حزمة عقوبات أمريكية جديدة ضد تركيا.. ما هدفها

  • 2020/12/11
  • 2:38 م

تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات على تركيا، ضمن قانون “CAASTA”، على خلفية شراء أنقرة المنظومة الصاروخية “S-400” من روسيا، فضلًا عن عقوبات اتفق عليها الاتحاد الأوروبي في قمة “بروكسل”، الخميس 10 من كانون الأول.

ونقل موقع “بلومبيرغ” اليوم، الجمعة 11 من كانون الأول، عن مصدرين مطلعين لم يذكر اسميهما، أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، وقع على حزمة من الإجراءات التي أوصى بها وزير الخارجية، مايك بومبيو،

ولم يحدد المصدران نوعية العقوبات ومن ستستهدف، وذكر “بلومبيرغ” أن “مجلس الأمن القومي” في البيت الأبيض، والمسؤولين في وزارة الخزانة ووزارة الخارجية، لم يردوا على التساؤلات عن حيثيات القرار، لكن قانون “مكافحة أعداء أمريكا” (CAASTA) يستهدف تركيا لشرائها الصواريخ الروسية.

ما هو “كاستا” (CAASTA)

هو قانون فيدرالي اعتمدته الولايات المتحدة لمعاقبة أعداء أمريكا، ويفرض عقوبات على إيران وكوريا الشمالية وروسيا، وتم تمرير مشروع القانون إلى مجلس الشيوخ وإقراره، في 27 من تموز 2017.

وفي 2 من تشرين الثاني من العام نفسه، وقّع ترامب عليه ليصبح قانونًا، واعتبر القانون في الوقت عينه “معيبًا بشكل خطير”.

سيتم فرض العقوبات على تركيا بموجب القانون، وجاء للضغط على ترامب من أجل تمريرها رغم علاقته الشخصية مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

عقوبات مخففة

بدورها، نقلت مجلة “فورين بوليسي” توقعات مصدرين مطلعين على المناقشات، أن العقوبات التي فكرت إدارة ترامب بتنفيذها في الأشهر الأخيرة، “ستنتهي بحزمة خفيفة”، تشمل عقوبات ضد “الرئاسة التركية للصناعات الدفاعية”، ولن تشمل الرئيس التركي أو عائلته، كما لن تكون شديدة على البنوك التركية.

وحذر خبراء اقتصاديون من أن استهداف البنوك التركية، “قد يدمر اقتصاد البلاد الضعيف بالفعل، وربما يرسل هزات مالية إلى أوروبا”، وفق المجلة.

“S-400” وشرخ العلاقات

أدى شراء أنقرة نظام “S-400” عام 2019 إلى إثارة التوترات مع واشنطن، ففي شباط من العام نفسه، أعلنت تركيا رفضها الاستجابة للضغوط الأمريكية بشأن إتمام صفقة شراء منظومة صواريخ “S-400” من روسيا، معلنة أن الأمر ليس مجالًا للبحث.

وأكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، حينها، أن شراء بلاده منظومة صواريخ “S-400” الروسية هو صفقة محسومة، على الرغم من جهود واشنطن لإقناعها بالتخلي عنها واستبدال منظومة “باتريوت” الأمريكية بها.

اقرأ أيضًا: تركيا تحسم الأمر فيما يتعلق بصواريخ “S-400” الروسية

وعبر الرئيس التركي عن أمله بأن تغير الولايات المتحدة موقفها تجاه شراء تركيا منظومة “S-400” الروسية للدفاع الجوي، مؤكدًا أنه لا عودة عن الاتفاق مع روسيا، وأنه يشكل أولوية دفاعية بالنسبة لبلاده.

بموازاة ذلك، اعتبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في أواخر حزيران من العام ذاته، أن على تركيا التخلي عن شراء صواريخ “S-400” الروسية، واصفًا الصفقة بـ“المشكلة”.

وقال ترامب على هامش اجتماعات قمة “العشرين” التي انعقدت في مدينة أوساكا اليابانية، في 29 من حزيران 2019، “يتعيّن على تركيا أن تتخلى عن صفقة (S-400)، إنه أمر غير مقبول، وعلى تركيا عدم شراء هذا النوع من الأسلحة لأنها عضو في (الناتو)، ويجب علينا التقيد بجميع الالتزامات”.

وأشار ترامب في الوقت نفسه إلى أن تركيا كانت دولة صديقة، وأن التعاون التجاري بين البلدين كبير وسيتعاظم.

عقوبات أوروبية

بالتزامن مع العقوبات الأمريكية، وافق قادة الاتحاد الأوروبي على توسيع العقوبات “الفردية” ضد أنقرة، على ألا تطال اقتصاد البلاد، وذلك ردًا على أعمال التنقيب عن موارد الطاقة، التي أطلقتها تركيا في شرقي البحر المتوسط.

وقال القادة في بيان مشترك صدر في وقت مبكر من اليوم، الجمعة 11 من كانون الأول، “تعهد الاتحاد الأوروبي بتوسيع قائمة الأتراك المستهدفين بحظر السفر وتجميد الأصول”، وتابع “بينما لم يتجه نحو فرض عقوبات أكثر إيلامًا من الناحية الاقتصادية ضد الحكومة في أنقرة”، وفق ما نقله موقع “بلومبيرغ”.

وأوضح الموقع أن قادة دول الاتحاد (27 دولة) أعطوا الضوء الأخضر في قمة “بروكسل”، للعمل على توسيع “قائمة سوداء” تتكون من موظفين اثنين في شركة البترول التركية، لافتًا إلى احتمالية استهداف المزيد من الأفراد، وربما إدراج بعض الشركات والمنظمات الحكومية في العقوبات، “إذا استمرت أنقرة في التنقيب بالمتوسط”.

وأشار رؤساء حكومات الكتلة إلى إمكانية التفكير في المزيد من الإجراءات العقابية، بحلول آذار 2021، في حال واصلت أنقرة أعمال المواجهة شرقي المتوسط.

وقال الزعماء في البيان، إن “الاتحاد الأوروبي لا يزال ملتزمًا بالدفاع عن مصالحه ومصالح دوله الأعضاء وكذلك الحفاظ على الاستقرار الإقليمي”.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي