قرر قادة الاتحاد الأوروبي خفض صافي انبعاثات الغازات التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري في الاتحاد بنسبة 55% بنهاية عام 2030، مقارنة بمستويات انبعاث الغاز في عام 1990 التي كان هدفها السابق 40%.
جاء ذلك بعد نقاشات استمرت على مدى يومين ضمن اجتماعات قمة الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، توصلت دول الاتحاد من خلالها إلى اتفاقية وصفت بـ”صعبة التحقق”، يحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس“، الجمعة 11 من كانون الأول.
ووافق الأعضاء البالغ عددهم 27 على اتفاق مقترح اللجنة التنفيذية الأوروبية على تشديد هدف المرحلة المتوسطة الخاص بخطة الاتحاد حول “محايدة الكربون” (الحفاظ على عدم زيادة كمية الكربون في الغلاف الجوي)، وينتج ذلك عن طريق الحد من انبعاث الغازات الدفيئة (الغازات التي تسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري).
وأبدت بولندا قلقها من الاتفاق لاعتمادها الكبير على الفحم لتلبية احتياجاتها من الطاقة، إذ عطلت الاتفاق لساعات. لكن وكالة “أسوشيتد برس” نقلت عن مصدر فرنسي أن بولندا طالبت بضمانات بشأن المساعدات المالية التي ستحصل عليها مقابل تكييف اقتصادها مع متطلبات تطبيق المعايير البيئية الجديدة.
وقدمت اللجنة التنفيذية الأوروبية مقترحها لخطة المناخ لعام 2030 في 17 من أيلول الماضي، ويهدف إلى التالي:
- تحسين الوضع المناخي في أوروبا، ووضع مسار أكثر فعالية من حيث التكلفة الاقتصادية بحلول عام 2050.
- خلق وظائف مراعية للبيئة (الوظائف التي تنطوي فيها واجبات العمال على جعل عمليات إنتاج مؤسساتهم أكثر ملاءمة للبيئة أو استخدام موارد طبيعية أقل) وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري للاتحاد الأوروبي بالتزامن مع استمرار تحسين النمو الاقتصادي للاتحاد.
- تشجيع شركاء الاتحاد الأوروبي على الصعيد الدولي ليزيدوا من طموحاتم في سبيل الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
وبعد موافقة الدول المترددة على الاقتراح، قال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، شارل ميشيل، عبر “تويتر”، “أوروبا هي الرائدة في مكافحة تغير المناخ”.
Europe is the leader in the fight against climate change.
We decided to cut our greenhouse gas emissions of at least 55% by 2030. #EUCO pic.twitter.com/XfoCacHoq0
— Charles Michel (@eucopresident) December 11, 2020
وستعقد الأمم المتحدة اجتماعًا مع الاتحاد الأوروبي في نهاية الأسبوع الحالي، لمناقشة الوضع المناخي، وفق ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس”.
وذكر تقرير للأمم المتحدة، في 2 من كانون الأول الحالي، أن عام 2020 ثالث أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق، وقد يصل العالم إلى مستوى تغير المناخ بحلول عام 2024.
وعلى الرغم من وجود جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) وتقليل السفر، بقي انبعاث ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي مستمرًا، وسيؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة لعقود مقبلة، بحسب التقرير.
وأوضح التقرير أيضًا أن من المقرر أن يكون متوسط درجة الحرارة العالمية في عام 2020 حوالي 1.2 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل العصر الصناعي (1850- 1900)، وأن هناك احتمالًا واحدًا من خمسة أن يتجاوزه مؤقتًا 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2024.
وعملت اتفاقية “باريس” من أجل المناخ منذ عام 2015 على توضيح الأهداف الرئيسة لاحتواء الاحترار العالمي، وهي الحفاظ على درجات الحرارة العالمية أقل إلى حد كبير من درجتين، مع متابعة وسائل الحد من الزيادة إلى 1.5 درجة مئوية.
كما نصحت الاتفاقية الدول بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة كل خمس سنوات، إضافة إلى مساعدة الدول الفقيرة من خلال توفير التمويل المناخي للتكيف مع تغير المناخ والتحول إلى الطاقة المتجددة.
ووقعت 195 دولة على الاتفاقية من بين 197 بلدًا أعضاء في مجموعة الأمم المتحدة للتغير المناخي، بغياب سوريا ونيكاراغوا.
وفي حزيران 2017، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية “باريس للمناخ” لتصبح أول دولة في العالم تنسحب رسميًا من الاتفاقية.
–