يدور تساؤل عالمي عن الاستغناء عن الكمامات بعد توفر لقاحات فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) وبدء التطعيم في بعض البلدان، أولها بريطانيا.
ووفق تقرير نشرته “أسوشيتد بريس” وترجمته عنب بلدي، الأربعاء 10 من كانون الأول، فالإجابة هي: لا. ليس مرجحًا أن نتوقف عن ارتداء الكمامة قريبًا، وستبقى الكمامات والمسافة الاجتماعية مطلوبة لفترة معينة من الزمن حتى بعد توفر اللقاح للجميع.
لقاح “فايزر”، وهو لقاح “كورونا” الأكثر شهرة إلى الآن، يتكون من جرعتين اثنتين، ويجري حقن جرعته الثانية بعد ثلاثة أسابيع من حقن الجرعة الأولى.
وأعلن عن لقاح “فايزر” الأمريكي، في 9 من تشرين الثاني الماضي، بعد أن أثبت فاعليته بنسبة 90% في مراحل التجارب السريرية الثلاث، إذ جرت تجربته على أكثر من 43 ألف مشترك ومشتركة.
أما لقاح “مودرنا”، وهو ثاني لقاح أمريكي الصنع، فأثبت نجاحه بنسبة 90% أيضًا، لكنه تفوق على لقاح “فايزر” بكونه يقي من الإصابة الشديدة بالفيروس، الأمر الذي لم يثبته لقاح “فايزر” بعد.
لقاح “مودرنا” الذي يتكون من جرعتين اثنتين أيضًا، تأتي جرعته الثانية بعد أربعة أسابيع من تاريخ حقن الجرعة الأولى.
وعلاوة على ذلك، فإن تأثيرات اللقاحات ليست فورية.
ومن المتوقع أن يحصل متلقو اللقاح على بعض الحماية خلال أسبوعين من الجرعة الأولى، لكن الحماية الكاملة من الفيروس قد لا تتكون إلا بعد أسبوعين من موعد الحصول على الجرعة الثانية.
إضافة إلى ذلك، فمن غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت لقاحات “فايزر” و”مودرنا” تحمي الأشخاص من العدوى بالفيروس بشكل كامل أم أنها تحميهم من ظهور الأعراض فقط.
وعلى الرغم من أن احتمالية هذا الأمر ضعيفة، فإن الأشخاص الحاصلين على اللقاح قد يبقون عرضة للإصابة بالفيروس ونقله للآخرين، بحسب ما قاله ديبورا فولر خبير اللقاحات في جامعة “واشنطن”، لجريدة “أسوشيتد بريس”.
وأضاف فولر، “حتى عند توفر اللقاحات بشكل كبير، فإن حقن اللقاحات في أيادي الملايين من الناس يحتاج إلى أشهر”.
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت في بداية الجائحة أن ارتداء الكمامات للأشخاص الأصحاء ليس ضروريًا، وينصح بارتدائها للمصابين أو من يعتني بهم فقط.
إلا أنها غيرت موقفها، في 6 من حزيران الماضي، لتلزم الحكومات والشعوب بارتداء الكمامات في الأماكن العامة.
ولأن إحدى الطرق الرئيسة لانتشار فيروس “كورونا” هي عبر الرذاذ التنفسي الذي يقذفه الأشخاص عندما يتحدثون، أو يتنفسون، فإن ارتداء الكمامة قد يقي كثيرين من الإصابة بالفيروس، حتى وإن لم تظهر عليهم الأعراض، ما يعني أن بعض الأشخاص قد يكونون ناقلين للعدوى حتى وإن لم يصابوا بها.
وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن ارتداء الكمامة وحده لا يمنع انتشار الفيروس، بل يجب أن نحافظ على التباعد الاجتماعي، وغسل اليدين على نحو متكرر، حتى إشعار آخر.
كل هذه الخطوات مجتمعة قد تمكننا من التغلب على فيروس “كورونا”.
وحتى تاريخ اليوم، وصل عدد حالات الإصابة بفيروس “كورونا” عالميًا إلى 68 مليونًا و895 ألف حالة، كما تجاوز عدد حالات الوفاة 1.5 مليون حالة، وتصدرت الولايات المتحدة قائمة بلدان العالم من حيث عدد الوفيات، إذ تجاوزت 209 آلاف حالة.
–