وبرشلونة على اللقب منذ آخر مرة نال فيها فالنسيا الدوري، إذ إنه ومنذ ذلك الوقت والريال مع البارسا احتكرا لقب البطولة الأولى في إسبانيا.
واستمر أتلتيكو، يحاول ويفشل ثم يحاول مجددًا، حتى نجح في موسم واحد، ويبدو بأنه يقترب من المنصة مرة جديدة، كيف؟
مع بدء الموسم الحالي، كان واضحًا بأن انهيارات برشلونة ومحاولات البناء الجديد مع كومان الهولندي بحاجة إلى وقت وصبر قد تعطي الجماهير والعشاق “صفر بطولات” على مدار عامين.
والواضح أيضًا مع انطلاق الجولات الأولى أن وضع ريال مدريد غير ثابت وغير مريح، ومعاناته بنقص اللاعبين جراء الإصابات وتفشي “كورونا” ستدخله في رهانات الهزيمة والفوز أكثر من تأمين الأجواء للقب جديد، بعدما فعلها مع البارسا في الجولات الأخيرة الموسم الماضي.
ومع نشر هذه الزاوية تكون مباراة الديربي بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد قد انتهت وعُرفت نتيجتها، فماذا لو كانت فوزًا لسيميوني وفريقه؟
وماذا لو سقط ريال مدريد في منتصف الأسبوع متعادلًا أو مهزومًا مع أتلتيك بلباو، وسقط البارسا أمام ريال سوسيداد وليفانتي؟
أتلتيكو بحاجة إلى أن يفوز الآن على الملكي كما فعلها مع برشلونة، ليكون الفارق تسع نقاط، وبفارق مباراة مؤجلة لمصلحة أتلتيكو مدريد عن جاره الريال.
بينما الفارق بين البارسا وأتلتيكو حاليًا هو 12 نقطة، وأي سقوط آخر للبلوغرانا يعني خروجه من منافسة الدوري وصعوبة اللحاق بالمتصدر أتلتيكو.
فهل يمتلك سيميوني ما يجعله بعيدًا عن مفاجآت كرة القدم وخسارته الفرصة الذهبية قبل نهاية العام الحالي؟
الترتيب على السلم حاليًا في مصلحة أتلتيكو مدريد، الذي سجل لاعبوه 22 هدفًا (أقوى خط هجوم) ودخل شباكه هدفان فقط، وبالتالي هو الدفاع الأفضل.
ثمانية انتصارات وتعادلان وبلا هزيمة مع مباراتين مؤجلتين، وخلفه ريال سوسيداد وفياريال في المركزين الثاني والثالث، وفي المركز الرابع يأتي ريال مدريد بـ20 نقطة و11 جولة مع مباراة مؤجلة واحدة.
بينما يسبح برشلونة في رهان العودة والغرق في المركز التاسع بـ14 نقطة خلال عشر جولات، مع مباراتين مؤجلتين.
لنحسم أمر المباريات المؤجلة فرضًا في مصلحة الفرق الثلاثة من ناحية الفوز، حينها سيكون الفارق بين أتلتيكو والريال تسع نقاط وبين أتلتيكو والبارسا 12 نقطة.
سيميوني يواجه زيدان ومن ثم ينطلق لاستقبال إلتشي، بينما البارسا يواجه فياريال وسوسيداد، والريال يلعب في الديربي ويواجه أتلتيك بلباو.
هل اقترب الوقت يا سيميوني؟
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :